ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻳﺪﻳﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻵﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ (ﺍﻟﻤﺜﺮﺍﺋﻴﺔ)، ﺛﻢ ﺗﺤﻮﻟﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻷﻟﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺣﻴﻦ ﺃﻋﺘﻨﻘﻮ ﺩﻳﻦ ﺯﺭﺩﺷﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﻧﺸﺮ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻷﻳﺮﺍﻧﻴﺔ، ﺃﺳﺘﻤﺮ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﺑﺄﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﺩﺷﺘﻴﺔ ﻃﻴﺎﺓ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﺛﻢ ﺍﻟﺴﺎﺳﺎﻧﻴﻴﻦ، ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺳﺎﻧﻴﺔ، ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻓﻘﻂ ﺃﺳﺘﺒﺪﻝ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻃﻮﻋﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺇﻛﺮﺍﻫﺎ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﺑﻴﻦ (ﺍﻟﻤﺰﺭﺑﺎﻥ) ﻭﺍﻟﻲ ﺍﻷﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺳﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺄﺣﺘﻔﺎﻅ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﺑﺄﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻭﻣﻌﺘﻘﺪﻫﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﻴﻦ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻲ ﻗﺪ ﺗﺤﻮﻟﻮﺍ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻘﻤﻊ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﻭﺃﺿﻬﺎﺩﻫﻢ ﻷﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﻢ ﻣﺘﻤﺴﻜﻮﻥ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﺰﺭﺍﺩﺷﺘﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻷﻳﺰﻳﺪﻳﻴﻦ.
ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻫﻮ ﺩﻳﻦ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ، ﻭﺍﻟﻜﻮﺭﺩ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻳﺘﺒﻌﻮﻥ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻳﺘﺮﻛﺰﻭﻥ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻸﻛﺮﺍﺩ ﺩﻭﺭ ﻓﻌﺎﻝ ﻭﻣﺆﺛﺮ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎ،.
ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﺧﺘﻼﻓﺎً ﺑﺴﻴﻄﺎً، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺷﻴﻮﻋﺎً ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻨﻘﺸﺒﻨﺪﻳ ﺔ.
ﻟﻘﺪ ﻟﻌﺐ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮﻥ (ﻣﻼ) ﻓﻲ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ، ﺩﻭﺭﺍً ﺑﺎﺭﺯﺍً ﻭﺇ ﻳﺠﺎﺑﻴﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻗﻴﺎﺩﺗﻬﺎ.
ﻭ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺗﺎﺑﻌﻮﻥ ﻷﺩﻳﺎﻥ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺎﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻷﻳﺰﻳﺪﻳﺔ، ﻭﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻋﺪﺓ ﻛﺎﻟﻌﻠﻮﻳﻴﻦ (ﺍﻟﻘﺰﻟﺒﺎﺵ)، ﻭﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻻﻫﻲ (ﺍﻟﻜﺎﻛﺎﺋﻴﺔ)، ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻜﺴﻨﺰﺍﻧﻴﺔ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ (ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ) ﻓﻘﺪ ﻫﺠﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻋﺎﻡ 1948 ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﻳﻬﻮﺩ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﻫﻢ ﻣﻌﺮﻭﻓﻮﻥ ﺍﻵﻥ ﻛﺠﺎﻟﻴﺔ ﻛﻮﺭﺩﻳﺔ ﻳﻬﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ.
ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ : ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺠﻴﻼﻧﻲ، ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻨﻘﺸﺒﻨﺪﻱ.