قصة الثورة المسروقة ، ثورة ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻰ
قصة "ثورة سرقت"
ﻓﻰ ﻋﺎﻡ 1989، ﺛﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻰ ﺿﺪ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ «ﺷﺎﻭﺷﻴﺴﻜﻮ»، ﻭﺍﻣﺘﻨﻊ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﻓﺘﻤﺖ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ ﻭﺃﻋﺪﻣﻪ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ «ﺇﻳﻠﻴﻨﺎ»، ﺛﻢ ﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺃﺣﺪ ﻣﺴﺎﻋﺪﻯ ﺷﺎﻭﺷﻴﺴﻜﻮ ﻭﺍﺳﻤﻪ «ﺇﻳﻮﻥ ﺇﻳﻠﻴﺴﻜﻮ». ﺍﻣﺘﺪﺡ «ﺇﻳﻠﻴﺴﻜﻮ» ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﺣﺘﻔﻰ ﺑﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺛﻢ ﺣﺪﺙ ﺍﻧﻔﻼﺕ ﺃﻣﻨﻰ ﺭﻫﻴﺐ ﻓﻰ ﺭﻭﻣﺎﻧﻴﺎ (ﺗﺒﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺗﺨﻄﻴﻂ «ﺇﻳﻠﻴﺴﻜﻮ»)..
ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻟﻴﻦ ﻳﻬﺎﺟﻤﻮﻥ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ، ﻭﺭﺍﺡ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻳﺘﺼﺪﻭﻥ ﻟﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺭﻭﻣﺎﻧﻴﺎ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺣﺮﺏ ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻰ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﻬﻠﻊ ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻷﻣﻦ.. ﻣﻊ ﺍﻻﻧﻔﻼﺕ ﺍﻷﻣﻨﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺻﻌﺒﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ.
ﻓﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﻟﻌﺐ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺨﺎﺿﻊ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺩﻭﺭﺍ ﻣﺰﺩﻭﺟﺎ، ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻰ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﻟﻴﺔ، ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﺭﺍﺡ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻳﻤﻌﻦ ﻓﻰ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﻴﻦ، ﻭﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻟﻤﻦ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺧﻮﻧﺔ ﻭﻋﻤﻼﺀ، ﻳﻘﺒﻀﻮﻥ ﺃﻣﻮﺍﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ. ﻣﻊ ﺍﻟﻬﻠﻊ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺣﻨﺔ، ﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﺑﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﺍﻹﻋﻼﻣﻰ ﻭﺑﺪﺃﻭﺍ ﻳﺼﺪﻗﻮﻥ ﻓﻌﻼ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻋﻤﻼﺀ.. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺣﺲ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺑﺄﻥ «ﺇﻳﻠﻴﺴﻜﻮ» ﻳﺴﻌﻰ ﻹﺟﻬﺎﺽ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻧﻈﻤﻮﺍ ﻣﻈﺎﻫﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺭﻓﻌﺖ ﺷﻌﺎﺭ:
«ﻻ ﺗﺴﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ».. ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ «ﺇﻳﻠﻴﺴﻜﻮ» ﺇﻻ ﺃﻥ ﻭﺟﻪ ﻧﺪﺍﺀ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ (ﻻﺣﻆ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ) ﻭﻃﺎﻟﺒﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻯ ﻟﻠﺨﻮﻧﺔ ﻭﻗﺎﻡ «ﺇﻳﻠﻴﺴﻜﻮ» ﺳﺮﺍ ﺑﺎﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺟﻢ ﻭﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﺤﻬﻢ، ﻓﺎﻋﺘﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﻴﻦ ﻭﻗﺘﻠﻮﺍ ﺃﻋﺪﺍﺩﺍ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﻢ.. ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﺜﻮﺭﺓ ﺭﻭﻣﺎﻧﻴﺎ.. ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺘﺐ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻟـ«ﺇﻳﻮﻥ ﺇﻳﻠﻴﺴﻜﻮ» ﻭﺭﺷﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ ﻭﻓﺎﺯ ﺑﺎﻟﻤﻨﺼﺐ ﻟﺪﻭﺭﺗﻴﻦ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺘﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻣﺰﻭﺭﺓ.. ﻭﻫﻜﺬﺍ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻣﻔﺨﺮﺓ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﺩﺓ ﻟﻠﺘﻨﺪﺭ ﻭﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ