![]()
الشرطي كان ذكياً وفطناً واستحضر في ذهنه جميع الاحتمالات والاساليب التي تنتهجها العصابات الارهابية في مثل تلك الحالة، اذ يستخدم الارهابيون اكثر من وسيلة لتفجير الحزام الناسف او السيارة المفخخة
مشى الصبي بخطى بطيئة حتى وقف امام الشرطي بباب حسينية تاجران في منطقة البياع، والذي ظن اول الامر انه محتاج لشيء ما وتبين انه انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً واراد تسليم نفسه، لم يرتبك الشرطي في حماية المنشآت وتصرف بمهنية انقذت روحه وارواح الكثير بينهم الانتحاري نفسه.
مفاجأة
كيف تتصرف عندما يقف امامك صبي يتحدث بلهجة سورية ويقول لك: “انا بحمل حزام ناسف وما بدي افجر نفسي واقتل الناس واموت”، هكذا يسرد مدير العلاقات والاعلام في المديرية العامة لحماية المنشآت والشخصيات العميد كريم علوان قصة احباط قوة تابعة للمديرية تفجيرا ارهابيا بحزام ناسف في منطقة البياع، عندما وقف صبي يبلغ عمره 13 عاماً امام الشرطي (….) المكلف بواجب حماية حسينية تاجران في منطقة البياع في ذروة تواجد المصلين في صلاة المغرب ووجود دروس فقهية يحضرها عشرات الدارسين، وتفحص الشرطي جسد الصبي وفتح ازرار قميصه فوجده يحمل فعلاً حزاماً ناسفاً، ونادى على زميله الاخر (..) وتعامل بحكمة وهدوء عاليين تدل على مهنية وحرفية في موقف يرتبك فيه الكثيرون او يطلقون النار او يبتعدون.
التصرف بحكمة
الارهابي كان منكسراً ويشعر بالخوف، كما يصفه الشرطي ويضيف: “تعاملت معه بهدوء وطلبت من زميلي قطع الطريق ومنع الناس من الاقتراب واستأذنته بربط يديه بـ(الجامعة) خشية تحركه وانفجار الحزام الناسف، بينما يردد الصبي:”والله انا مش ارهابي، هم(الارهابيون) اجبروني ادخل معهم والا يأخذوا اختي، هددوني اذا ما افجر الحزام راح يذبحوا اهلي كلياتهم وراح ادخل انا للنار، بس انا ما بدي افجر نفسي ولا اقتل الناس”.
يقول الشرطي: “قمت بسحبه بعيداً عن المسجد وحصرته بين الكتل الكونكريتية وعمود الكهرباء القريب منها وطلبت منه عدم التحرك والهدوء لحين احضار خبراء مكافحة المتفجرات لتفكيك الحزام الناسف، وكان منصاعاً لما اطلب منه وخائفا يخشى انفجار الحزام.
تدابير احترازية
الشرطي كان ذكياً وفطناً واستحضر في ذهنه جميع الاحتمالات والاساليب التي تنتهجها العصابات الارهابية في مثل تلك الحالة، ويشير باصبعه الى مكان جلوس الانتحاري “هؤلاء الاوغاد لا يتوانون في استخدام اقذر الاساليب لتفجير الناس وقتلهم وفي ضوء التدريب المستمر في الدورات التي اشتركنا بها، واطلاعي على التفجيرات الارهابية التي حصلت عبر موقع “اليوتيوب” والاعترافات التي يدلي بها الارهابيون من على شاشات التلفاز تعلمت ان الارهابيين يستخدمون اكثر من وسيلة لتفجير الحزام الناسف او السيارة المفخخة، وقد تربط بصاعق وهاتف يتفجر بالاتصال او عن بعد بـ”ريموت كونترول” او مؤقت بعد مدة من تفخيخها، فقمت بفصل بطارية الهاتف الذي كن يحمله الصبي الانتحاري وفتشت جسده للتأكد من عدم وجود مؤقت وبعد الاطمئنان اجلسته قرب عمود الكهرباء.
تفكيك الحزام
يكمل زميله (ع.س) اتصلنا على الفور بالمقر التابع لنا وطلبنا الاستعانة بخبراء مكافحة المتفجرات، ومنعنا المتواجدين في الحسينية من الخروج والمتواجدين في الزقاق من الاقتراب، واخلينا المكان وحضرت دوريات من المديرية والشرطة الاتحادية والاستخبارات العسكرية، وخلال وقت انتظار الخبراء انبرى احد مقاتلي الحشد الشعبي من المختصين في صنف الهندسة والمتمرس بتفكيك العبوات الناسفة ليقوم بتفكيكها بمفرده وبادوات متوفرة مثل (القارصة والمقص والمفك) ونجح بتفكيك الحزام بمدة وجيزة دون الحاق الاذى بالصبي المغرر به الذي كان خائفاً وبعد انتهاء المهمة سلم الصبي الى الجهات المختصة.