وهو صاحب المرقد الطاهر المعروف والملقب عند العامة والخاصة بسبع الدجيل.ويعتبر مرقده من أهم المعالم الموجودة في قضاء بلد ويحج إليه مئات الالاف سنويا يقوم المرقد الشريف جنوب شرق مدينة بلد ضمن أراضي بني سعد، يحيط به سور يبلغ ارتفاعه 8 أمتار وطوله 300 متر وعرضه 200 متر، ويقع على أرض مربعة الشكل، طول كل ضلع من أضلاعه 150متراً، والصحن فناء كبير له أربعة أبواب رئيسية، وهي: باب القبلة، وباب الحمد، وباب المراد، وباب البريّة. والباب الشرقي مغلقة، وفي السبعينات فتح الباب الغربي عند محل نحر الذبائح المهداة ( القصّابخانة ). وفي الصحن ـ وهو من أوسع صحون آل البيت النبويّ في العراق ـ ست طارمات رئيسية واسعة و 14غرفة، وصالة للاستقبال أُعدّت للوفود وكبار
صورة اخذتها بكاميرتي وبصعوبة لان ممنوع التصوير اثناء زيارتي الاسبوع الماضي
وسمي بهذا اللقب وذلك لعدم تعرض قطاع الطرق في الأزمنة القديمة إلى زواره وذلك لخشيتهم منه ذلك لكرامته ومنزلته عند الله سبحانه وتعالى، ومعاجز ظهرت لهم.
فهو الابن الأكبر للإمام الهادي عليه السلام حيث كان للإمام عليه السلام أربعة أولاد:
1ـ السيد محمد حرز الدين والذي هو موضوع بحثنا.
2ـ أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام.
3ـ جعفر.
4ـ حسين والمدفون مع أبيه الإمام الهادي وأخاه الإمام العسكري عليهما السلام.
كان عليه السلام منهلاً عذباً لرواد العلم من مختلف البلدان حتى اتسعت شهرته ورجع إليه البعيد والقريب في جميع ما كان يعتريهم من مشاكل ومسائل.
جاء نشأته وترعرعه في هذا البيت الكريم ولا عجب في هذا فقد نشأ الإسلام في بيوتهم وتفرع الدين على أيديهم. فهم الشجرة الطاهرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تأتي أكلها كل حين بإذن ربها. نعم وترفع نحو العلى والكمال واستمد قيماً ومُثلاً عالياً، ومنذ صغره كان على استعداد عالٍ لاكتساب المعالي من أبيه الإمام الهادي عليهما السلام.
بكاميرتي
أولاده عليه السلام:
لقد خلف السيد محمد عليه السلام من الأولاد تسعة ذكور كما ذكره وأثبته صاحب كتاب بحر الأنساب وهم:
1ـ جعفر (وبه اشتهر بكنيته).
2ـ عبد الله.
3ـ لطف الله.
4ـ عناية الله.
5ـ هداية الله.
6ـ محمود.
7ـ أحمد.
8ـ علي.
وقد مات بعضهم ودفنوا في خوي وسلماس (مدينتين تقعان في شمال إيران). علماً إن أولاد الأئمة عليهم السلام منتشرون في معظم المدن والقرى من جنوب إيران إلى شمالها وإلى الحدود الروسية وآذربايجان وذلك لهروبهم من بطش الحكام الطغاة العباسيين، ولم يعقب من أولاده سوى أحمد وعلي والله العالم.
مولده ومدفنه:
1ـ مولد: ولد عليه السلام في المدينة المنورة في قرية يقال لها (صريا) وهي قرية أسسها الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام على بعد ثلاثة أميال من المدينة المنورة (ذكر ذلك ابن شهر آشوب في كتابه المناقب ج4 ص382).
2ـ مدفنه: كان المعروف عن المكان الذي دفن فيه عليه السلام من قبل مئات السنين ببعده عن مناطق السكن وعن قراهم، حيث أن بعده عن مدينة بلد القديمة وقبل أن يمتد البناء كما نراه اليوم كان يبعد (5كم). وعن محطة القطار الذي كنا نسافر سابقاً بواسطته إلى سامراء وقبل انتشار المركبات والسيارات عند ما كنا صبيان مع آبائنا وأهلينا فكان يبعد (7كم). وأما عن ضفاف نهر دجلة فيبعد حوالي (4كم).
وبما أن المنطقة كانت تسمى الدجيل قديماً نسبة إلى نهر الدجيل المشهور في التاريخ. والمعروف بالمصطلح اللغوي أن دجيل مصغر من دجلة (أي إنه فرع من نهر دجلة). وهذا النهر يمتد من شمال مدينة بلد وحتى جنوبها ليصل إلى مدينة الدجيل الحالية.
وكان الزائرون في الأزمنة القديمة وقبل مئات السنين كما يرويها المؤرخون عند زيارتهم لمرقده الشريف المبارك عليه السلام كانوا في خوف ووجل وخصوصاً من اللصوص وقطاع الطرق وذلك لضعف الحكومات المركزية قديماً، إلا أن الزائرين لمرقده المقدس وعند وصولهم إلى القبر المبارك كانوا يشاهدون أسداً ضارياً يجوب حول القبر الشريف، وربما شاهدوه وهو رابض على القبر ليلاً ونهاراً لا يدع أحداً بشراً كان أم حيواناً من أن يدنوا إلى زواره أو الحرم الطاهر المبارك.
لذا كان الزائرون ينعمون بالراحة والاطمئنان ما داموا في حرمه المقدس.
ويقال إن السبع (الأسد) كان موجوداً حتى الأربعينيات من القرن العشرين تقريباً، وبتطور المنطقة وامتداد العمران وبظهور الحكومة المركزية وسيطرتها، وبناء حرمة الشامخ المبارك لم يشاهد السبع هناك منذ زمن بعيد نسبياً وشاهدوه الخاصة والعامة. وينقلوا حكايات كثيرة وكرامات عجيبة. لذا سمي بسبع الدجيل.
بكاميرتي
من أقوال الشعراء فيه(ع)
1ـ قال السيّد محمّد جمال الدين الكلبايكاني(قدس سره):
مرقدٌ في الدُّجَيل مَن زارَه ** كان لآل النبي فيه مواسي
كم له من مناقبَ قد تجلّتْ ** بسَناها للدهر كالنبراسِ
لم أشفّعْه في أُموريَ إلّا ** وقضاها الإله دون مكاسِ
فاقضِ يا سيّدي حوائجَ عبدٍ ** مُوثَقٍ بالذنوب والإفلاسِ
إن تخب في مُناك زُرْه فتحظى ** عنده بالمُنى عقيب الباسِ
2ـ قال الشيخ أبو حازم الباوي الكاظمي(قدس سره):
لمدحك قد غدا يجري يراعُ ** ومِن علياك تنحطّ التلاعُ
وأضحى ذكرك المعطار يذكو ** على الدنيا وما فيها يُذاعُ
ضريحُك روضة والناس فيها ** ببحر النور يغمرها شعاعُ
فيا سبع الدُّجَيل فداك نـاءٍ ** عن الأوطان إذ عزّت بقاعُ
إلى بلدٍ أتوق فهل تراني ** أرى مولايَ ينفضّ النزاعُ
فيا ابنَ الطهر والنجوى طباعٌ ** فكم تاقت إلى النجوى طباعُ