يضرب للكيّس الفطن ، والذكي الماهر ، يستطيع بفطنته ومهارته أن يفلت من شر يحيق به أو ضر يوشك أن يصيبه .
أصله:
أن أحد اللصوص سطا على بيت نياّر ( وهو الشخص الذي يعمل بالنير والنير هو تهيئة خيوط النسيج وإعدادها ولفها على النبوبة ) . فشعر به صاحب البيت فانتضى قامة ماضية ثم هجم عليه ، فلما رآه اللص علم أنه مأخوذ ، فقال له : (( رويدك يارجل .. فأنا لم آت ِ لأسرقك كما تظن وإنما جئت إليك مرشدا وناصحا )) . فقال له صاحب البيت : (( وكيف تريد أن ترشدني وتنصحني ؟ )) فقال اللص : (( أنت تغزل الخيوط من القطن فتكون ضعيفة وركيكة لذلك يكون النسيج ضعيفا ركيكا كذلك .. فلماذا لا تتعلم كيف تشمّع الخيوط فتصبح متينة قوية ؟ )) . فخدع الرجل بكلام اللص وسأله : (( وكيف أشمّع الخيوط ؟ )) فقال اللص : (( سأعلمك ذلك في التو واللحظة )) . ثم أخرج من جيبه قطعة من الشمع وأخذ خيطا طويلا وأعطى طرفه للرجل وقال له : (( إمسك طرف الخيط جيدا ولا تتحرك من مكانك .. وانظر كيف سأشمّع الخيط )) . ثم بدأ اللص يمرر الشمع على الخيط ويبتعد عن مكان الرجل شيئا فشيئا حتى أصبح خارج المنزل ، فربط الطرف الثاني من الخيط في باب البيت المجاور ، وفر هاربا . وانتظر الرجل عودة اللص حتى نفد صبره ، ولما طال عليه الإنتظار خرج يبحث عنه ، فلم يعثر له على أثر . فعاد إلى بيته خائبا ، فسألته زوجته : (( مالك ؟ .. وأين كنت ؟ )) فقال : (( كنت انتظر هذا الرجل .. فقد ذهب ليشمع الخيط ، ولم يعد حتى الآن ! )) . فضحكت المرأة من قوله وقالت له : (( ياخايب .. هذا ( شمّع الخيط ) .. ووصل بيتهم )) . ثم ذاع ذلك الحديث بين الناس فضحكوا من قول الرجل وسخروا من غفلته وغبائه ، وعجبوا من فطنة اللص وحسن تخلّصه . وذهب ذلك القول مثلا