إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح أجمعوه
صعب الأمر عليهم، ثم قالوا، أتركوه
إن من أشقاه ربي، كيف أنتم تسعدوه
*****************************
هذه الأبيات ربما هي اكثر الأبيات تناقلاً في ندب سوء الحظ ولعل أكثرنا لايعلم من هو صاحب هذه الأبيات ,,, أنها للشاعر الراحل السودانى المرهف إدريس محمد جماع من مواليد مدينة حلفاية الملوك (1922م) .. تخرج فى كلية دار العلوم، وعمل مدرساً فى معهد التربية بمدينة شندى شمال الخرطوم ثم ببخت الرضا بمدينة الدويم.. له ديوان شعر تحت إسم (لحظات باقية) وقصائد أخرى رائعة ..
************************
يقال أن الشاعر إدريس جماع ذاهب في رحلة علاجية إلي لندن
وفي مطار قابل عريس وعروسته فأعجبته العروس فبقي ينظر إليها فغار العريس وأصبخ يغطي في عروسته فقال جماع
أعلي الجمال تغار منا؟
ماذا علينا إذا نظرنا؟
هي نظرة تنسي الوقار
وتسعد الروح المعني
دنياي أنت وفرحتي
ومني الفؤاد إذا تمني
أنتي السماء بدت لنا
وأستعصمت بالبعد عنا
فسمع هذه الأبيات الاديب المصري المعروف العقاد فسأل عن من قال هذا الكلام؟
فقالوا له شاعر سوداني إسمه إدريس جماع فسأل إين هو الأن ؟
فأجابوه في التيجاني الماحي مستشفي المجانين
فقال هذا مكانه لأن هذا الكلام لايقوله عاقل
وعندما وصل جماع إلي لندن كان للممرضة الإنجليزية عيون جميلة فأصبح ينظر إليها حتي خافت وأخبرت مدير المستشفي بذلك فأمرها أن تلبس نظارات سوداء وعندما رأها شاعرنا أنشد يقول
السيف في غمده لا تخشي بواتره
وسيف عينيك في الحالين بتار
وعندما أخبرت الممرضة بالمعني بكت
ويقال هذا أبلغ بيت شعر في الغزل في العصر الحديث
والروايات في ذلك كثيرة...
وتوفي عام ١٩٨٠ م بعد معاناة مع مرض نفسي أقعده طويلاً بمستشفى الأمراض العصبية بالخرطوم بحري وقد إرسل للعلاج إلى لبنان في عهد حكومة الرئيس إبراهيم عبود وعاد إلى السودان دون أن تتحسن حالته الصحية.
رحم الله الشاعر الانسان إدريس جماع