كانت هناك حمامتان ذكر و انثى , كانتا متحابتين و متعاونتين , قاما ببناء عشهما,و قاما بملء هذا بالقمح و الشعير .
قال الذكر للانثى:
_اننا نترك هذا القمح و الشعير مخزونا للشتاء و هيا بنا نبحث عن طعام يوماً بيوم .
فوافقت الانثى على ذالك و قالت :
_حسن , فالشتاء طويل و الحب قليل , كان الحب رطبا مبللا , فلما جاء الصيف جف الحب و خف و صغر حجمه ,
و كان الذكر قد انطلق فغاب في الصحاري قليلا , فلما رجع رأى الحب ناقصا صغيرا , فقال للانثى:
_الم نتفق على عدم الاكل من الحب ؟!فلماذا قمت بأكله ؟!
فقالت الانثى:
_لم اكل منه شيئا ,صدقني,فأنا ادخره للشتاء...
فلم يصدقها الذكر , و غطى الغضب عينيه و عقله,و بدأ عقاب زوجته بنقرها في أسها بمنقاره حتى ماتت...
و جلس الذكر و حيدا فلما جاءت الامطار و دخل الشتاء رطب الحب و ابتل و زاد حجمه و امتلأ العش كما كان ...
فلما رأى ذالك الذكر ندم , ان حمامته كانت صادقه و قال في تفسه:
_لن ينفعني الحب بعد ان اهلكت زوجتي ... و حزن حزنا شديدا فلم يتذوق الطعام و الشراب حتى مات نادما على تعجله و تسرعه في الحكم على زوجته .
كم مرة ظلمنا احبابنا بسبب تسرعنا بالحكم عليهم وبسبب غضبنا وانفعالنا الغير مبرر فلم ينفعنا الندم