بغداد/المسلة: اعتبر مراقبون للشأن العراقي، ان "مؤتمر أربيل لمكافحة الإرهاب" الذي انعقد في عاصمة الإقليم، الخميس الماضي، تحول الى محفل لمناصرة تنظيم "داعش" الإرهابي، باعتباره القوة التي تحمي اهل "السنة" في العراق من بطش المليشيات، كما ورد ضمنا في الكثير من التصريحات والكلمات التي القيت في اثناء المؤتمر.
وفي ذات الوقت، كشف الاجتماع الذي حضره الكثير من المطلوبين للقضاء العراقي، المتهمين بالإرهاب والفساد، عن انقسام كبير بين الأطراف السياسية التي تعتبر نفسها ممثلا للمكون السني في العراق.
وتعالت أصوات في داخل المؤتمر اشارت بوضوح الى ان هزيمة داعش يعني احتلال المناطق المحررة من المليشيات.
ويقصد بالمليشيات، فصائل الحشد الشعبي التي شاركت مع الجيش العراقي والقوات الأمنية في تحرير المناطق في غرب وشمال البلاد، في وقت ينعم فيه معظم سياسيي مؤتمر أربيل بنعيم فنادق الخمس نجوم في عمان واربيل والدوحة وإسطنبول.
وعلى رغم اتفاق الجميع في كيل التهم الى فصائل الحشد الشعبي والجيش العراقي، الا ان ذلك لم يمنع الانقسامات السياسية بسبب الصراع على الكراسي والمناصب.
وارجع على الحاتم الذي يسمي نفسه "أمير عشائر الدليم" قرار "مقاطعة مؤتمر أربيل لمكافحة الإرهاب"، الى مشاركة بعض من وصفهم بالسياسيين الذين تسببوا في خلق المشاكل التي يعانيها العرب السنة في العراق".
وعلى رغم النقاشات والخطب التي القيت في اثناء المؤتمر، الا ان خيبة الامل كانت العلامة البارزة للمشاركين من نتائج المؤتمر.
ورفض رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، وكتلته النيابية، المؤتمر، كما اعترضت عليه محافظتا كركوك وصلاح الدين واهم تنظيمات "ديالى" و"العربية" و"جماعة علماء العراق و"مجلس انقاذ الانبار".
وقال مشارك في المؤتمر رفض الكشف عن اسمه لـ"المسلة" ان "المشاركين في هذا المحفل، باتوا موضوعا للسخرية بين العراقيين، ولم يختلف في مضمونه عن العديد من المؤتمرات السابقة المنعقدة في الداخل وفي الخارج".
ووصف الكاتب عدنان حسين المؤتمر بانه "حفل بالكثير الكثير من الكلام، أكثره معسول ومعاد ومكرر.. الشعارات.. المطالب.. الملامات، والمأكولات والمشروبات، في مقابل القليل.. القليل جداً من العمل".
واضاف "لم تكن هناك دراسات رصينة ولا أوراق عمل ينغمر المجتمعون في مناقشتها سعياً للوصول إلى النتائج المفضية الى العمل المطلوب".
وحضر مؤتمر أربيل الكثير من المطلوبين للقضاء العراقي، وابرزهم طارق الهامشي، ورافع العيساوي، فيما وصف ناشط سياسي عراقي مشاركة عدنان الدليمي في المؤتمر بانه عودة الى حضن الماكنة الطائفية التي يديرها الدليمي".
وتابع "الدليمي قتل آﻻف اﻷبرياء ثم ولى هاربا".
وبحسب مصادر مطلعة حضرت المؤتمر، فان فشل المؤتمر في صياغة رؤية واضحة وموحدة لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي وتخبط المشاركين في المؤتمر في المواقف تجاه الحكومة الاتحادية، ادى الى انهاء المؤتمر في نفس اليوم بعد ان كان مقررا الاعلان عن تمديده ليوم اخر بحجة تأخر وصول بعض المدعوين.
وتابع أيضا "لم يتطرق المؤتمر الى المناطق المتنازع عليها، بسبب عدم رغبة اغلب الحاضرين في زج قضايا مختلف عليها مع الاكراد، وهو ما ادى الى رفض الكثير من الشخصيات السنية العراقية في المؤتمر باعتباره يخضع لإرادات رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني.
وكشف المؤتمر عن التناقض الكبير في النوايا والأساليب للحصول على المكاسب السياسية، فبينما تشن الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين الحرب على داعش، يشكك المشاركون في المؤتمر من هذه الحرب ويعتبرونها حربا على انفسهم لان القضاء على داعش يعني تجريدهم من القوة العسكرية الضاغطة على حكومة بغداد.
بل ان من المشاركين من يعتبر الحرب داعش، باعتبارها حربا سنية سنية ويجب ان تتوقف.
وعلى صعيد الانتقادات الموجهة الى المؤتمر، اعتبر الخبير العسكري كلا من وفيق السامرائي والشيخ حميد الهايس ان "مؤتمر اربيل طائفي"، محذرين من "اطروحاته".
واستغرب الكاتب علاء الرضائي حضور مندوبين عن الحكومة العراقية والامم المتحدة المؤتمر الى جانب مدانين من قبل القضاء العراقي بالإرهاب وارهابيين محكومين بالاعدام وبعثيين وسلفيين وطائفيين وعملاء يشهرون بعدائهم للعملية السياسية وبسعيهم لاسقاطها .