لفوائده الصحية: أوربا تنتج أول "آيس كريم" من حليب الإبل
الجمل.. سفينة الصحراء.. صبر طويلاً ليرى أوروبا تقتنع بأن الحليب الذي تدره أنثاه (الناقة) أفضل حتى من حليب الماعز والأبقار، لذلك ستعرض لندن أول "آيس كريم" صنعته من حليب الإبل، آملة انتشاره من بعدها في الأسواق المجاورة لتجدد به "القارة العجوز" شبابها، فهو طيب ولذيذ وصحي أيضاً.
اتصلت "العربية.نت" بالشركة البريطانية المنتجة للآيس كريم التي رفضت الإعلان عن اسمها التجاري قبل عرضه لأول مرة في معرض Experimental Food Society Spectacular الذي يستمر يومين في العاصمة، فقالت المتحدثة باسم "جينجر كومفورت إيمبوريوم" للحلويات وما شابه ألكيسا بيرين: "إن الآيس كريم الجديد سيكون نموذجاً للتذوق العام في المعرض الذي يقام على مساحة 2600 متر كل عام في لندن، وعبره ستتعرف الشركة إلى نسبة قبول الجمهور للمنتج الجديد".
وأضافت بيرين أن حليب الإبل الذي استخدموه في إنتاج الآيس كريم جاء من شركة هولندية معروفة بملكيتها لمزارع تربي فيها الجمال، وعلقت قائلة: "لكن حين يصل الإنتاج إلى كميات كبيرة فسنستعين بمصدرين من الشرق الأوسط بالتأكيد".
وذكرت أنها تعرف فوائد حليب الإبل الذي تصفه بأشد كثافة من حليب البقر، لذلك هو قليل التراكم لتكوين قطعة واحدة متماسكة للتناول، وسيكون سعر الملعقة الواحدة منه في المعرض 6 دولارات أمريكية، لكنه سيكون أرخص متى نزل إلى الأسواق.
فوائد لحليب الإبل وأبوالها
وعن الفوائد الفعلية لحليب الإبل، قال أستاذ علم الأدوية بكلية الطب جامعة الملك سعود بالرياض الدكتور عبدالقادر الحيدر لـ"العربية نت": "حليب الإبل يحتوي على نسبة قليلة من مادة الكازين وهو بروتين فوسفاتي، ولذا يُقال إنه قد يفيد الأطفالنوعية الإبل والعلاج ببولها
المصابين بالتوحد، بالإضافة إلى احتوائه على دهون أقل من حليب الأبقار، ويُقال أيضاً إنه يحتوي على نسبة فيتامين سي أكبر مما هو موجود في حليب الأبقار".
واستنتج الحيدر في دراسة علمية أجراها مع فريقه من الباحثين وبالتعاون مع جامعة "دنفر" في ولاية كولورادو الأمريكية وجامعة "أبردين" بمدينة إسكولندا البريطانية، أن حليبالإبل بالإضافة إلى أبوالها يحتويان على أجسام مناعية تقي من الأمراض، وهي غير موجودة في منتجات الأبقار.
وبيَّن في دراسة أخرى أن حليب الإبل وأبوالها اللذين يعتبران "مكمِّلات لبعض"، بحسب قول الحيدر، يقضيان على خلايا سرطانية مزروعة.
وعن أبوال الإبل تحديداً أوضح الحيدر في دراسة نُشرت الشهر الماضي في "Journal of alternative and complimentary medicine" الأمريكية، أن أبوال الإبل لها تأثير يشبه "الأسبرين" و"البلافيكس" في الصفائح الدموية.
وأفاد الحيدر بأن فوائد حليب الإبل تبقى كما هي إذا تحوَّل إلى الآيس كريم، فالبسترة والتجميد لا يؤثران على الأجسام الموجودة في الحليب.
وقال رئيس وحدة الطب التكميلي بالمركز القومي للبحوث أستاذ الجهاز الهضمي والكبد الدكتور سعيد شلبي في دراسة له، أن الإبل يقصد بها الجمال التي تعيش في الصحراء على الأعشاب الطبية، ومنها يتم إخراج بعض المواد الفعالة الناتجة عن الأعشاب الطبية التي يتغذى عليها الجمال، وبيَّن أن حليب الإبل يساعد في رفع المناعة في مقاومة الأمراض، وأن العلاج ببول الإبل كان موجوداً منذ زمن طويل.آيس كريم من حليب الإبل في الشرق الأوسط
وأوضح أستاذ التحاليل الطبية بالمركز القومي للبحوث عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الدكتور عبدالباسط محمد أن حليب الإبل لا يحتاج إلى تعقيم وليست له أي نسبة خطورة، فهو يزيد كفاءة البروتينات المناعية في الجسم.
وأفاد بأن حليب الإبل يقوي الجهاز المناعي إضافة إلى أنه يشجع على إنتاج الزلال في الكبد وهي ثاني أهم وظيفة للكبد، لأن نقص الزلال عن الحدود الطبيعية يحدث خللاً يؤدي إلى احتفاظ الجسم بالماء، ويساعد أيضاً على ضبط الكيماويات المسؤولة عن تجلط الدم.
وذكر محمد أن حليب الإبل أقرب ما يكون لحليب الأم، لاحتوائه على نفس الأجسام المضادة، ويفضل أن يعطى للطفل بعد 6 أشهر من ولادته.
أما عن آيس كريم من حليب الإبل في الشرق الأوسط، فقامت إحدى الشركات الإماراتية في صناعة منتجات الألبان بإنتاج آيس كريم منحليب الإبل محلَّى بنكهات مختلفة تصل مدة صلاحيتها إلى 6 أشهر، وهو البديل الصحي لعشاق الآيس كريم.
ونقلت صحيفة "إمريتس 24/7" عن رئيس قسم المبيعات في شركة الألبان كينجستون فرنانديز قوله:"أهمية وفوائد حليب الإبل كثيرة، فنسبة الدهون في حليب الناقة هي نصف النسبة الموجودة في حليب البقر، ويعتبر مغذيا جيدا لمرضى السكري والذين يعانون من ارتفاع في نسبة الكولسترول، كما أن الأطفال الذين لديهم حساسية من حليبالبقر يمكنهم الإستمتاع بالآيس كريم الجديد".
وأضاف فرنانديز أن نسبة 100 ميليلتر من حليب الإبل تحتوي على 140 مليجرام من الكالسيوم، و 2.5% من البروتين و4.2 من الكربوهيدرات و45% من الطاقة.
يُذكر أن الشركة قد أطلقت المنتوج عام 2006، ولكنها اضطرت إلى التوقف عن إنتاجه بعد فترة وجيزة بسبب مشاكل فنية.