النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع:

العصور الحجرية وعصور ما قبل التاريخ في العراق .. عصور فجر السلالات ( الجزء الثاني )

الزوار من محركات البحث: 93 المشاهدات : 921 الردود: 6
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    المشرفين القدامى
    simple beauty
    تاريخ التسجيل: April-2013
    الدولة: الديوانية
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 11,248 المواضيع: 488
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 3352
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: Lawyer
    أكلتي المفضلة: السمك
    موبايلي: Galaxy A5
    آخر نشاط: 11/June/2018
    مقالات المدونة: 2

    العصور الحجرية وعصور ما قبل التاريخ في العراق .. عصور فجر السلالات ( الجزء الثاني )

    العصور التاريخية عصور فجر السلالات السومرية





    في بداية الألف الثالث قبل الميلاد قامت دويلات متفرقة في مدن مختلفة في جنوبي العراق يحكم في كل منها سلالة مستقلة عن جارتها , وتطورت الكتابة في ذلك الحين وأصبحت ملائمة للتدوين فأخذ ملوك تلك السلالات وأمراؤها يصفون حروبهم وأعمالهم ويسيطرون ذلك على ألواح من الطين أو الحجر وبذلك انتقل الناس الى عهد جديد سماه المؤرخون بالعصر التاريخي . وسميت بداية هذه الفترة من الحكم في العراق بعصر دويلات المدن أو فجر السلالات . وكتب كثير من المؤرخين في علم الآثار والتاريخ العراقي القديم عن عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية واخترنا منها ما هو مذكور في الهامش رقم ( 27 ) لاحتوائه على الموضوع بصورة شاملة ومختصرة .
    ويمتد هذا العصر فيما بين نهاية عصر جمدة نصر ( 2900 ق م ) وبداية عهد الإمبراطورية الاكدية السرجونية ( 2350 ق م ) وهو من أغنى أدوار العراق من الوجهة الثقافية والحضارية وقد وجدت معالم هذه الحضارة في أشهر المدن مثل سبار ( أبو حبة ) , شورباك ( فارة ) , كيش ( تل الاحيمر ) , اوروك ( الوركاء ) , أور ( المقير ) , نبور ( نفر ) , لجش ( تلو ) , اشنونا ( تل اسمر ) , خفاجي , تل اجرب , مارى ( تل الحريرى ) وكانت هذه المدن عامرة بمابنيها ومعابدها واسوارها وكان لكل منها مزارع عظيمة تروبها مياه الجداول والترع وكانت المنازعات مستمرة بين هذه الدويلات لاجل السيطرة او للحصول على المزيد من الأرض وما زالت خرائب هذه المدن وأطلالها شاخصة حتى يومنا هذا . وان دل هذا على شيء فانما يدل على عظمتها وازدهارها ومجدها . وقد كشف التنقيب فيها عن آثار قيمة فنية وأدبية وثقافية ودينية كانت مصدرا من أهم المصادر الباحثة عن تلك الحقبة من تاريخ العراق القديم . ومن تلك الاثار تماثيل من الحجر تمثل الهة وملوكا وأشخاص وأختام كثيرة اسطوانية وقرصية وألواح من الحجر منقوشة بمناظر دينية أو بمنظر حفلة رأس السنة , وفخار كثير من مختلف الانواع ( القاعة الثالثة ) .
    ولما كانت عصور فجر السلالات طويلة الأمد , إذ تجاوز مداها خمسمائة سنة ونظرا الى وفرة ما انتهى إلينا من آثارها وأبنيتها فقد رأى المؤرخون – تسهيلا للبحث – تقسيم هاتيك العصور إلى ثلاثة أدوار رئيسية , عرفت بعصور فجر السلالات : الأول فالثاني فالثالث و لكل من هذه الأقسام الثلاثة مزاياه الأثرية .
    كان سكان هذه المدن من السومريين و من شعوب أخرى سكنت جنوبي العراق بانحسار مياه البحر و ظهور أراضي جديدة منذ الألف الخامس قبل الميلاد و كون هؤلاء حضارة عصور ما قبل التاريخ تلك الحضارة التي تطورت و نضجت في عصور فجر السلالات التاريخية . و يؤخذ من الكتابات التي خلفوها أنهم سموا بالسومريين و عرفت لغتهم بالسومرية و هي تختلف كل الإختلاف عن اللغة السامية التي إنتشرت في العراق فيما بعد . و في هذا العهد أصبحت الكتابة ملائمة للتدوين فقد تطور الخط من طور الصور إلى رموز و علامات ثم صارت مقاطع ذات قيم صوتية ترسم بخطوط مستقيمة عند طبعها على ألواح من الطين أو حفرها في الحجر تشبه المسامير شكلاً و لذا سميت بالكتابة المسمارية و قد بلغ عدد هذه العلامات نحو ستمائة علامة بين رمز و مقطع ثم تكونت الجملة الكاملة بإدخال الصيغة الفعلية فيها فأمكن التدوين بها و كتبت أعمال الملوك و أخبار حروبهم و دونت الأساطير و التراتيل الدينية .
    وبعد ذلك بنحو من ألف سنة أي في حدود ( 2000 ق م ) جمع الكتبة السومريون والبابليون ما وقع تحت أيديهم من هاتيك الكتابات وما تناقلته الألسن من الأخبار والأساطير والقصص ودونوا ذلك بشكل ثبت بأسماء السلالات التي حكمت في عصر فجر السلالات وذكروا الملوك وفق سني حكمهم إلا إن ثبت الملوك هذا لم يكن صحيحا تمام الصحة ولا كاملا ذلك لأنه كان قد مضى زمن طويل على الحوادث التاريخية قبل ان بدأ الكتبة بتدوينها فاغفلوا بعض السلالات المهمة التي حكمت في تلك الحقبة كما إنهم بالغوا في تقدير سني حكم بعض الملوك بسبب الوهيتم أو لاتهم ذوو علاقة بالأساطير الدينية كما ان كثيرا من تلك السلالات كان متعاصرا على حين وردت في الثبت وكأنها متعاقبة . على ان التنقيب في المدن القديمة والعثور على كتابات وأخبار مدونة وحل رموز هذه الكتابة المسمارية وتقدم علم الآثار كل ذلك ساعد على إيضاح تلك الفترة فصرنا على علم واسع بأسماء ملوك هذه السلالات وإخبارهم .
    وسنذكر فيما يأتي بإيجاز ما توصل إليه المؤرخون من إخبار ملوك هذه السلالات إضافة إلى أسماء السلالات وتعاقبها الوارد في ثبت الملوك والمذكور في نهاية هذه النبذة التاريخية .
    ملوك ما قبل الطوفان
    وقد جاء في ثبت الملوك . الذي دونه الكتبة السومريون والبابليون في نحو عام ( 2000 ق م ) إن ثمانية ملوك حكموا في فترة ما قبل الطوفان في خمس مدن أولها أريدو ( ننكي ) حيث نزلت الملوكية من السماء باعتقاد السومريين ودام حكم هؤلاء الملوك جميعا نحو ربع مليون سنة ثم حدث الطوفان وقد شوهدت آثاره في كثير من المدن الجنوبية وبعجها نزلت الملوكية ثانية من السماء في مدينة كيش .
    سلالة كيش الأولى
    عدد ملوكها 23 ملكا حكموا جميعا ( 24510 سنوات ) حسب تقدير ثبت الملوك وقد ورد في نص تأريخي تاريخ حكم هذا الملك في نحو عام ( 2650 ق م ) وهو الذي الذي حاربه جلجامش خامس ملوك سلالة اوروك .
    سلالة اوروك الأولى
    عدد ملوكها 12 ملكا حكموا ( 2310 سنوات ) حسب تقدير ثبت الملوك وقد وردت أسماء بعض هؤلاء الملوك في الأساطير المدونة في الأخبار التاريخية التي اكتشفت في خرائب الوركاء , اشتهر منهم ( لوكال بندا ) الراعي الصالح ودموزو الذي عرف بكونه اله النبات والخضرة وجلجامش البطل الأسطوري الشهير صاحب الملحمة المعروفة باسمه وقدر المؤرخون زمن حكمه في نحو عام ( 2675 ق م ) وهو الذي شيد اسوار مدينة اوروك واقام بعض معابدها وهو الذي قضى على ( أجا ) آخر ملوك سلالة كيش .

    سلالة أور الأولى
    عدد ملوكها خمسة حكموا (177 سنة ) اشتهر منهم ( مس أني بدا ) وقدر زمن حكمه في نحو عام ( 2475 ق م ) وابنه ( أنى بدا ) اللذان شيدا معبدا ضخما في تل العبيد للآلهة ننخرساك كانت واجهة هذا المعبد مزدانة بنقوش تتألف من صفوف من الحيوانات مقطوعة من الصدف أو حجر الكلس أو النحاس ومطعمة بالقير والنحاس بينها منظر يمثل حلب الأبقار وعمل الزبدة وكانت على طرفي المخل أعمدة ذات فسيفساء يشاهد بعضها في المتحف العراقي في وسط القاعة الثالثة ويعلو مدخل المعبد لوح كبير من النحاس يمثل الطائر الأسطوري " أمد كود " ( وهو اليوم في المتحف البريطاني ) . وفي أواخر حكم هذه السلالة أي في زمن ملكها ايلولو وابنه بالولو كانت سلالات أخرى تتطاحن فيما بينها على السلطة . فظهرت سلالة مارى ( تل الحريرى على الفرات الأعلى ثم استقلت مدينة كيش وبالتالي تمكن ( اى انا تم ) ملك لجش من فتح أكثر المدن الجنوبية وبينها أور أيضا وضمها إلى سلطانه على ما سيأتي ذكره .

    سلالة كيش الثانية

    عدد ملوكها ثمانية حكموا ( 3195 سنة ) حسب ثبت الملوك عاصر أوائل ملوك هذه السلالة ملوك سلالة أوروك وسلالة اور وتمكن رابع هؤلاء الملوك وهو كلبوم من طرد السلالة العيلامية ( سلالة آوان ) من البلاد . ومن الآثار المهمة المكتشفة في لجش رأس بوس من الحجر نقش بكتابة مسمارية قديمة تذكر اسم ميسيلم ملك كيش ( وهو اليوم في متحف اللوفر بباريس ) وهو شاهد أثري على أن زمن هذا الملك يقع في تلك الفترة أي في نحو عام ( 2600 ق م ) وان كان ثبت الملوك قد أغفل ذكره . كان ميسيلم ملكا عظيما اشتهر بفتوحاته في أواسط البلاد وشرقيها وضم اليه مدينة لجش وحل النزاع القائم بين ( أوما ) ولجش ونصب على الحدود بين المقاطعتين مسلة تعين الحدود وشروط الصلح . ثم ضعفت سلالة كيش وظهرت سلالة حمازى العيلامية في الجبال الشرقية واستولت على بعض المدن في أواسط البلاد مثل نبور وغيرها .

    عصر لجش
    حكم في مدينة لجش واسمها الحالي تلو سلالة قوية عدد ملوكها عشرة حكموا زماء 165 سنة ( 2520 – 2355 ق م ) وتركوا وراءهم أخبارا كثيرة عن مآثرهم العمرانية والحربية ونصوصا تأريخية هامة عن تلك الحقبة من الزمن وهي منتصف الالف الثالث قبل الميلاد . زمن الغرابة بمكان أن ثبت الملوك لم يذكر قط هذه السلالة مع ان المؤرخين قد اتضح لديهم انها كانت تحكم معظم جنوبي العراق وكان يشاركها في الحكم دويلات اخرى كسلالة اوروك الثانية وسلالة اور الثانية وسلالة ادب . اما السلطة العليا فكانت بيد الملوك الاقوياء من سلالة لجش .
    وعصر لجش من العصور الثقافية الراقية في تأريخ عصر فجر السلالات وقد كشفت البعثة الفرنسية قبل نيف ونصف قرن آثار قيمة لملةك هذه السلالة ونذكر فيما ياتي بعض من اشتهر منهم : -

    اور نانشه
    وهو مؤسس السلالة الذي حكم في نحو عام ( 2520 – 2490 ق م ) اهتم بتعمير مدينة لجش ومعابدها الرئيسة كمعبد الاله ( ننجرسو ) ومعبد الالهة نانشه . وجدت له الواح من الرخام منقوشة نقشا بارزا بمنظر تمثله مع عائلته في حفلات خاصة . وله في المتحف العراقي ( القاعة الثالثة )

    اكور كال
    وكانت حروبه ضد مدينة ( أوما ) غير موفقة وحكم بعده ابنه :

    اى انا تم
    ويقدر زمن حكمه في نحو عام ( 2470 ق م ) وهو صاحب مسلة العقيان الشهيرة الموجودة حاليا في متحف اللوفر بباريس , والذي خلد فيها انتصاراته على ( أوما ) وتعتبر هذه المسلة من اجمل المنحوتات في الفن السومري و بمحتوياتها التاريخية واللغوية والدينية , قضى على بالولو , ملك أور وحارب مدينة كيش وانتصر على اينأ كالا ملك أوما وعاصر ( انشاكوش أنا ) ملك اوروك .

    اين اناتم
    وقد استتبت الأمور في زمنه بعد انتصارات أخيه على ( أوما ) والمدن الجاورة ووجه هذا همه إلى تعمير البلاد ومعابدها . وكانت مدينة مارى ( تل الحريري ) على الفرات الأعلى تتحين الفرص للنزول إلى الفرات الأسفل وظهر بعض ملوك أقوياء من هذه السلالة , وآثارهم وهي ثمينة ومهمة معروضة في متحف دمشق في سوريا وفتحوا أور وأوروك من حنوبي العراق بينما كان ( اين أنا تم ) منشغلا بأمور لجش لاسيما عندما أخذت ( أوما ) – المدينة المعادية – ترسل الحملات العسكرية ضد لجش . وقد أتضح لدينا إن ( اين انا تم ) توفي في هذه الحروب وتقلد الحكم بعده ابنه :

    انتمينا
    الذي حكم في نحو عام ( 2430 – 2400 ق م ) قد تمكن من طرد جيوش ( أما ) عن مدينة لجش وإطرافها وأعاد لها مجدها وسلطانها . ثم اهتم هذا الملك بتعمير البلاد وإصلاحها . وقد وجد له في تلو اناء من الفضة رائع الصنع منقوش بكتابات وزخارف بديعة وهو اليوم في متحف اللوفر كما إن له تمثالا كبير الحجم من حجر الديوريت الأسود مفقود الرأس وجد في أور معروض في ( القاعة الثالثة ) وفي عهده اشتهر الكاتب السومري العظيم " دودو " الذي دون كثيرا من الأساطير السومرية , ولهذا الكاتب تمثال بديع في المتحف العراقي ( القاعة الثالثة – الخزانة 29 ) عاصر ( لوكال انيمندو ) ملك ادب و ( انشاكوش أنا ) ملك اوروك ولو كال كنكيش دودو ملك أور . وبعد ذلك تولى الحكم في لجش ملوك ضعفاء فنشبت فتن داخلية بين رجال الدين والعرش كما ظهرت سلالات أخرى شاركت مدينة لجش السلطان كسلالة كش الثالثة وسلالة مدينة أكشاك وسلالة كيش الرابعة أما لجش فقد تسلم الحكم فيها:

    اوروكا جينا
    وحكم في نحو عام ( 2355 ق م ) ولقب بالمصلح فقد نظم الضرائب وجبابتها وضرب على أيدي المفسدين واهتم بيناء المعابد . عاصر ( كوباو ) ملكة كيش ولم يحالفه الحظ بسبب ظهور ملك قوي في مدينة ( أوما ) وهو :

    لوكال زاكيزى
    تمكن هذا الملك من فتح أوروك وجعلها عاصمة له وشكل فيها سلالة اوروك الثالثة في نحو عام ( 2355 ق م ) وجرت له حروب طاحنة مع المدن الأخرى واستطاع بدهائه من توحيد قسم كبير من جنوبي العراق تحت عرشه واحيرا فتح مدينة لجش نفسها وقضى على أور كاجينا آخر ملوكها . ترك هذا الملك الفاتح وراءه كتابات دينية عن بناء المعابد وفي مديح الآلهة . كما حاول توحيد البلاد وربطها بقانون مدني واحد . ولكن الموجات السامية حينذاك كانت قد ملأت البلاد حيث قدمت من الجزيرة العربية على طريق سوريا والفرات واندمج الساميون من سكان البلاد في المدن والأرياف واستطاع بعض رجالهم التدخل في شؤون إدارة البلاد ومنهم سرجون الاكدي الذي قضى على ( لو كال زاكيزى ) وانهى عهد دويلات المدن .


    الأكديون
    2350 – 2159 ق م

    ( 2340 – 2248 ق م ) سرجون
    ظهر سرجون في مدينة كيش في نحو عام ( 2350 ق م ) واستطاع الاستئثار بالسلطة فالتفت حوله الساميون فشكل منهم جيشا فتح به المدن المجاورة لكيش , ولم يقف عند ذلك بل خاض معارك طاحنة ضد ( لو كال زاكيزى ) ملك اوروك حتى تغلب عليه وقضى على دويلات المدن السومرية الأخرى وكان ذلك في نحو ( 2340 ق م ) ووحد بلاد الرافدين بقسميها الشمالي والجنوبي . ثم فتح الأقطار المجاورة مثل الأناضول وسوريا وفلسطين وسواحل البحر المتوسط . وفتح عيلام ومنطقة الخليج العربي فصارت أقطار الشرق الأوسط تحت حكمه في إمبراطورية شاسعة الإطراف , اتخذ مدينة أكاد عاصمة لها . ولم يعرف موقع هذه المدينة حتى اليوم بصورة أكيدة ولعلها تقع في المنطقة الوسطى من البلاد بالقرب من بابل وسبار بجوار مدينة المحمودية الحالية .
    وفي القصص والأساطير شيء عن ولادة سرجون واصله . ومعنى اسمه " شروكين " الملك الصادق أو الشرعي أو الثابت وكانت والدته من نساء المعبد ولما ولدته وضعته في سفط ورمته في الفرات حيث عثر عليه بستاني ورباه فلما ترعرع وشب شملته الآلهة عشتا ر بعطفها وحبها ثم تدرج في الوظائف حتى ارتقى إلى خدمة ملك كيش ( أور زبابا ) بل استولى أخيرا على العرش وجمع حوله الساميين وحارب السومريين واخضع الشرق الأوسط كما ذكرنا .
    حكم سرجون 56 سنة جلب خلالها الرخاء للشعب واستتب الامان في كل مكان ونشر المعارف والعلوم والفنون والكتابة في العراق وجميع الأقطار المجاورة . وقد وجدت ألواح من الطين مكتوبه بالخط المسماري وباللغة الاكدية في كثير من المستعمرات البعيدة في الأناضول وعيلام وفي زمنه ترقت الفنون الجميلة وفي المتحف العراقي رأس تمثال بالحجم الطبيعي من البرنز وجد في نينوى لعله يمثل سرجون نفسه وقد يمثل حفيده نرامسن ويعتبر من اثمن القطع الفنية واجملها وأدقها تعبيرا ( القاعة الخامسة – الخزانة رقم 4 ) وفي المتحف أيضا لوح من الرخام منحوت نحتا دقيقا بمنظر أسرى حرب وقواد الجيش الاكدي ( القاعة الخامسة – الخزانة رقم 1 ) . وبعد وفاة سرجون في نحو عام (2284 ق م ) تبعه ولداه ريموش ثم مانشتوسو وقد بدل كل منهما قصارى جهده للابقاء على كيان الإمبراطورية الشاسعة حتى تولى الحكم :


    نرام سن ( 2260 – 2223 ق م )
    استطاع نرامسن إعادة فتح الأقطار التي كانت تحت حكم جده سرجون وإخضاعها ثانية وأضاف اليها مقاطعات جبلية كمنطقة اللولوبيين في جبال زاكيروس واخضع العيلاميين وقد خلد نرامسن فتوحاته هذه في مسلة كبيرة من الحجر تمثله على رأس جيشه في منطقة جبلية وعره والمسلة اليوم من معروضات متحف اللوفر بباريس وجدتها البعثة الفرنسية قبل أكثر من نصف قرن في سوسه عاصمة العيلاميين في إيران وقام نرامسن بإعمال عمرانية واسعة فنظم الحياة الاجتماعية في البلاد وسار على القوانين الموحدة التي نشرها جده سرجون وجعل اللغة الاكدية لغة رسمية في جميع العراق وفي بعض الأقطار المجاورة . وبعد إن حكم 37 سنة تولى الحكم بعده ابنه :

    شر كلي شرى ( 2223 – 2198 ق م )
    وقد بذل ما في وسعه للمحافظة على الإمبراطورية الواسعة ولكن مساعيه كانت دون جدوى إذ إن كثيرا من المقاطعات البعيدة انفصلت عن المركز وتحركت في زمنه وما بعده جموع من سكان الجبال الشرقية عرفوا بالكوتيين كما إن السومريين كانوا يتحينون الفرص في الداخل للاستقلال بمدنهم القديمة .
    وبعد وفاة شر كلي شرى توالى على الحكم بعده سنة ملوك ضعفاء حكموا من (2198 – 2195 ق م ) انفصلت خلال حكمهم أكثر المقاطعات واستقلت بعض المدن السومرية مثل اوروك حتى ان ثبت الملوك كان في حيرة من أمره فيذكر انه أصبح من الصعب معرفة من كان ملكا منهم ومن لم يكن . واخيرا زحفت أقوام الكوتيين من المناطق الجبلية ونزحت نحو أواسط البلاد وفتحت بلاد أكاد وسومر وخربت المدن فعم الخوف والذعر في البلاد وكان في ذلك القضاء على المملكة الاكدية في نحو عام ( 2159 ق م ) بعد ان حكمت زهاء القرنيين .

    الكوتيون
    2210 – 2116 ق م
    الكوتيون أقوام جبلية نزحت في نحو عام (2210 ق م ) من المنطقة الشرقية لجبال زاكيروس , من أطراف لورستان , وانحدرت نحو سهول العراق الخصبة وأتخذت منطقة كركوك ( اربخا ) مركزا لحكمها ثم فتحت بلاد اكادوسومر , ولم يعرف للكوتيين حضارة قديمة قبل نزوحهم إلى العراق لكنهم أثناء وجودهم في العراق اقتبسوا أصول الحضارة السومرية الاكدية وتكلموا اللغة الاكدية وكتبوا بها أخبارهم القليلة . وقد ذكر ثبت الملوك واحدا وعشرين ملكا من الملوك الكوتيين حكموا جميعا (91 سنة وأربعين يوما ) وكان آخرهم ( تريقان ) الذي في زمنه استقل أمير أوروك السومري المدعو ( اتوخينكال ) وضم إليه كثيرا من المدن السومرية ثم حارب هذا تريقان وتغلب عليه في نحو عام ( 2116 ق م ) وطرد بذلك الكوتيين من العراق .

    العهد السومرى الأخير
    بدأ السومريون يعيدون مجدهم وانفصل بعض أمرائهم في المدن الجنوبية وشكلوا دويلات مستقلة . ولميكن للكوتيين قوة كافية للتغلب عليهم لقلة عددهم ولعدم موالاة الشعب العراقي لهم . فأستقل 0( اتوخينكال ) أمير اوروك وحارب تريقان آخر ملوك الكوتيين وقضى عليه وطرد الكوتيين من البلاد . إلا انه لم يتمتع كثيرا بالسلطة العليا في البلاد وحكم في نحو عام ( 2116 – 2110 ق م ) ذلك إن أمراء السومريين من مدن أخرى اخذوا يستقلون أيضا فتشكلت في مدينة لجش دولة مستقلة من ملوكها كوديا , كما شكل اورنمو في أور دولة أخرى . وأخيرا استطاع أور نمو ملك أور أن يحارب ( اتو خينكال ) ويقضي عليه ويستولي على اوروك على ماسيأتي ذكره .
    وقد اشتهر العهد السومري الأخير بإحياء الحضارة السومرية القديمة في جميع مجالاتها الثقافية واللغوية والدينية فشيدت المعابد الفخمة واقيمت لها الزقورات العالية ودونت كثير من الأساطير وإخبار الملوك واعمالهم وقد عرضت آثار هذا العهد في نهاية القاعة السومرية ( القاعة الثالثة ) وتشمل هذه الحقبة السلالتين الاتيتين :

    سلالة لجش الثانية
    قام منها عدة ملوك اشتهر بعضهم بالاصلاح وتشييد المعابد وإعادة مجد سومر وكان أعظمهم الأمير كوديا .

    ( 2144 – 2124 ق م ) كوديا
    وهو الملك الثاني عشر في السلالة وصاحب التماثيل العديدة من حجر الدويوريت الأسود التي وجدتها البعثة الفرنسية في تلو ومعظمها اليوم في متحف اللوفر , وفي المتحف العراقي تمثال واحد منها ( القاعة الثالثة – الخزانة رقم 29 ) . اشتهر كوديا بإعماله العمرانية وحبه للآداب والفنون . وكان قد شيد كثيرا من المعابد ونصب فيها التماثيل , كما وسع أفق التجارة إلى بلاد البحرين وجنوبي الجزيرة العربية كما انه جلب خشب الابانوس من لبنان . ولكوديا كتابات ونصوص تأريخية وأدبية ودينية هامة جدا أنارت لنا الطريق الى معرفة تأريخ العراق في تلك الفترة المظلمة من الوجهة الثقافية واللغوية والدينية والحضارية . ثم خلفة ابنه ( اور ننجر سو ) وغيره ثم فقدت لجش بعد ذلك استقلها في نحو عام ( 2109 ق م ) بامتداد فتوحات سلالة أور الثالثة التي اسسها اورنمو .

    سلالة أور الثالثة
    أسس هذه السلالة الامير الشهير ( اور نمو ) وقد بلغ عدد ملوكها خمسة حكموا اكثر من مائة سنة ( 2111 – 2003 ق م ) اشتهرت هذه السلالة بتعمير البلاد واعلاء مجد السومريين السابق بإعادة اللغة السومرية البلاد والتداول بها وتقديم الالهة السومرية القديمة على غيرها من الآلهة وإقامة الشعائر الطقوسية السومرية القديمة . وقد تقدمت الحضارة في هذا العهد تقدما محسوسا وانتشرت المعارف بمختلف مناحيها من علوم وآداب وفنون ونالت أور القسط الأوفر من العناية حتى أصبحت قبلة الشرق القديم وقد دون في هذه الفترة كثير من الأخبار التاريخية القديمة وسطرت الأساطير والقصص الدينية تشاهد آثار ومخلفات هذه السلالة معروضة في نهاية القاعة السومرية ( القاعة الثالثة ) .

    ( 2111 – 2094 ق م ) اورنمو
    حارب اتو خنينكال ملك اوروك وانتصر عليه وضم اليه أكثر المدن السومرية والاكدية ثم اكتفى اورنمو بتوحيد العراق بقسميه فلم يوسع فتوحاته نحو الاقطار المجاورة ولكنه صرف اهتمامه الى تشييد المعابد وقد ابتكر طريقة الزقورة العالية وهي بناء صلد من اللبن مغلف بالآجر يتألف من عدة طبقات يعلوها معبد صغير يسمى المعبد العلوي وبجانب سلالم الزقورة معبد آخر كبير يسمى بالمعبد السفلي ويحيط الكل فناء واسع حوله سور فيه حجرات , وتشاهد بقايا هذه الزقورات ومعابدها في كثير من المدن الكبرى مثل الوركاء ونفر واجملها ما يشاهده الزائر اليوم في مدينة أور .
    وقد بالغ اورنمو بالاهتمام بتنشييد معبدالاله ( ننا ) الاله القمر في أور وخلد ذكرى تشييد هذا المعبد على مسلة من حجر كلسي بني اللون وجدت في أور وهي اليوم متحف بنسلفانية وزائر المتحف العراقي يشاهد في نهاية القاعة الثالثة نسخة جبسية لبعض حقول هذه المسلة وهي تمثل الملك اورنمو واقفا امام الاله ( ننا ) يقوم ببعض الطقوس الدينية عند وضعه حجر الاساس لمعبد اور الشهير بزقورته القائمة حتى اليوم .
    وقد قنن اورنمو الشرائع ليحكم بها البلاد بالقسطاس وتعتبر شرائعه من أقدم ما اكتشف من القوانين حتى الان ولهذا الملك تماثيل من النحاس تمثله واقفا وعلى رأسه سلة فيها التراب ليضع حجر الاساس للمباني التي شيدها . وبعد ان حكم اورنمو ثماني عشرة سنة خلفه ابنه :

    شلكي ( 2093 – 2046 ق م )
    سار هذا على سياسة والده في تشييد المعبد وتعمير المدن وفتح الترع وله تماثيل عديدة من النحاس تمثله حاملا سلة التراب ليضع حجر الاساس للمباني التي شيدها أو التي أكمل بناءها وقد جرت له بعض الحروب في منطقة جبال زاكيروس وكانت بلاد آشور خاضعة له .
    توفي شلكي بعد أن حكم 48 سنة ووجد له في مدينة اور مرقد ضخم مبني بالآجر يتكون من عدة اقبية وتلاه في الحكم ابنه :

    امرسن ( 2045 -2037 ق م )
    ويقرأ اسمه ( امرسونا ) ايضا بينما قرأ سابقا ( برسن ) وكانت الامور في زمنه مستتبة في البلاد وسار على سياسة التعمير . وظهر في زمانه اسم حاكم بلاد آشور المدعو زار يقوم الذي كان يقدم الولاء لسيده أمرسن . وبعد تسع سنوات خلفه في الحكم ابنه :

    شوسن ( 2036 – 2028 ق م )
    وحكم هذا أيضا تسع سنوات ازدادت في زمانه هجمات الاقوام السامية الغربية القادمة من سوريا على طريق الفرات وكانت هذه الموجات السامية تزحف جماعات الى المدن والارياف ثم تولى الحكم :

    ابي سن ( 2027 – 2003 ق م )
    وهو آخر ملوك سلالة أور الثالثة وقد حكم (25 ) سنة قضاها في قمع الفتن وايقاف زحف الساميين الغربيين القادمين عن طريق مارى ( تل الحريرى ) على الفرات الاوسط وضعفت اخيرا سلطة هذا الملك فاستقبل اشبي ايرا في مدينة ايسن واستقل نبلانم في مدينة لارسة بمساعدة التدخل العيلامي من الشرق وكذلك استقلت بلاد آشور وكانت الضربة القاضية من العيلاميين اذ زحفوا بجيوشهم الجرارة الى أور وفتوحوها وخربوها تخريبا كاملا وأسروا ملكها . وقد دونت الاشعار المحزنة في رثاء هذه المدينة المجيدة وهكذا قضى على سلالة أور الثالثة وبذلك انتهى العهد السومري الاخير في نحو عام ( 2003 ق م ) الذي انقرض به حكم السومريين نهائيا .

    العهد البابلى القديم
    بعد سقوط أور الثالثة وانسحاب العيلاميين من البلاد تألفت عدة دويلات في مدن مختلفة احداها في ايس والاخرى في لارسة والثالثة في بابل واستقلت اوروك واشنونا وآشور كما حكم في مدينة مارى سلالة مستقلة وكان الشعب العراقي حينذاك خليطا من أقوام عديدة بينهم السومري والسامي من بقايا الاكديين أو ممن نزح من الغرب في زمن متأخر ومنهم العيلامي والاشوري .
    كان النزاع على الاستئثار بالسلطة على أشده بين هذه الدويلات واستمر نحو قرنين حتى انتهى بانتصار مدينة بابل في زمن ملكها السادس حمورابي الذي قضى على سائر الامراء وضم مدنهم الى مملكة موحدة حكمت الشرق الاوسط بأسره وعرفت بالمملكة البابلية القديمة . وسمى المؤرخون الحقبة الواقعة بين سقوط سلالة أور الثالثة وسقوط بابل بالعهد دويلات حكمتها سلالات وهي : -

    سلالة ايسن
    2017 -1794 ق م
    تعرف بقايا مدينة أيسن اليوم بتل ايشان البحريات تبعد عشرين كيلو مترا من جنوب عفك وعدد ملوك هذه السلالة خمسة عشر ملكا حكموا زهاء 226 سنة في نحو عام ( 2017 – 1794 ق م ) .
    وقد عرف ملوك هذه السلالة بحبهم المتعمير وتنمية الحضارة القديمة ووجد آجر مطبوع بأسماء بعضهم في الابنية الكبيرة في مدينة اور وغيرها من المدن المجاورة لايسن , واولهم :

    اشبي ايرا ( 2017 – 1985 ق م )
    وكان في بداية الامر على مايظهر أميرا على مدينة ايسن وخاضعا لابي سن ملك اور ولما اشتدت هجمات الساميين الغربيين ودخلت موجات كثيرة منهم الى المدينة لم يقو أبي سن على صدهم لانهماكه بقمع فتن اخرى وانشغاله بمحاربة العيلاميين فانتهز اشبي ايرا الفرصة واستقل في ايسن وأسس فيها سلالة حاكمة . وقداشتهر ملكها الخامس :

    لبت عشتار (1934 – 1924 ق م )
    قنن هذا الملك القوانين ودون ذلك على ألواح من الطين وقد سبقت هذه القوانين شريعة حمورابي بأكثر من قرن ونصف القرن . وورد اسم ابن لبت عشتار في الاخبار المدونة بكونه رئيس كهنة معبد " ننا " في أور . وبعد لبت عشتار حكم :

    اور ننورتا
    واسمه سومري مما يدل على ان النفوذ السومري ما زال في بعض مقاطعات الجنوب وفي هذه الاثناء كثرت المنازعات بين أيسن ولارسة ثم تولى العرش :

    ايراميتي
    وحدث في زمنه حادث طريف وهو انه تنازل عن العرش لبستاني تنازلا رمزيا مؤقتا بمقتضى طقوس دينية معينة . وصادف أن مات الملك الاصلي فخلفه البستاني في الحكم واسمه :

    انليل باني أظهر هذا بعد تسلمه العرش مقدرة كبيرة في الحكم والادارة ودام حكمه زهاء ( 24 ) سنة ثم تتابع الملوك وكانت سلطتهم محلية تشمل ايسن وأطرافها وفي عهد آخر هؤلاء الملوك وهو :

    دمق ايلشو
    في عهده سقطت المدينة بيد ملك لارسة المدعو ( ريم سن ) ابن ( كدر مابك ) العيلامي وهكذا انتهى عهد سلالة ايسن في نحو عام ( 1794 ق م ) .

    سلالة لارسة
    2025 – 1763 ق م
    تعرف أطلال لارسة اليوم باسم سنكرة وهي على سبعين كيلو مترا من شمال غربي الناصرية وعدد ملوكها أربعة عشر ملكا حكموا زهاء 264 سنة في نحو عام ( 2025 – 1763 ق م ) وكانوا على مايبدو تحت النفوذ العيلامي , أسس هذه السلالة :

    نبلانم ( 2025 – 2005 ق م )
    وهو من الموالين للعيلاميين وكان هناك نزاع مستمر بين ملوك هذه السلالة وملوك سلالة ايسن والكفة الراجحة كانت بجانب ايسن حتى تدخل الملك العيلامي ( كدر مابك ) فاستولى على المقاطعات الشرقية ثم فتح لارسة ونحى عنها ملكها ( صلي أداد ) وعين عليها بدله ابنه :

    وردسن
    وقد اشتهر هذا الملك بتجديد المعابد وصيانتها وقد انتهت الينا كتابات كثيرة بهذا الصدد وقد كتب اسمه بالسومرية وبعد أن حكم عشر سنوات تبعه أخوه :

    ريم سن ( 1822 – 1763 ق م )
    وكان هذا فاتحا عظيما وملكا قويا استطاع بحنكته وحزمه أن يوحد قسما كبيرا من جنوبي العراق وبالرغم من أن ( كدرمابك ) عيلامي الا ان اسمي ولديه ساميان مما يدل على استيطان هذه العائلة في العراق وقطع علاقتها عن بلاد عيلام مع ان ( كدر مابك ) كان يحكم آنذاك مقاطعة يامطبل في الجبال الشرقية المتاخمة لعيلام .
    وكانت في مدينة اوروك ذلك الوقت سلالة مستقبلة اشتهر من ملوكها ( سن كاشد ) في نحو عام (1865 – 1833 ق م ) و( سن كميل ) الساميين الا ان فتوحات ( ريم سن ) امتدت الى هذه المدينة وضمتها الى ممتلكات لارسة .
    وغزا ( ريم سن ) في السنة الثانية والثلاثين من حكمه مدينة ايسن نفسها وقضى على ( دمق ايلشو ) آخر ملوكها في نحو عام ( 1794 ق م) فأصبح ( يم سن ) سيد البلاد بلا منازع مدة طويلة . وقد دام حكمه نحو ستين سنة جرى على يديه خلالها أصلاحات داخلية ووطن المتشردين من الأقوام والشعوب وجد كثيرا من المعابد والابنية القديمة في المدن التي كانت تحت حكمه وحسن حال الزراعة بفتح الترع والاقنية .
    وفي أواخر حكمه ظهر ملك قوي من سلالة بابل الأولى وهو حمورابي الشهير وبعد حروب دامية لم يقو ( ريم سن ) الشيخ على مقاومته , اندحر جيشه فقضى على سلالة لارسة في نحو عام ( 1763 ق م ) .
    ففي القسم الاول من العهد البابلي القديم أثناء المنازعات بين ايسن ولارسة كانت هناك مدن اخرى مستقلة منها : -

    مدينة اشنونا
    تقع في منطقة ديالى وتعرف أطلالها اليوم بتل أسمر ولم ندخل هذه المنطقة تحت نفوذ ريم سن . وحكم فيها عدة امراء مستقلين ومنهم ( ابق أداد ) الثاني في نحو ( 1830 ق م ) , و (دادوشا ) في نحو ( 1800 ق م ) , و ( ابا بيثل ) الثاني وكانت الثقافة في زمنهم متاثرة بالحضارة السومرية القديمة والحضارة الاكدية السامية معا . والمدينة التي ترقد أطلالها تحت تل حرمل الواقع في الجانب الايمن من ديالى قرب بغداد الجديدة وكذلك أطلال تل الضباعي القريب منه وغيرهما من المدن القريبة من ذلك كانت تابعة الى هذه المملكة وقد وجدت مديرية الآثار العراقية في تل حرمل أكثر من ثلاثة آلاف رقيم طيني وآثار اخرى متفرقة ضمن هذه المدينة التي كانت محاطة بسور مستيل الشكل وفي الوسط معبد تحف به بيوت السكنى . وتتضمن رقم الطين هذه على صنوف العلوم والمعارف كالرياضيات والهندسة والجبر وقوائم بأسماء مدن وجبال وأشجار وحيوانات ومعاجم باللغة السومرية والاكدية ومن أهم الالواح الى قبيل زمن لبت عشتار ملك الا انها تسبق زمن حمورابي بنحو قرن ونصف قرن ووجد رقم اخرى في تل الضباعي وأهمها رقم رياضي هندسي ذو أهمية علمية كبيرة . وهذه الرقم الطين وهي وثائق علمية هامة معروضة جميع في ( القاعة الخامسة – الخزانة رقم 12 ) .

    مدينة آشور
    كان امراء الشمال من السوبريين والاشوريين يتحينون الفرص دوما للنهوض ببلادهم وابعادها عن النفوذ الجنوبي وقد نالت بلاد آشور استقلالها في العهد تتقوى بابل في عهد حمورابي . ومن ملوكها ايلوشوما الذي حكم في حوالي عام ( 1920 ق م ) وقد عاصر ( سموابوم ) مؤسس سلالة بابل الولى واستطاع توسيع رقعة ملكه الى الجنوب . ثم اشتهر ملك آخر في اشور وهو ( شمشي اداد ) او ( شمشي ادو ) (1815 – 1782 ق م ) وكان هذا فاتحا قويا في عهد المملكة الآشورية القديمة وشملت فتوحاته آواسط العراق ومنطقة اشنونا وآطراف بابل ثم آخضع مدينة ماري على الفرات الاوسط وعين عليها ابنه يسمح آداد .
    وفي آواخر حكم ( شمشي أداد ) ظهر حمورابي الشهير وقضى على استقلال آشور وضمها الى مملكة بابل على ما سيأتي ذكره .

    مدينة ماري
    تقع على الفرات الاوسط قرب ألبو كمال واسمها الحالي تل الحريري . كانت هذه المدينة جسرا تمر عليه موجات الهجرة في قدومها من الغرب الى بلاد الرافدين . وقد كان لبعض امرائها سلطة ونفوذ على بعض المدن في جنوبي العراق في عهد فجر السلالات لاسيما في زمن ( اين انا نم ) ملك لجش حتى خضعوا للنفوذ الاكدي وتم لبعضهم الاستقلال في العهد البابلي القديم . وفي زمن ملكهم زمريليم ( 1782 – 1759 ق م ) كانت الكفة الراجحة لمدينة ماري اذ انه طرد ابن ( شمشي أداد ) الاشوري من ماري وآطرافها وحالف ( ريم سن ) ملك لارسة لمقاومة تقدم حمورابي الا ان الفاتح البابلي لم يدع لهم مجالا بل حاربهم واحدا بعد الاخر وقضى عليهم جميعا على ما سياتي دكره .

  2. #2

  3. #3
    المشرفين القدامى
    simple beauty
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة $ mortaja $ مشاهدة المشاركة
    طبعا ماقريت كله
    بس قريت مقتبس منه
    شكرا على الطرح
    عفوا يلة تقراه بعدين

  4. #4
    من أهل الدار
    صعب وصالي
    تاريخ التسجيل: October-2014
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1,613 المواضيع: 25
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 482
    مزاجي: مرتاحة
    المهنة: طالبه
    آخر نشاط: 13/February/2018
    شكرأ لكِ ع الطرح

  5. #5
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: April-2014
    الدولة: تونس الخضراء
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 10,661 المواضيع: 935
    التقييم: 7829
    مزاجي: الحمد الله
    أكلتي المفضلة: مشاوي
    موبايلي: Nokia
    آخر نشاط: منذ 3 يوم
    مقالات المدونة: 2
    شكرا ع النقل الجميل عزيزتي

  6. #6

  7. #7
    المشرفين القدامى
    simple beauty
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متهمه بالغرور مشاهدة المشاركة
    شكرأ لكِ ع الطرح
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس تونس مشاهدة المشاركة
    شكرا ع النقل الجميل عزيزتي
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرالفتلاوي مشاهدة المشاركة
    شكرااا طرح رائع
    شكرا لمروركم الجميل انرتم

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال