Tuesday, 21 February, 2012
5 محكومين بالإعدام و33 سجيناً و19 مفقوداً ليبياً في العراق
بغداد تبحث مع طرابلس القمة العربية والسجناء وافتتاح سفارتيهما
النجيفي مجتمعاً مع المانع
بحث العراق وليبيا اليوم القضايا المتعلقة بانعقد القمة العربية في بغداد الشهر المقبل والسجناء الليبيين في العراق وبينهم خمسة محكومين بالإعدام بتهم إرهاب إضافة إلى افتتاح سفارتي البلدين في عاصمتيهما.في اجتماع عقد في بغداد اليوم مع مستشار رئيس الوزراء الليبي للشؤون السياسية ناصر المانع تسلم رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي رسالة من رئيس الوزراء الليبي عبدالرحيم الكيب بخصوص ملفات المعتقلين الليبين في السجون العراقية... حيث أكد بدوره على تعاون العراق لحل هذا الملف بعد دراسة شاملة لملفات المعتقلين من قبل الجهات المعنية المختصة في العراق من الناحيتين القضائية والقانونية.
وقال النجيفي إن ثورة الشعب الليبي "ثورة هي ثورة مباركة وان الشعب الليبي عانى أكثر من أربعة عقود من حكم التسلط والفساد والاستبداد، استطاع بعد تضحيات كبيرة تحقيق الخطوة الأولى على طريق الصواب متمنيا ان تاتي هذه الثورة بمزيد من التطور والحداثة مؤكدا وقوف الشعب العراقي مع الشعب الليبي ودعمه لانجاح بناء دولته الحديثة" كما نقل عنه مكتبه في بيان صحافي تلقته "إيلاف".
ومن جهته أكد المانع ان القادة الليبيين سيتأنون في كتابة دستور بلادهم التي تعتمد بالاساس على قانون العدالة الاجتماعية وفق مبدأ التسامح وطي صفحة الماضي وعلى التوازن النوعي للمجتمع. كما بحث الجانبان التحضيرات للقمة العربية المقبلة في بغداد وافتتاح سفارتي البلدين في عاصمتيهما اضافة الى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين "وسبل تقوية وشائج المحبة بين شعبيهما، بعد انقطاع دام عدة سنوات".
وخلال اجتماعه مع المانع أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري رغبة بلاده في إعادة العلاقات الليبية العراقية في أقرب وقت ممكن بعد أن جرى انقطاعها في ظروف قاهرة سابقاً مشيراً إلى ان هناك مشتركات كثيرة بين البلدين.
ومن جهته قال المانع إن العراق له علاقات طيبة ومشرفة مع ليبيا وهناك حرص من القيادة الليبية على إعادة العلاقات مع العراق وكذلك المشاركة في مؤتمر القمة العربية المقبلة في بغداد بأعلى مستوى.
وقد ناقش المسؤولان العراقي والليبي قضية المواطنين الليبيين في العراق المفقودين منهم والسجناء بغية التعرف على ظروفهم وبهذا الشأن باوضح زيباري أن الحكومة العراقية مستعدة للتعاون بكل وضوح والمساعدة على حل كل القضايا بشكل قانوني وقضائي.
وعلى الصعيد نفسه فقد بحث وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي مع المانع سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين من خلال إعادة فتح سفارتيهما في بغداد وطرابلس. كما تمت مناقشة موضوع السجناء الليبين في العراق الذين تشير تقارير الى ان عددهم يبلغ 33 سجينا بينهم خمسة محكومين بالاعدام بتهم ارهاب و18 اخرين في عداد المفقودين.. إضافة إلى بحث آخر التحضيرات الخاصة بعقد القمة العربية المقبلة في بغداد في 29 من الشهر المقبل ومستوى التمثيل الليبي فيها.
وفي ختام مباحثاته أعلن المانع في مؤتمر صحافي عن إعادة افتتاح سفارة بلاده في بغداد خلال الايام القليلة المقبلة وسيكون ذلك قبل انعقاد القمة العربية معرباً عن امله باعادة العلاقات بين بغداد وطرابلس بشكل كبير.
وأضاف أن العراق سيلعب دوراً إيجابياً كبيراً في المنطقة خلال الفترة المقبلة وبالاخص بعد استضافته للقمة العربية حيث سيكون المحور الاساسي لها كونه يتمتع بعلاقات جيدة مع أغلب الدول مشيراً الى أن زيارته للعراق جاءت لكسر حاجز الصمت بين ليبيا والعراق بسبب نظام القذافي.
وأكد أن بلاده ستشارك بأعلى مستوى في القمة العربية التي ستعقد في بغداد "وبالأخص بعد أن اطلعنا على التحضيريات الجيدة له من قبل الحكومة العراقية". واوضح انه يحمل رسالة من حكومة وشعب ليبيا للحكومة العراقية حول المعتقليين الليبيين في العراق، معرباً عن أمله بحل أزمتهم.
ومن جهته تسلم رئيس الوزراء نوري المالكي رسالة من نظيره الليبي عبد الرحيم الكيب عبر فيها عن رغبة بلاده في تعزيز العلاقات الثنائية بين العراق وليبيا بالإضافة الى اعادة فتح السفارة الليبية في بغداد سلمها له مستشار رئيس الوزراء الليبي السيد ناصر المناع.
واكد المالكي على التشابه في حجم الخراب الذي تركه كلا النظامين السابقين في كل من العراق وليبيا، معربا عن امله بان يتمكن الشعب الليبي فرض الامن والاستقرار وبناء الديمقراطية. وابدى استعداد العراق للتعاون مع التجربة الليبية الجديدة وتقديم المساعدة اللازمة على كل المستويات. وحول السجناء الليبيين في العراق اكد المالكي ان موضوع السجناء يعود الى السلطات القضائية التي لها وحدها حق النظر في هذا الموضوع.
من جانبه اعرب الوفد الليبي عن الامل بتعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات سيما في مجال اعادة بناء القوات المسلحة والاجهزة الامنية والهيئات الخاصة برعاية الانتخابات وقضايا تنظيم الانتخابات مؤكدين على ان البلدين مؤهلين لا قامة علاقات جديدة ومتطورة. وابدى الوفد الليبي رغبة ليبيا بإنجاح القمة العربية القادمة في بغداد واستعداد بلادهم للمشاركة على اعلى المستويات.
والاسبوع الماضي كشفت وزارة الخارجية الليبية عن وجود اتصالات تجري مع الحكومة العراقية حالياً لإيقاف تنفيذ حكم الإعدام الصادر في حق عدد من الليبيين المتواجدين بالعراق مشيرة إلى أن هناك مساع تبذل على أعلى المستويات بخصوص هذا الموضوع.
وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي عاشور بن خيال في تصريح صحافي إن "الحكومة الليبية لن تتوقف عن بذل أي جهد في سبيل الحفاظ على أرواح الليبيين في الخارج". وأضاف "لقد اتصلنا بوزير الخارجية العراقي هو شيار زيباري وطلبنا منه أن نرسل إليهم مبعوثاً خاصاً لرئيس الوزراء نوري المالكي لإيقاف حكم الإعدام وقد وعدنا بأن يوصل هذه الرسالة إلى رئيس الحكومة ونحن نتأمل خيراً في هذا الموضوع".
يشار إلى أنّ طلب الحكومة الليبية يأتي في ظل المطالبات بتوقيع اتفاقية تبادل للسجناء بين ليبيا والعراق لكي يقضي السجناء مدة محكوميتهم في بلد الجنسية التابعين لها وذلك بعد رحيل القوات الأميركية عن العراق وتسليم السلطات العراقية ما لديها من سجناء ليبيين بعضهم كان محكوماً عليه بالإعدام. واتهمت منظمات حقوقية نظام العقيد الراحل معمر القذافي بتسهيل سفر "المجاهدين" الليبيين من ليبيا إلى سوريا ومنها إلى العراق في عملية مدروسة ومنظمة.
وفي آواخر العام الماضي ناشد أهالي السجناء الليبيين في العراق منذ عدة سنوات رئيس الحكومة الجديدة عبد الرحيم الكيب بذل جميع الجهود لإيقاف تنفيذ أحكام الإعدام في خمسة منهم وإرجاعهم إلى وطنهم في أسرع وقت قبل فوات الأوان.
وتأتي هذه المناشدات في وقت طالبت فيه المنظمة الليبية الشبابية لحقوق الإنسان بتوقيع اتفاقية تبادل للسجناء بين ليبيا والعراق لكي يقضي السجناء المحكوميات في بلد الجنسية. ورأت المنظمة -التي تتخذ من مدينة البيضاء بشرقي ليبيا مقرا لها- أن "هذا هو الأمل الوحيد" في عودة السجناء الليبيين إلى بلادهم وقضاء فترة الأحكام الصادرة بحقهم.
وأوضحت ان ملف السجناء الليبيين في العراق محل نظر المنظمة منذ فترة وهو ملف أصبح أكثر تعقيدا من السابق حيث كان السجناء الليبيون في العراق لدى ثلاث جهات وهي القوات الأميركية وإقليم كردستان والقوات العراقية. وأخيرا قامت القوات الأميركية بتسليم معظم ما لديها من السجناء الليبيين إلى القوات العراقية وترتب على ذلك عدم وضوح الصورة بشأن أعداد السجناء وأماكن اعتقالهم.
وقالت المنظمة إنها سجلت حالات اعتقال دون تهمة مؤكدة أن العدد المسجل لديها 33 سجينا بالإضافة إلى أن هناك 18 مفقودا داخل العراق. وتوصلت إلى أن نظام القذافي قام بتسهيل سفر "المجاهدين" الليبيين من ليبيا إلى سوريا ومنها إلى العراق في عملية "مدروسة ومنظمة".
ويوجد المعتقلون الليبيون في سجون سوسة وجمجمال بالسليمانية الشمالية وفي الناصرية الشمالية والناصرية الجنوبية والتاجي والرصافة والكاظمية في العاصمة بغداد بينهم خمسة محكوم عليهم بالإعدام وهم أكرم عبد السلام الحاسي، عادل الشعلاني، علي عثمان حمد العرفي، عادل عمر الزوي، ومحمد فرج الله الغيثي، بتهم "الإرهاب".
ايلاف