دخل رجل على الحسن البصري و بدا غاضبا و قال : هل هناك توبة للقاتل
فتأمل الحسن البصري وجه السائل ثم قال : لا
و بعد يومين دخل رجل آخر على الحسن البصري و بدا حزينا و ساله نفس السؤال : هل للقاتل توبة ؟
فتأمله الحسن قليلا ثم قال : نعم
و هنا استغرب أحد تلاميذه فسأله : يا معلمي منذ يومين قلت للرجل السائل ليس هناك توبة للقاتل و اليوم تقول لهذا الرجل هناك توبة للقاتل فما السر :
أجابه الحسن البصري مبتسما : يا بني ... أما السائل الأول فقد بدا غاضبا و يريد أن يقتل أحدا فقلت له لا كي لا يرتكب جريمة
أما السائل الثاني فبدا حزينا لأنه وقع في الجريمة و يريد أن يتوب فقلت له نعم كي لا يقنط من رحمة الله
تعلمنا تلك القصة أن الفتوى ليست لعبة بيد العلماء بل لها مقاييس و شروط تتعلق بالحالة و لا بد من معاينة و تفكير و ذكاء