بعثت السيدة ( س. م) رسالة تحكي فيها مشكلة ابنها البكر (ع .ك) بالم وحزن وتبحث عن حل لها فهي امراة ارملة وام لولدين وبنت مشيرة الى ان انه تعرف خلال فترة دراسته بالجامعة على زميلة له احبها وتقدم لخطبتها بعد موافقة جميع افراد الاسرة على مواصفاتها وقد رحبت عائلتها بالطلب لكن اشترطت مهراً كبيراً يتجاوز امكانيته المادية فصار الرفض والفراق وبعد التخرج تزوجت البنت وذهبت لحالها ورزقت بطفل الا ان (ع .ك) بدا وكأن الحياة اغلقت ابوابها امامه وماعاد يثق باي فتاة حتى الفرح فارقه واصبحت ايامه متشابهة لاجديد فيها وكلما احدثه عن رغبتي بتزويجه يمتنع معللا ان كل النساء متشابهات بعدم الوفاء لاسيما وانه وجد عملا بعد تخرجه وبات وضعه المادي يسمح له بتاسيس اسرة الا نه عزف تماما عن هذا الموضوع واتخذ العزلة والوحدة رفيقا له واضحى لايبوح بما بداخله من هموم، تضيف: بصراحة اخاف عليه ان يصاب بعقدة نفسية وربما يتاخر بالزواج اتمنى ان اراه ابا خصوصا ان اصدقاءه بعمره تزوجوا وانجبوا اولادا اريد من يرشدني للسلوك الصحيح الذي يجعلني اخرج ولدي من هذا الازمة و كم انا نادمة لاني وقفت في طريق سعادته ولو رجع الزمن بي الى الوراء لوافقت على شروط الفتاة التي اختارها قلبه ولنعم الان معها بحياة سعيدة امام عيني وتذوقت راحة البال وانتهت لدي حالة القلق التي اعيشها الان.
الحل
تفسر الباحثة الاجتماعية الدكتورة ناهدة عبد الكريم في كلية الاداب بجامعة بغداد المشكلة بانها ضمن القصص التي باتت تتكرر باستمرار بالمجتمع العراقي فاغلب الاسر صارت تمارس ضغوطاً على اولادها بهذا الموضوع بالذات ومع ذلك لوكانت البنت صادقة بمحبتها لهذا الشاب لماتخلت عنه بسهولة وانصرفت للزواج من اخر بمجرد رفض اهلها وعدم قدرة اسرته على توفير امور كمالية هي في غنى عنها كان بامكانها التنازل عن جزء منها وذلك اكبر دليل على عدم صدق مشاعرها فكيف لو حصل النصيب معه فانها حتما في اول محنة تصادفه ستتخلى عنه ولن تكون سندا له وشريكة حقيقية معه في بناء اسرة لانها تفكر بنفسها فقط. اما ردة فعله هو فقد جاءت كصدمة بعد ان حلق باحلام وامال واسعة ورسم مستقبلاً مبهجاً له لم يتوقع ماحدث من قبل والدته او حبيبته مااثر على سلوكه وغير حياته للاسوأ لان هدفه كان نبيلا الا ان الفشل والاخفاق اصبحا حليفيه ماتسبب في حصول اذى نفسي كبير له لذا ينبغي على الام ان تقدر وضعه وتحيطه بالحنان وتعوضه مافقده محاولة ان تنسيه موضوع الزواج حاليا ولاتتطرق اليه ابدا والايام والسنوات كفيلة بانقاذه من بئر الحزن الذي غرق فيه ولابد في النهاية ان ينسى وربما خروجه للعمل يسهم في ايجاد فرص افضل بمحيطه لكن من الضروري عدم التلميح له بالاهتمام بالبحث عن (زوجة) لانه لو اجبر على الزواج وهو بهذا الوضع قد لايكتب له التوفيق والنجاح والتواصل بعلاقة متكاملة فعليه اولا ان يغادر تلك المرحلة ويتطلع الى ما هو جديد والحياة المقبلة عليه مليئة بالمفاجآت لانه مازال في بداية طريقه فيها.