الحكومة أبصرت النور، وصارت واقع حال جديداً، ورؤية فعالة وبرنامجاً حكومياً طرحه رئيس الوزراء العراقي د.حيدر العبادي وحاز على ثقة أعضاء البرلمان بـ177 صوتاً من أصل 289 عدد الحضور في الجلسة التي شهدت ولادة الحكومة الخامسة بعد سقوط نظام صدام 2003.
المفروض ان يكون البرنامج الحكومي خارطة عمل، يلتزم بها الجميع أو يتعامل معها بشكل ايجابي وجدي لتكون مفاتيح الحل لعديد من القضايا العالقة في الجوانب السياسية والاقتصادية والخدماتية والمجتمعية، فضلاً عن ان البرنامج المطروح الذي يتضمن الكثير من المشاريع الجوهرية، يمثل بادرة حسن النية للعمل الجماعي الحكومي والمجتمعي وربما التشريعي للأخذ بمصلحة البلاد العليا في مقدمة الأولويات السياسية.
وخير ما بدأ به رئيس الوزراء في كلمته يوم التوزير، الاثنين العام2014 أن يتطلع الى ((أن يعيش كل العراقيين متحابين موحدين تظللهم خيمة بلد آمن تفيض أرضه خيراً ونماء على كل ربوعه)) وهذا يعني ان إرساء ثقافة الحب والانتماء والمواطنة، هو من أولويات حكومتنا الجديدة، بالرغم من اننا نعيش اجواء الحرب، هذه الحرب التي نقاتل فيها اعداء العراق، اعداء المدنية، أعداء الانسانية، ولذلك كان واضحاً ان الخطة الحكومية لأربع سنوات مقبلة، أخذت بعين الاهتمام ان البرنامج الحكومي يستوعب التحديات التي يواجهها العراق، فطرحت خططاً آنية تعالج نزوح مئات الآلاف من المواطنين العراقيين بسبب العمليات الارهابية التي تنفذها عصابات داعش، وتلبية متطلبات معيشتهم اليومية، ومنها الحاق آلاف من أبناء هذه العوائل المهجرة بالمدارس للموسم الدراسي الجديد.
ولم يبتعد البرنامج الحكومي عن العلمية وفن الادارة والتخطيط للمستقبل والاعتماد على ردات الفعل من الأحداث الجارية، حيث ستكون هناك خطة ستراتيجية شاملة تغطي الأعوام 2015-2018 وتمس كل قطاعات ومؤسسات الدولة العراقية، ينضجها، برؤية عصرية وعلمية عدد من الخبراء والمستشارين من مؤسسات الدولة وجامعاتها، ولا بأس بالاستعانة بالخبرة من الخارج، سيقرها مجلس الوزراء بعد اخضاعها للمراجعة والتقويم.
الحكومة الجديدة، لم تستثن أو تقص أياً من المكونات العراقية، الكل حاضر فيها، فضلاً عن انها أستوزرت العديد من الشخصيات السياسية المعروفة في البلد، وبطبيعة الحال نستطيع القول ان لا غالب ولا مغلوب في هذه التشكيلة الحكومية، الكل حاضر، الكل فاعل، الكل يتحمل المسؤولية في العمل الجماعي لانقاذ البلاد من الارهاب وزيادة انتاج النفط والغاز وزيادة الصادرات وتقديم الخدمات في الجوانب الصحية والخدمية، وكذلك تطوير مؤسسة التعليم ودعم القوات الأمنية لتحقيق النصر.