دبي- حسام لبش
تلبّدت سماء الوطني العربي اليوم بالكثير من الأزمات التي تركت خلفها العديد من القضايا الإنسانية الشائكة وعلى رأسها قضية اللاجئين وبالتحديد الأطفال.
تطفو هذه الأزمات وفي مقدمتها مشكلة اللاجئين السوريين على السطح لتفرض نفسها كأكبر أزمة تواجهها المفوضية السامية للاجئين،
تتكاتف الجهود وتتسارع وتيرة المؤتمرات لإيجاد السبل لاحتواء هذه الأزمة، فمن مؤتمر لليافعين قبل فترة، إلى مؤتمر يتم التحضير له سيكون مخصصاً للأطفال اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبدعم مطلق من سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، جميعها جهود تحاول بكل جدّ وإصرار أن تصل بالمحتاجين للمساعدة لبرّ أمان.
قابلنا المسؤول الإعلامي في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين محمد أبوعساكر لتطرح عليه مجموعة من الأسئلة التي تهم الشارع العربي اليوم.
بدايةً حدثنا عن مؤتمر الاستثمار بالمستقبل، في أي سياق تأتي فكرة هذا المؤتمر؟
الاستثمار بالمستقبل كفكرة هو استمرار لمسيرة العمل الإنساني الذي تقوم به سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي المناصرة البارزة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين،
والتي تمتلك باعاً طويلاً في مختلف البلدان التي أصابتها كوارث أدت إلى لجوء الناس، ومن بينهم الأطفال، إلى بلدان أخرى، وكان آخرها حملة «القلب الكبير» التي أطلقتها عام 2013 في يوم اللاجئ العالمي.
ما هي أبرز أهدافه؟
الهدف من مؤتمر الاستثمار بالمستقبل هو الأطفال، حيث إن الأطفال هم المستقبل، وهم أفضل شريحة يمكن أن يتم استثمارها ليتمكنوا من القيام بدور مستقبلي يسهمون من خلاله ببناء بلدانهم.
هل يتعلق هذا المؤتمر بأطفال المنطقة العربية فقط؟
نحن نتناول الأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمنطقة العربية لكونها من أكثر المناطق في العالم التي تشهد نزوحاً للأطفال، وقد سجل حتى الآن وجود 3.8 مليون طفل لاجئ في العالم منهم أكثر من 3 ملايين سوري،
ومن بين هؤلاء أكثر من مليون و800 ألف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. مليون طفل منهم في سن الدراسة، ونصف المليون منهم لا تتوفر لديه فرص التعليم.. وهذا يجعل المفوضية تركز على هذه الشريحة وفي هذه المنطقة تحديداً.
ما القضايا التي يناقشها المؤتمر؟
يناقش قضايا الأطفال، تعليم الأطفال وحمايتهم، وجعلهم قادرين على النهوض بمجتمعهم في المستقبل، ويناقش كيفية بعث المعرفة لدى المجتمع للقيام بدوره تجاه الأطفال اللاجئين.
ما الدور الذي قامت به المفوضية تجاه الأطفال السوريين حتى الآن؟
يمكنني القول بأن سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي تبرعت بمبلغ مليون دولار للاجئين السوريين في لبنان وخصّت بها الأطفال، كما جمعت أكثر من 15 مليون دولار للأطفال السوريين اللاجئين في البلدان الأخرى،
لكن ما ترغب الشيخة جواهر القيام به أكثر من ذلك هو العمل على تغيير السياسات تجاه دعم الأطفال نحو الأفضل بما يضمن حماية أكثر لهم، الأمر الذي يساعد على الوصول إلى الهدف من المؤتمر ككل والذي هو «الاستثمار بالمستقبل» أي بالأطفال.
هل تم تحديد جدول زمني لتحقيق ما يقرره المؤتمرون؟
هذا الأمر يتم تحديده في المؤتمر ضمن جدول الأعمال، فالمؤتمر ليس لديه مخارج للأمور قبل انعقاده، بل يعقد ليضع الخطط والآليات التي يجب تحقيقها، وبموجب ما يوضع، يتم وضع جداول زمنية لكل توصية.
قد يقول قائل.. لماذا الأطفال دون غيرهم، واللاجئون من كل الشرائح؟
لأن الأطفال هم عماد المجتمعات، ونصف هؤلاء الأطفال اليوم هم خارج المدارس، ونصفهم يجبرون على العمل بدل الدراسة، بينما يجب أن يكونوا في المدرسة وفي الملاعب يلعبون ويلهون، ليصبحوا قادرين على دعم مجتمعاتهم، فعندما ندعم الطفل اليوم نكون ندعم المستقبل للبلد الذي ينتمي إليه هذا الطفل.
عقدتم قبل فترة مؤتمراً لليافعين. ما أهم ما تم التركيز عليه في مؤتمر هذه الشريحة؟
خصصت جلسات للشباب اليافعين، وتم التركيز فيها على نشر الوعي بين فئة الشباب حيال القضايا المحدقة باللاجئين وخاصة الأطفال. كما تم التركيز على كيفية تعريف الشباب اليوم بما يدور في المنطقة ليحسنوا التصرف في كيفية تلقي ونشر هذه المعلومة لمن هم أصغر منهم سناً، أي الأطفال.
كيف سيتم تفعيل دور الشباب في هذا الجانب؟
نعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي كلها «فيسبوك، تويتر، يوتيوب، إنستغرام.. إلخ» من أجل دمج الشباب ليكونوا جزءاً من المنظومة الهادفة لدعمهم ودعم الطفولة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه يجب إجراء تغيير على مستوى المعرفة لدى هؤلاء الشباب، وليس فقط على مستوى السياسات.
تقرير روتانا