المرحلة الجديدة من الخلافات السياسية داخل الحكومة الاسرائيلية كما في السابق يمكن الحيلولة دونها وإدارتها ومنع حلّ الحكومة والبرلمان، حيث أن منتقدي نتنياهو وعلى رأسهم لابيد لم يكن لديهم الرغبة في الانسحاب من الحكومة و بناء على ذلك يمكن قياس أسباب وعوامل حلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة على أساس الأهداف غير المعلنة لنتنياهو حيث تقيّم هذه الأسباب على أساس سياسة الهروب للأمام وعلى أساس ذلك فإن نتنياهو والغالبية الصهيونية يفترضون بأن إقامة الدولة الفلسطينية اقترب من خطوة لارجعة فيها ولهذا فإنهم يمنعون ذلك من خلال التعجيل بمشروع تشكيل الدولة القومية اليهودية
المرحلة الجديدة من الخلافات السياسية داخل الحكومة الاسرائيلية كما في السابق يمكن الحيلولة دونها وإدارتها ومنع حلّ الحكومة والبرلمان، حيث أن منتقدي نتنياهو وعلى رأسهم لابيد لم يكن لديهم الرغبة في الانسحاب من الحكومة و بناء على ذلك يمكن قياس أسباب وعوامل حلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة على أساس الأهداف غير المعلنة لنتنياهو حيث تقيّم هذه الأسباب على أساس سياسة الهروب للأمام وعلى أساس ذلك فإن نتنياهو والغالبية الصهيونية يفترضون بأن إقامة الدولة الفلسطينية اقترب من خطوة لارجعة فيها ولهذا فإنهم يمنعون ذلك من خلال التعجيل بمشروع تشكيل الدولة القومية اليهودية. أمور كإلغاء ضريبة القيمة المضافة على سكن الشباب المتزوجين أوالمطالبة بزيادة الميزانية بمبلغ مليار ونصف المليار دولار للجيش ليست من الأمور التي تبرر اللجوء إلى انتخابات مبكرة.بعد مرور عدة سنوات من الهدوء النسبي على المناخ السياسي للكيان الصهيوني هاهي تعود الخلافات والتوترات لتطغوا على النظام السياسي مجدداً على مدى الأيام الأخيرة، بحيث أنه في أعقاب اقالة نتنياهو لبعض وزراء البرلمان تزايد احتمال حل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة والسؤال الذي يطرح نفسه، ماهي العوامل التي أدت إلى عودة الخلافات والتوترات إلى المناخ السياسي لهذا الكيان وثانياً لماذا عمل نتنياهو على إقالة وزراء والتهديد بحل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة بدلاً من العمل على إزالة الخلافات في وجهات النظر ومعالجة الانتقادات، وماهي الأهداف غير المعلنة التي من الممكن أن تتبع في هذا الشأن؟أسباب عودة التوتر والخلافات إلى المناخ السياسي في اسرائيل يمكن تقسيم هذه الاسباب إلى قسمين أسباب معلنة وغير معلنة:الأسباب المعلنة،هي القضايا ذاتها التي أثيرت بين نتنياهو والوزراء المعزولون وخصوصاً لابيد وليفني. وبالطبع فإن تفاصيل الخلاف تختلف بحسب رواية وسائل الاعلام الصهيونية والعربية والاقليمية عما يقوله نتنياهو، حيث تتحدث وسائل الاعلام في هذا المحور بأن نتنياهو عارض طلب لابيد وزير المالية وزعيم حزب "هناك مستقبل " بزيادة الميزانية بمبلغ مليار ونصف المليار دولار وذلك لتعويض الفجوة الناجمة عن حرب 51 يوم في غزة وفي الوقت ذاته وافق على إلغاء ضريبة القيمة المضافة على سكن المتزوجين الشباب الأمر الذي عارضه نتنياهو، كما أنه وبحسب التقارير الاعلامية فإن كلا من لابيد وليفني يعارضان مشروع الدولة القومية اليهودية ومواصلة البناء والإعمار في الضفة الغربية في حين أن معظم أعضاء مجلس وزراء نتنياهو ومن بينهم هو نفسه يوافقون على هذا المشروع.لكن الرواية التي يبرر نتنياهو من خلالها اقالة لابيد وليفني واللجوء إلى انتخابات مبكرة مختلفة بعض الشيء عن رواية وسائل الاعلام فمن خلال شرح الأسباب وخصوصاً أهداف نتنياهو يبدو الأمر أكثر وضوحاً فقد قال في حوار له: لقد طرحت ثلاث مبادىء حيث ينبغي أن يكون هناك اتفاق واسع النطاق بشأن ذلك أولاً، أن يكون هناك سياسة حازمة بشأن الملف النووي الايراني ثانياً، أن تكون اسرائيل دولة يهودية ثالثاً، سياسة واضحة للبناء والإعمار في القدس ولكن ليفني ولابيد انكروا ذلك وبعد فترة قال لابيد:انا سعيد بسماعي وجهات نظر وآراء مخالفة لك وبعد أسبوع وعندما كان الوفد الاسرائيلي متواجد في الأمم المتحدة للتعبير عن موقفنا، قاطع لابيد الخطاب وهو ماكان أمراً خاطئاً فلقد حدث هذا الأمر بالضبط عندما طالبنا بوقف المفاوضات مع روحاني وتمديد العقوبات عليه ولكنه فيما يخص موقفنا قد قال بأنه من غير الضروري أن تكون اسرائيل بلد للعرق اليهودي وبعدها قال لابيد بأنه يخالف البناء والإعمار في القدس.تسيبي ليفني شريكة لابيد في هذا الخط السياسي سرعان ما انضمت إليه وقالت إن البناء والإعمار في القدس يعتبر عمل غير مسؤول ومن ثم التقت ليفني مع أبو مازن في الوقت الذي قررت فيه الحكومة الأمنية عدم القيام بهذا الاجتماع وأعطيت أوامر مباشرة بعدم حصول مثل هكذا لقاء وبعد ذلك اعتبرت بكونها وزيرة للعدل بأن مقاطعة نتنياهو لأبو مازن فعل قبيح، فهناك أمر مشترك بين سلوك لابيد وليفني وهو أنهما اعتمدا سياسة جديدة وفي الوقت ذاته يتصرفان على أساس السياسة القديمة ،كما يتضح من حديث نتناهو التبريري بأنه لايوجد أية أخبار عن إلغاء ضريبة القيمة المضافة أو زيادة الميزانية العسكرية وفي حين تمّ التنويه إلى موضوع الملف النووي الايراني.أما فيما يخص الأسباب غير المعلنة المؤثرة على زيادة أو خفض التوترات السياسية والخلاف حول وجهات النظرالداخلية فهناك عدد من النقاط التي من الممكن استنتاجها من خلال دراسة أداء وتاريخ الكيان الصهيوني وظروف المنطقة. أولا، عندما يكون هناك تهديد حقيقي داخلي (انتفاضة) أو خارجي ضد هذا الكيان فإن الخلافات الداخلية غالباً ما تُخفض أو يتمّ كبحها وذلك للعمل على زيادة تعزيز التلاحم والانسجام الصهيوني الداخلي لمواجهة التهديدات الداخلية والخارجية ومن خلال استمرار هذه الخلافات يمكن الاستنتاج بأنه من وجهة نظر هذا الكيان لا يوجود خطر حقيقي لا داخلياً و لاخارجياً يهدد هذا الكيان ثانياً، في بعض الحالات تمتلك بعض الخلافات السياسية طابع (حرب المراوغة) وهوغالباً ما يتمّ تقييمه ضمن إطار السياسة بالهروب إلى الأمام.لماذا يسارع نتنياهو إلى إجراء انتخابات مبكرةفي واقع الأمر إن اصرار نتنياهو على إجراء انتخابات مبكرة يعتبر نقطة محورية في التطورات السياسية الجديدة في الكيان الصهيوني لذلك يجب أن نرى ماهي الأسباب والعوامل التي أثرت على ذلك؟ لكن من النقاط المهمة في هذا المجال هي انه لا يمكن تبرير مسارعة واستعجال نتنياهو بالاستناد إلى الأسباب المعلنة لأن أموراً كإلغاء ضريبة القيمة المضافة على سكن المتزوجين الشباب أو طلب زيادة الميزانية للجيش بمقدار مليار ونصف المليار دولار لا تستدعي اللجوء إلى انتخابات مبكرة،إلا أن من الأمور التي يمكن لها أن تؤثر على استعجال نتنياهو هو مشروع المستوطنات ومشروع قانون يهودية الدولة بشرط أن يتمّ بحثه ضمن إطار تشكيل دولة فلسطينية.وبعبارة أوضح فإن كل يوم يمضي يتضاعف فيه عدد مناصري الدولة الفلسطينية واسرائيل في مثل هذه الظروف لديها وسيلتين اثنتين للتعامل مع هذا الامر أولا، أنها من خلال الاستمرار بالاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية ستقوم بالقضاء شيئاً فشيئاً على فرص إقامة دولة فلسطينية وثانياً، إن لم يكن بالمستطاع الوقوف في وجه إقامة دولة فلسطينية في النهاية سوف تفرض دولة فلسطينية على الكيان الصهيوني وفي هذه الحالة فإن مشروع الدولة اليهودية يكون في مرحلة التطبيق واللجوء إلى وسيلة تهجير الفلسطينيين الساكنين في أرضي الـ 48 المحتلة المدرجة تحت إسرائيل وتوطين الصهاينة المبعدين من المدن الواقعة في الضفة الغربية او المهاجرين الصهاينة الجدد وبالاعتماد على هذا فإن الكيان الصهيوني يستفيد من مشروع قانون الدولة اليهودية من اجل منع تشكيل دولة فلسطينية والوقت ذاته يستفيد من هذا الأمر أيضاً.النتيجةبشكل عام يمكن القول أن المرحلة الجديدة من الخلافات السياسية داخل الحكومة الاسرائيلية كما في السابق يمكن الحيلولة دونها وإدارتها ومنع حلّ الحكومة والبرلمان، حيث أن منتقدي نتنياهو وعلى رأسهم لابيد لم يكن لديهم الرغبة في الانسحاب من الحكومة و بناء على ذلك يمكن قياس أسباب وعوامل حلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة على أساس الأهداف غير المعلنة لنتنياهو حيث تقيّم هذه الأسباب على أساس سياسة الهروب للأمام وعلى أساس ذلك فإن نتنياهو والغالبية الصهيونية يفترضون بأن إقامة الدولة الفلسطينية اقترب من خطوة لارجعة فيها ولهذا فإنهم يمنعون ذلك من خلال التعجيل بمشروع تشكيل الدولة القومية اليهودية وفي حال عدم قدرة هذا المشروع على الوقوف في وجه إقامة دولة فلسطينية فإن إجراء انتخابات مبكرة سيعمل على توحيد الأراء السياسية الجديدة للصهاينة.

المصدر
http://aletejahtv.org/index.php/permalink/39702.html