وجه السيد رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم اليوم الخميس 18/12/2014م كلمة بمناسبة حلول عيد الصوم لأبناء الديانة الإيزيدية في العراق والعالم باعتباره "رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن" بنص الدستور.
ذلك أن من واجبات رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن أن يشارك مواطنيه جميعا – ومنهم أبناء الديانية الإيزيدية - أفراحهم وأتراحهم، بغض النظر عن انتماءات المواطنين القومية والدينية والعرقية والمذهبية والمناطقية وغيرها عملا بالمادة 14 من الدستور التي جاء فيها: "العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الاصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي".
لقد كان من المتوقع - ونحن نعيش أجواء أربعينية الإمام الحسين (ع) - أن يعزي السيد رئيس الجمهورية النبي الكريم (ص) وآل بيته الأطهار (ع)، والأعم الأغلب من مواطني العراق المؤمنين أحزانهم بهذه المناسبة المؤلمة، وكيف لا، وقد شارك في إحيائها الملايين من العراقيين والعرب والمسلمين، سيرا على الأقدام لمئات الكيلومترات وصولا الى ضريح سيد الشهداء (ع)، وغطى سواد الحزن وراياته مدن وساحات وشوارع العاصمة بغداد، والأعم الأغلب من محافظات العراق لأيام، وعطّلت الحكومة الاتحادية وحكومات المحافظات دوائرها الرسمية، وغلقت الأسواق والمحلات أبوابها، وغطت مراسيم إحياء هذه المناسبة الدينية الشجيّة - التي وصفت بأنها أكبر تجمع سلمي ديني في العالم - القنوات الإعلامية ووكالات الأنباء والصحف والمجلات العراقية والعربية والعالمية.
غير أن ما كان متوقعا لم يقع للآن، فلم نسمع، ولم يسمع ملايين العراقيين الحزانى من السيد رئيس جمهوريتهم كلمة، ولا تعزية، ولا بيانا، ولا رسالة، ولا مشاركة، ولا مبادرة، ولا صوتا، ولا بنت شفة.
علما بأنه ما زال في الوقت متسع، فلا زالت الجموع المؤمنة من المواطنين الزائرين المعزين تملأ مدينتي كربلاء المقدسة والنجف الأشرف لحين انتهاء مراسيم إحياء ذكرى وفاة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في يوم 28/ صفر / 1436هـ الموافق ليوم 21/12/2014م.
فهل سنسمع من السيد رئيس الجمهورية تعزيته بالمناسبتين الحزينتين المؤلمتين: ذكرى وفاة رسول الإنسانية محمد (ص)، وذكرى أربعينية سبطه سيد الشهداء الإمام الحسين (ع)، هذا ما ستكشفه لنا الأيام القليلة القادمة، وإنّ غداً لناظره قريب.
عبد الهادي الحكيم