الغد برس/ ذي قار: تطوير شبكة النقل البري والجوي بين المحافظات العراقية من جهة والمحافظات ودول العربية والأجنبية من جهة أخرى واحدهٌ من العوامل التي تسهم بفتح أفق تجارية لتطوير واقعها العمراني والخدمي، محافظة ذي قار وبعد استحصالها الموافقات الوزارية باشرت بإنشاء مطار الناصرية المدني ليكون محطة لنقل المسافرين والبضائع التجارية داخل العراق وخارجه.
وقال محافظ ذي قار، يحيى محمد مهدي الناصري، إن "المحافظة عملت على إنهاء الكثير من الاشكالت الحاصلة ضمن موافقة إنشاء مطار الناصرية الدولي فيما يخص منها وزارة الدفاع"، مضيفا أنه "تم إرسال لجان من قبل الوزارة للاطلاع على إمكانية تحويل جزء من المطار العسكري في قاعدة الإمام علي الجوية الى مطار مدني".
وأكد أنه "تم استحصال الموافقات الرسمية من قبل طيران الجيش العراقي والقوة الجوية في وزارة النقل ورئاسة الوزراء بشكل نهائي"، مشيرا الى أن "فريقا من وحدة الألغام في وزارة البيئة قدمت الى محافظة ذي قار لإجراء مسح كامل لأرضية المطار بعد أن كانت تستخدم للإغراض العسكرية سابقا وأنه سيتم تخصيص الأموال من قبل وزارة النقل لإنشاء ساحات وقاعات استقبال الطائرات والمسافرين فضلا عن المدارج بما يتناسب والتصاميم العالمية للمطارات".
وأضاف الناصري أن "المطار بحسب موافقته الأولية سيكون أولى رحلاته خلال الشهر الأول من عام 2015 كمطار داخلي وبعدها ستبدأ المرحلة الثانية بالنقل الدولي"، مبينا ان حكومته "تسعى بعد أنشاء المطار من قبل وزارة النقل بعرضه للاستثمار من اجل تطويره وتحسين خدماته بشكل يتناسب والمطارات الدولية، وأن إنشاء مطار الناصرية المدني سيعمل على تنشيط الواقع الاقتصادي والتجاري للمحافظة بعيدا عن المخاطر الأمنية للطرق البرية فضلا عن التعامل المباشر من قبل المحافظة مع الشركات والمؤسسات دون وسيط بين الحكومة المحلية والاتحادية".
مجلس محافظة ذي قار أكد أن أنشاء المطار سيكون من قبل التخصيصات المالية لوزارة النقل الاتحادية، موضحا في حال تعذرها سيعمل على أدراجه ضمن موازنة الأقاليم للمحافظة.
وقالت ، عضو مجلس محافظة ذي قار هدى عبد الزهرة، إن "إنشاء مطار الناصرية الدولي هو مشروع وزاري سيكون تخصيصه المالي من قبل وزارة النقل الاتحادية"، مضيفة "في حال فشلت الوزارة سيتم التخصص له من قبل موازنة المحافظة ضمن تنمية الأقاليم كونه مشروع استراتجي سيجني للمحافظة موردا ماليا كبيرا فضلا عن تشغيل اليد العاملة في المحافظة".
واكدت أن "إنشاء المطار يعد من المشاريع العملاقة المهمة في المحافظة كونه أول مطار مدني سيسجل في تاريخها منذ تأسيسها بعد أنشاء مطار عسكري في قاعدة الإمام علي الجوية".
وعلى هامش أنشاء مطار الناصرية المدني أجرت الحكومة المحلية قرعة لاختيار تسعة عشر طيارا مدنيا لتأهيلهم بدورات تدريبية لتسير الرحلات الجوية في المطار.
وأوضح المعاون الإداري لمحافظ ذي قار، على فهد الشرشاب، "أجرينا قرعة لاختيار 19 طيارا مدنيا والذين لهم الأولوية في التعين ضمن مطار الناصرية الدولي"، مؤكدا أن "جهودا كبيرة بذلت من أجل الحصول على الموافقات الرسمية لإنشاء المطار الذي سيكون بادرة اقتصادية وتجارية للمحافظة خصوصا وللعراق عموما".
مراقبون بينوا أن أنشاء مطار الناصرية لايمثل خطرا حقيقا حول ماأثير من بعض دول الجوار بوقوعه على خط النقل الجوي الرابط بينها وبين الدول الأخرى لاسيما أن المطار سيكون النقل فيه الى المحافظة دون غيرها.
وأشار الكاتب والصحفي، علاء هويجل،إلى ان "إنشاء مطار الناصرية الدولي يرتبط بالسلطة المدنية في العراق والقوة الجوية تحديدا لذلك ماأثير في بعض وسائل الإعلام بان المطار سيؤثر على مطارات الدول المجاورة هو بعيدا عن الواقع"، مؤكدا "إذا ما قارنا مطار الناصرية بالمطارات الدولية فاعتقد انه لايمكن له المنافسة مع تلك المطارات كونها تتمتع بتطور عال من حيث الخدمات المتوفرة فيه والخبرة المتراكمة على مدار السنوات السابقة في تعاملاته مع الدول العالمية لاسيما أن البعض من هذه المطارات محطة ترانزيت لتعبئة الوقود".
وأكد ان "مطار الناصرية لا يتعدى كونه في الوقت الحاضر مطارا محليا لنقل المسافرين والبضائع التجارية مابين المحافظة والمحافظات العراقية الأخرى"، مشيرا الى ان "التفكير بان يكون مطارا دوليا يحتاج الى إمكانيات مادية كبيرة ربما لاتتوفر حاليا في العراق نتيجة مايمر به من أزمة أمنية ومالية على حد سواء".