يطارحُني الأشواقَ قلبٌ معذَّبُ
فإن جارَ خِفْرٌ للشِّفاهِ فأعذبُ
أيُسْتأذنُ العشَّاقُ ندهةَ خافقٍ
وعندَ اهتياجِ البحرِ فكرٌ مغيَّبُ
فأوعَدني عشقاً يعرّي مفاتني
فكم يفسدُ اللذّاتِ بوحٌ محجَّبُ
ومن رهَقٍ فارقتُ بعضي لخشيتي
من السؤلِ عن حبٍّ يفيضُ وينضبُ
فقال بأني عِشقهُ ثمَّ أنَّني
قصائدُ حبٍّ لم يقُلْها فتُكتبُ
لهُ مذهبٌ في الشعرِ ضمَّ قصائدي
فهل للهوى لو ضمَّ بعضيَ مذهبُ
وما وسُعت دنيايَ إلا لحبِّهِ
إذا ومضتْ ينزاحُ بدرٌ وكوكبُ
وأترعَ كأس الودِّ حزناً أجاعني
أنا شاعرٌ أقتاتُ حبَّا وأُصلبُ
ويهجعُ حرفي في حنايا يراعهِ
فإن خطَّ حرفا ذاب كلِّي فأحجبُ
ومن ظنَّ أنَّ الحبَّ صنعةُ شاعرٍ
يخيبُ هوىً فالحبُّ صقرٌ وأرنبُ
وقد لا يكون الحبُّ لحناً ونغمةً
فلا الأمُّ من ضمَّتْ لقيطاً ولا أبُ
على جسدي أعشى المآقي بأدمعٍ
فليتَ الهوى شرقٌ وحزني مغرَّبُ
وما سمع الأحياءُ مني شهادةً
وقلبي من الأحزان لمَّا أطبِّبُ
ولي القلبُ إن ضاقت عليه ملاحفٌ
ولي مقلٌ تهتزُّ شوقاً وتطربُ
فذا جَونُ ليلٍ أستقيهِ كأنَّهُ
رضابُ حبيبٍ يرشفُ الثغر طيِّبُ
يُساعفني جرحٌ طَلوعٌ كشمسهِ
ويُقلقني بدرٌ بفيئي مغيَّبُ