النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

نفسي الفداء ....تميم البرغوثي

الزوار من محركات البحث: 8 المشاهدات : 460 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: Earth
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 280 المواضيع: 33
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 131
    المهنة: Writer
    أكلتي المفضلة: Cofee

    نفسي الفداء ....تميم البرغوثي

    نفسي الفداء لكل منتصر حزين

    قتل الذين يحبهم،

    إذ كان يحمي الآخرين

    .

    يحمي بشبرٍ تحت كعبيه اتزان العقل

    معنى العدل في الدنيا على إطلاقه

    يحمي البرايا أجمعين

    حتى مماليك البلاد القاعدين

    والحرب واعظة تنادينا

    لقد سلم المقاتل

    والذين بدورهم قتلوا

    نعم هذا قضاء الله لكن

    ربما سلموا إذا كان الجميع مقاتلين

    نفسي فداء للرجال ملثمين

    إذ يطلقون سلاحهم مثل الدعاء يطير من أدنى لأعلى

    مثل تاريخ هنا يملي فيتلى

    حاصرونا كيفما شئتم

    فإن الخبز والتاريخ يصنع هاهنا تحت الحصار

    نفسي فداء للشموس تسير في الأنفاق تحت الأرض من دار لدار

    حيث الصباح غدا هنا يهرب من يد ليد

    بديلاً عن صباح خربته طائرات الظالمين

    نفسي فداء للسماء قنابل الفسفور تملؤها كشعر الغول

    ألف أفعى بيضاء نحو الأرض تسعى

    والسماء تريد أن تنقض كالمبنى القديم

    فنرفع الأيدي لنعدل ميلها،

    وتكاد أن تنهار لولا ما توفر من أكف الطيبين

    يا أهل غزة ما عليكم بعدها

    والله لولاكم لما بقيت سماء ما تظل العالمين

    .

    نفسي الفداء لعرق زيتون من البلد الأمين

    أضحى يقلص ظله، كالشيخ يجمع ثوبه لو صادفته بِرْكَةٌ في الدرب

    حتى لا يمر مجند من تحته

    ويقول إن كسرته دبابتهم في زحفها نحو المدينة:

    "لا يهم، على الأقل فإنهم لن يستظلوا بي

    وتلك نبوءة

    قد كان يفهمها الغزاة من القرون السابقين

    هذي بلاد الشام

    كيف تقوم فيها دولة ربت عدواتها مع الزيتون يا حمقى

    ولكن عذركم معكم فأنتم بعدُ ما زلتم غزاة محدثين

    قسماً بشيبي لن يطول يقاؤكم

    فالظل يأنف أن تمروا تحته

    والأرض تأنف أن تمروا فوقها

    والله سماكم قديماً في بلادي عابرين"

    .

    نفسي فداء للرجال المسعفين

    المنحنين على الركام ولم يكونوا منحنين

    الراكضين إلى المنازل باحثين عن الأنين

    حيث الأنين علامة الأحياء يصبح نادراً

    حيث الحياة تصير حقاً لا مجازاً خاتماً في التُرْبِ

    تظهرُ، يرهفون السمعَ رغمَ القصفِ،

    تخفى مرةً أخرى وتظهرُ،

    يرفعون الردمَ، لا أحدٌ هنا،

    تبدو يدٌ أو ما يشابهها هناكَ،

    ويخرجون الجسمَ رغم تشابه الألوانِ

    بين الرمل والإنسانِ

    كالذكرى من النسيانِ

    كالمعنى من الهذيانِ

    تطلع أمةٌ وكأنما هي فكرة منسيةٌ

    يا دهر فلتتذكر الموتى،

    هنالك سبعة في الطابق الثاني

    ثمانية بباب الدار،

    أربعة من الأطفال ماتت أمهم وبقوا

    لأيام بلا ماء ولا مأوى

    ولا صوت، ولا جدوى

    فقل للموت، يا هذا استعد فإنهم

    والله لن يأتوك أطفالاً، ولكن

    كالشيوخ تجارباً ومرارة

    حضر دفاعك فالقضاة

    مضرجين بحكمهم

    قدموا عليك مسائلين

    .

    وهناك وجه بينهم يأتي عليه هالة رملية،

    طفل يصيح بموته قم وانفض الأنقاض عني

    ولتعني، أن أقول لقاتلي الغضبان مني

    إنني قد مت حقاً، لا مجازاً، غير أني

    لم يزل لي منبر فوق الأكف وخطبة لا تنتهي

    يا دولة قامت على أجسادنا لا تطمئني

    واعلمي ما تفعلين

    ولتقرئي يوم القيامة واضحاً في أوجه المستشهدين

    .

    نفسي الفداء لأسرةٍ جمع الجنود رجالها ونساءها في غرفة،

    قالوا لهم، أنتم هنا في مأمن من شرنا

    ومضوا،

    ليأمر ضابط منهم بقصف البيت عن بعدٍ

    ويأمر بعدها جرافتين بأن يسوَى ما تبقَّى بالتراب،

    لعل طفلاً لم يمت في الضرية الأولى

    ويأمر بعد ذلك أن تسير مجنزرات الجيش في بطء على جثث الجميع

    يريد أن يتأكد الجندي أن القوم موتى

    ربما قاموا، يحدث نفسه في الليل

    يرجع مرة أخرى لنفس البيت، يقصفه،

    ويقنع نفسه، ماتوا، بكل طريقة ماتوا،

    ويسأل نفسه، لكن ألم أقتلهمو من قبل،

    من ستين عاماً، نفس هذا القتل،

    نفس مراحل التنفيذ،

    لست أظنهم ماتوا،

    ويطلب طلعة أخرى

    من الطيران تنصره على الموتى

    ويرفع شارة للنصر مبتسماً إلى العدسات

    منسحباً، سعيداً أن طفلاً من أولئك لم يقم من تحت أنقاض المباني

    كي يكدره

    ويسأل نفسه في الليل، ما زال احتمالاً قائماً أن يرجعوا

    فيضيء ليلته بانواع القنابل،

    سائلا قطع الظلام عن الركام وأهله

    ماذا ترين وتسمعين

    فتجيبه

    لم ألق إلا قاتلاً قلقاً، وقتلى هادئين

    .

    نفسي فداء للصغار الساهرين

    عطشاًَ وجوعاً من حصار الأقربين الآكلين الشاربين

    المالكين النيل والوادي وما والاهما ملك اليمين

    الشائبين الصابغين رؤوسهم فمعمرين

    من أين يأتيكم شعور أنكم سَتُعَمّرُون إلى الأبدْ

    ثقة لعمري لم أجدها في أحدْ

    عيشوا كما شئتم ليوم أو لغدْ

    لكنني صدقاً أقول لكم

    فقط من أجل منظركم، وهيبتكم

    إذا سرتم غدا في شاشة التلفاز

    سيروا صاغرين

    .

    نفسي فداء للصغار النائمين

    بممر مستشفى على برد البلاط بلا سرير، خمسةً أو ستةً متجاورين

    في صوف بطانية فيها الدماء مكفنين

    قل للعدو، أراك أحمق ما تزالْ،

    فالآن فاوضهم على ما شئت

    واطلب منهمو وقف القتالْ

    يا قائد النفر الغزاة إلى الجديلة

    أو إلى العين الكحيلة

    من سنين

    أدري بأنك لا تخاف الطفل حياً

    إنما أدعوك صدقاً، أن تخاف من الصغار الميتين

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: September-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 4,511 المواضيع: 216
    التقييم: 1659
    آخر نشاط: 8/November/2016
    مقالات المدونة: 2
    كان يعجبني جداً هذا الشارع الفلسطيني ..
    المتحدر من عائلة ادبية معروفة ...
    الا انني لم اعد معجبا به لأنه رثى صدام ...
    ومثل هؤلاء الشعراء الحماسيون المتطرفون اشعارهم حينما تمدح صدام فانها لابد ان تساعد داعش ...
    شكراً جزيلاً لك على جمال الاختيار ...

  3. #3
    A-A-A
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 32,357 المواضيع: 642
    صوتيات: 439 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 31752
    مزاجي: وردي
    أكلتي المفضلة: مسگوف
    آخر نشاط: 20/November/2024
    مقالات المدونة: 26
    عاشت الايادي

  4. #4
    صديق نشيط
    اهلا وسهلا بكم

    من قلبي سلام

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال