Tuesday, 21 February, 2012
مرجعية السيستاني تنأى عن المواجهات الشيعية وتطالب بضبط الأمنايلاف
نأت مرجعية المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني بنفسها عن عمليات اعتداء على مقلدي المرجع الشيعي آية الله السيد محمود الحسني الصرخي.
نأت مرجعية المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني بنفسها عن عمليات حرق مساجد واعتداءات على معتمدي المراجع الشيعية في مواجهات بين انصارها ومقلدي المرجع الشيعي آية الله السيد محمود الحسني الصرخي ودعت إلى ضبط النفس وطالبت السلطات بحفظ الامن، فيما اعلن مجلس القضاء الاعلى عن تحديد الثالث من ايار (مايو) المقبل موعدا لمحاكمة نائب رئيس الجمهورية المتهم بالارهاب طارق الهاشمي وصهره غيابيا عن ثلاثة تهم.
وأكد مكتب المرجع السيستاني عدم علاقة اي من وكلاء او معتمدي المرجعية في عمليات حرق وتحطيم مكاتب للمرجع الصرخي وحسينيات تابعة له في عدد من محافظات وسط وجنوب العراق، خلال الأيام الأربعة الأخيرة. ودان المكتب في بيان من مقره بمحافظة النجف (160 كم جنوب بغداد) أعمال العنف التي رافقت تلك العمليات وطالب الأجهزة الأمنية بضبط الأمن ومنع الاعتداءات من أي جهة كانت. واشار إلى ان المرجعية تدعو باستمرار جميع المواطنين إلى الالتزام بالقانون والابتعاد عن ممارسة العنف. وحذرت من أن هذه الأعمال تهدف لإثارة المزيد من البلبلة والاحتقان السياسي والأمني في المدن العراقية .
ومنذ الجمعة الماضي تتصاعد عمليات إحراق متبادلة لمكاتب مرجعيات شيعية عراقية واستهداف معتمديها في عدد من محافظات البلاد الجنوبية مما ارغم السلطات على اتخاذ اجراءات امنية مشددة تحسبا لاندلاع مواجهات شيعية شيعية.
فقد أحرق مجهولون الأحد مكاتب المرجع الديني آية الله الصرخي الذي يعارضه مقلدو المرجع السيستاني في ناحية السدير جنوب محافظة الديوانية (180 كم جنوب بغداد)، مما ادى إلى احراق محتوياته ولكن من دون وقوع خسائر بشرية. كما أضرم النار في مسجد قيد الإنشاء يعود إلى أنصار الصرخي جنوب غرب البصرة (550 كم جنوب بغداد). وأوضح مصدر امني ان مجهولين اقتحموا بعد صلاة الفجر مسجد فارس الحجاز الذي يعودلانصار الصرخي في ناحية أم قصر وأضرموا النار فيه مما ادى إلى اتلاف محتوياته من دون وقوع خسائر بشرية. وسبق ان شهد قضاء الرفاعي شمال محافظة ذي قار (260 كم جنوب بغداد) الجمعة اضطرابات وفرض حظر للتجوال لساعات بعد ان خرج متظاهرون مطالبين باغلاق مكتب الصرخي في القضاء.
وكانت المواجهات بدأت يوم الجمعة الماضي عندما اندلعت تظاهرات في قضاء الرفاعي بمحافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) لمنع جماعة الصرخي وهو زعيم جماعة شيعية عقائدية يتهم مقلدو السيستاني اتباعه بالتطرف والتعصب الديني من افتتاح مكتب لهم ما تسبب بحرق المكتب واصابة عنصرين من الشرطة بجراح حيث تدخلت قوات المهمات الخاصة في المحافظة واعتقلت 50 عنصرا من جماعة الصرخي.
وفي المقابل، احبطت الشرطة في محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) الأحد محاولة لاستهداف منزل وكيل للمرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني بعبوة ناسفة. وفككت الشرطة عبوة ناسفة مزروعة قرب منزل إياد الشريفي وكيل السيتاني وذلك وسط مدينة الحلة مركز المحافظة من دون حدوث أضرار.
كما تم أيضا في المحافظة نفسها احباط محاولة لتفجير مدرسة دينية تابعة للمرجع السيستاني بعبوة ناسفة جنوب الحلة. وتمكنت قوة من وحدة مكافحة المتفجرات من ابطال مفعول عبوة ناسفة كانت مزروعة بالقرب من مدرسة دينية تابعة للمرجع السيستاني في ناحية القاسم (16كم جنوب مدينة الحلة) من دون وقوع خسائر بشرية او مادية.
وتأتي هذه الاحداث اثر تعرض منازل ستة من معتمدي ومقلدي المرجع السيستاني في محافظتي الناصرية والديوانية جنوب العراق الجمعة والسبت لهجمات بقنابل يدوية لم تؤد إلى سقوط ضحايا.
ووقعت هذه الهجمات بعد ان هاجم مئات المتظاهرين في الناصرية الجمعة مركز محافظة ذي قار (375 كلم جنوب بغداد) مكتبا جديدا للصرخي الذي اتهم متحدث باسمه احد معتمدي السيستاني بالتجييش للهجوم. وحاول متظاهرون التحدث مع القائمين على مكتب الصرخي لاقناعهم باغلاقه وابعاد المدينة عن "التطرف الديني بكل اشكاله" موضحين انه "لم يستجب لمطلبهم ما دفعهم لاحراق المكتب".
وتعرضت على اثر ذلك منازل تابعة لممثلي ومقلدي السيستاني إلى سلسلة من الهجمات لكنها لم تصب ايا من ساكنيها بأذى. ففي الديوانية تعرض منزل الشيخ باسم الوائلي ممثل السيستاني فيها لهجوم بقنابل يدوية. كما تعرضت ثلاثة منازل اخرى تابعة لابرز مقلدي المرجع السيستاني لهجمات مماثلة لكن من دون اصابات. وفي قلعة سكر شمال الناصرية عثرت الشرطة على عبوة ناسفة قرب منزل الحاج فليح حسن، ممثل السيستاني في المدينة تمكن فريق من مديرية مكافحة المتفجرات من تفكيكها. وفي مدينة النصر شمال المدينة ايضا عثرت الشرطة على قنبلة صوتية صباح السبت قرب منزل السيد علي الغرابي وكيل السيستاني هناك.
وقبيل الهجمات اتهم الشيخ بلال الخفاجي المتحدث باسم الصرخي ممثل المرجع السيستاني في منطقة الرفاعي شمال الناصرية بالوقوف وراء عملية احراق مكتب الصرخي في المنطقة. وبعد تعرض المكتب للاحراق توجه عدد من انصار الصرخي من الكوت (160 كلم جنوب بغداد) والديوانية (180 كلم جنوب بغداد) إلى الناصرية (375 كم جنوب بغداد) للاحتجاج على ذلك لكن السلطات الامنية فرضت حظرا للتجوال واعتقلت عددا من انصار الصرخي.
وكان أتباع الصخري خاضوا عام 2006 مواجهات مع الشرطة في كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) قتل فيها العشرات منهم فيما جرى اعتقال نحو 200 شخص.