تجتذب غواتيمالا العديد من السياح من جميع أنحاء العالم بفضل ما تزخر به من توليفة عريقة من الحضارات المختلفة والكثير من المعالم السياحية الرائعة والمناظر الطبيعية الخلابة.
وتتمتع غواتيمالا بشهرة سياحية عالمية بفضل وجود بحيرة أتيتلان التي تعتبر أجمل وأكبر البحيرات في أمريكا اللاتينية وتقع على ارتفاع 1600 متر فوق مستوى سطح البحر،
وتمتاز هذه البحيرة بالروعة والجمال وتعتبر المدخل الرئيسي إلى دراسة عالم السكان الأصليين في غواتيمالا.
وقد ظلت هذه البحيرة لعدة قرون تجتذب السياح من القارات الأخرى، ويعيش حولها آلاف من المهاجرين من جميع جنسيات العالم، بالإضافة إلى ذلك فإنها من الأماكن المثيرة لاهتمام العلماء والباحثين لدراسة الطبيعة في هذه المنطقة واستكشاف القرى والمزارات الغارقة تحت الماء.
براكين مهيبة
وينتمي ما يقرب من نصف عدد سكان غواتيمالا البالغ 15 مليون نسمة إلى شعب المايا، ولا يزال معظم السكان يحافظون على تقاليدهم العريقة منذ قرون بعيدة.
وعلى الطريق القصير إلى رصيف الميناء يصف المرشد السياحي، الذي يبلغ من العمر 52 ربيعاً، أسباب السعادة التي يشعر بها هنا بقوله: "ينعم المرء هنا بالدفء والصفاء مع شعب المايا، حيث تشع أجواء الهدوء حول البحيرة، ولا يخلو المشهد من عظمة البراكين المهيبة".
وبعد ذلك أشار المرشد السياحي بيده لعبَّارة صغيرة توجهت على الفور إلى الجسر، وكانت مملوءة عن آخرها، حيث يجلس السكان المحليون بجوار بعضهم البعض مع السلال المملوءة بالليمون والأفوكادو والطماطم،
وقد ظهر بين ركاب العبَّارة بعض السياح الرحالة من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا يحملون حقائبهم على ظهورهم. وقد لاحظ السياح أن اليوم هو يوم إقامة السوق في باناجاشيل، التي تصل إليها العبَّارة بعد حوالي 20 دقيقة.
وتعتبر باناجاشيل هي المدينة الرئيسية على ضفاف البحيرة، حيث ينتشر بها العديد من الفنادق الفاخرة والمطاعم الراقية والحانات والمعارض الفنية، وتمتاز هذه المدينة بانخفاض تكاليف المعيشة وتعتبر مناسبة جداً للسياح من جميع أنحاء العالم.
وتنطلق من هناك العبَّارات والقوارب إلى جميع القرى الواقعة على ضفاف البحيرة.
وتعتبر منطقة "سان خوان لا لاغونا" من أجمل المناطق في غواتيمالا، ولكنها عانت مثل غيرها في السنوات الأخيرة من العواصف الشديدة والفيضانات. ويقوم الأطفال حالياً بجمع الزجاجات من الطرقات وتمتاز الأزقة والشوارع بنظافتها، مع تجميل الجدران بلوحات بدائية.
وهناك منازل جميلة معلق عليها لافتات باللغة الإنجليزية والإسبانية تحوي مبادرات المساعدة الذاتية من السيدات والصيادين. بالإضافة إلى وجود الكثير من صالات العرض ومشاغل النسيج والمطاعم والفنادق الصغيرة تروج لنفسها بحثاً عن السياح.
وتعتبر منطقة سان بيدرو لاغونا من الأماكن الحيوية، والتي تشتهر بوجود العديد من السياح الرحّالة والزوار الذين يقيمون لفترات طويلة، وتتوافر في هذه المنطقة العديد من الإمكانيات الترفيهية من التنزه سيراً على الأقدام وركوب الخيل،
بالإضافة إلى وجبات الطعام مثل الأسماك المشوية، بالإضافة إلى مدارس صغيرة لتعليم اللغة الإسبانية، مع إمكانية الاستمتاع بحمامات الشمس خلال النهار وكذلك الأمسيات الساهرة في الديسكو أثناء الليل.
ويمكن للسياح الاستمتاع بإطلالة رائعة على المنطقة أثناء الوقوف في شرفة إحدى الفيلات المشيدة على المنحدرات، وتستمع بعض العائلات بهذه المناظر البديعة من شرفة الجبل أثناء تناول أكواب الشاي قبل الغروب.
وأشار أحد المقيمين في هذه المنطقة إلى أنه تحول من مجرد هاوٍ للرسم إلى فنان محترف يقوم ببيع اللوحات الفنية وإقامة العديد من المعارض الفنية بفضل روعة المناظر الطبيعية حول بحيرة أتيتلان، ولا تخلو هذه المشاهد الممتعة من صورة البراكين الكبيرة التي تظهر على الجانب الآخر من البحيرة التي تمتد بطول 18 كيلومتراً.
القوس الحجري
وتبلغ روعة المشاهد البركانية ذروتها بالقرب من مدينة أنتيغوا الاستعمارية، حيث يصل أعلى ارتفاع للبركان إلى 3760 متراً، وتظهر هذه القمة بوضوح،
حيث تظهر السماء الزرقاء صافية بدون أية غيوم، وهو ما يدعو السياح لالتقاط العديد من الصور الفوتوغرافية البديعة، ويعتبر القوس الحجري "سانتا كاتالينا" من موضوعات التصوير المثالية.
ويذكر التاريخ أنه تم تدمير العاصمة السابقة لغواتيمالا بفعل زلزال مدمر عام 1773. ولذلك تم تأمين أطلال القصر والكنيسة بواسطة دعامات كبيرة، كما تم إعادة بناء بعض أجزاء المدينة،
حيث تظهر المنازل المكونة من طابق واحد والمشيدة في الحقبة الاستعمارية، مع تزيينها بواسطة بوابات خشبية وحديد مطاوع.
وبداخل أفنية هذه المنازل توجد نوافير الرش كما تنمو العديد من الأزهار الغريبة. ويمكن للسياح الاستمتاع بنزهة سيراً على الأقدام خلال الأزقة الضيقة للتعرف على أهل غواتيمالا عن قرب.