...ورقة...
وحدك أنت بيضاءُ ناصعة كالثلج …بل أنقى …
كالقطن على شجرة كانت أزهارها في زمن مضى متفتحة كطفولة عذبة .
وحدك أنت ... تلهمينني …
لا ماضي لك .. لكن .. هنا حاضرك ومستقبلك بين يدي سيكون .. بين يدي أنا وحدي ..
أكتبك …أجعلك قطعة مني .. بل تصبحين أنا ..أقرأك .. أتابع حروفك بعيني
فلربما هطل عليك مطر ولربما هطلت علي سعادة وأنس..
نعم أنت .. كلانا فقط وهذا القلم غريب .. أقرب لكلانا منا يصلني بك ويصلك بي …
نتشارك بحبه ويصبر ..
أحبك … لربما هي أنانية مني … ولربما كان السبب تضحيتك الدائمة ..
أحبك … وربما بسبب تحملك لي … واثقة أنا هكذا أنت ستبقين ..
اعذريني إن قسوت عليك .. مزقتك .. أتلفتك .. أهملتك ..أحرقتك
أعذريني إن خبأتك بعيدا حتى لا يراك أحد ..
اعذريني إن بخلت عليك ولم أفصح … أحيانا حتى أنت تقيديني بصفائك فلا أستطيع أن أفصح ..
اعذريني إن لوثتك بهمومي ولم أزدك جمالا كما تفعلين معي
اعذريني اليوم وغدا وبعد غد والبارحة …
لأني أرمي عليك ما يثقل علي أنا حمله . استغرب منك الاحتفاظ بهذا الرونق…
رغم كل شيئ ..حتى تأتي أصابع كأصابعي فتجعلك عجوزا مكفهرة للزمن ..
ولكنك ما زلت تحتفظين بجوهرك نفسه …
استغربك تتمزقين .. تحترقين … ولكنك لا تتلاشين أبدا .. فرمادا أو بقايا
تدفنين الحروف وكل السطور وكل العبارات .. في جوفك في الداخل حتى لا يعرفها أحد …
و أنا في النهاية مثلك يدون علي الزمان حروفه بل يحفرها أحداثا في الذاكرة …
يكتبني أنثى .. حالمة تارة… بائسة أخرى .. اضحك .. أبتسم … أبكي ..
أحتفظ بكل التفاصيل بكل ما جرى حتى البقايا فأنا في النهاية
ورقة..