النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

المؤسسة التعليمية بين الاتصال والانفصال.... رؤية وفق مفهوم النسق والنسق المضمر

الزوار من محركات البحث: 583 المشاهدات : 2142 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من اهل الدار
    فــــوبيا
    تاريخ التسجيل: September-2010
    الدولة: البصرة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,899 المواضيع: 296
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 3559
    مزاجي: كما تريد
    المهنة: عامل تنظيف دردشة
    أكلتي المفضلة: عيناكِ
    موبايلي: آيفون
    آخر نشاط: 8/December/2020
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى فوبـــيا

    المؤسسة التعليمية بين الاتصال والانفصال.... رؤية وفق مفهوم النسق والنسق المضمر

    المؤسسة التعليمية بين الاتصال والانفصال.... رؤية وفق مفهوم النسق والنسق المضمر

    إن الحديث عن المؤسسة التعليمية هو حديث عن أركانها وركائزها وقواعدها التي تقوم من خلالها فى بث مؤدياتها التي صيغت من أجلها ، بعبارة أخرى أن المؤسسة التعليمية تتمثل بالإدارة أولاً ، ونعني بها الأشخاص المأهولين في كيفية صياغة وتصدير المعطيات ( المقررات ) المعرفية ، وثانياً ، بالباعث ( الأستاذ ) الذي يقوم بوظيفة نقل هذه المعطيات بمختلف مشاربها واختلاف صيغ طرحها وتسويقها ، ومن ثم بالمستهدف ( الطالب ) الذي يتوجب عليه ( إجرائياً ) تلقي هذه المعطيات ؛ لتحقيق الأهداف المتوخاة لتلك الالزامات المعرفية ، وهذا يحيلنا إلى الركائز التي طرحها الشكلاني الروسي ( رومان ياكوبسن ) في تحديد مظاهر الشعرية :

    المرسل الرسالة المتلقي
    فيمكن عدّ المرسل هو الأستاذ والرسالة الهدف التربوي والتعليمي والمتلقي هو الطالب المزعم عدّه لتطبيق تلك المتوافرات ( الدراسية ) ، إلا إننا لسنا معنيين باطروحات ( ياكوبسون ) – الذي أغفل ما وراء المرسل ( السلطة المؤسساتية الأدبية ) ولم يتنبه إلى ما وراء المتلقي – ولكنا هنا إنما نورده مثالاً إسقاطياً فحسب لتقريب وجهة النظر التي نود طرحها .
    وانطلاقاً من ( ياكوبسون ) كافتراض ، فإن المرسل الذي هو الشاعر ( في نظرية الأدب ) غير معني بطبيعة المتلقي ، إلا إنه ملزم بركن سابق عليه وهو المؤسسة الأدبية ( أي النظرية الأدبية التي يمكنها أن تحدد شعرية الشاعر ) ، ومن ثم فإن المتلقي سيكون معنياً بالذائقة أولاً ومن ثم بالثقافة التي يدين بها ، وفقاً لذلك يمكننا صياغة رؤية ( ياكوبسون ) في تحديده لمظاهر الشعرية – وهذا ما ذهب إليه الناقد السعودي عبد الله الغذامي في مشروع النقد الثقافي – وهي كما يأتي :
    المؤسسة الأدبية ...... المرسل ...... الرسالة ..... المتلقي .... الثقافة ( الأنساق )
    وإذا ما عكسنا الأمر على العملية التربوية التعليمية ستكون كذلك :
    السلطة ..... الإدارة ..... الأستاذ .... الطالب .... الهدف ( وفقاً للثقافة الجمعية ) ، وإننا هنا لا نستهدف المؤسسة التعليمية ، بل نستهدف الثقافة الجمعية التي سوغت وأسست لها ، وقولنا هذا فيه نوع من الحذاقة القصدية ، إذ إن نقد ثقافة المؤسسة ينجر بالتأكيد على المؤسسة نفسها ، دونما أن تعلم هي بذلك – وهذا تسليم جدلي – أما إذا كانت على دراية فالمصيبة أعظم من جانب القصدية .

    ينبغي لنا قبل كل شيء أن نبيّن ماذا نقصد بالاتصال والانفصال ، ومن ثم علينا أن نستبين مفهوم النسق والنسق المضمر الذي تقوم عليه المؤسسة التعليمية .
    لا شك أن للمؤسسة التعليمية أهدافاً ، وهي لا تخفى على الجميع المختص ، ولا حاجة لذكرها لكونها أهدافاً حميدة وخلّاقة ( ظاهرياً ) ،بعبارة أخرى أن وظيفتها تكمن في ايصال المعرفة مادامت قد حددت أهدافها مسبّقاّ من أجل النهوض بالواقع الحياتي ، فإن نجحت في ذلك فقد حققت أهدافها وهذا ما نعني به الاتصال ، أما إن لم تنجح فسيكون ذلك – بطبيعة الحال – انفصالاً – وهذا ما لا يمكن كشفه إلا عبر آليات النقد الثقافي المتمثلة بالنسق والنسق المضمر ، ويتوجب علينا الآن أن نستوضح ماهية النسق والنسق الثقافي لتكتمل الفكرة .

    إن مقولة النسق الثقافي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالثقافة ، فلا بد لنا من تعريف الثقافة أولاً ، ولا نعني بها هنا الثقافة الموضوعية – أي مخزون الشخص المعرفي – بل هي ذلك الكل المتكامل الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفنون والأخلاقيات والقوانين والأعراف والقدرات الأخرى وعادات الإنسان المكتسبة ، وهي بذلك مجموع المعطيات التي تميل إلى الظهور بشكل منظم بتجانسها مشكلة مجموعة من الأنساق المعرفية الاجتماعية المتعددة والتي تنظم حياة الأفراد ضمن جماعة تشترك فيما بينها زمكانياً ، فما هي إلا التمثيل الفكري للمجتمع والذي ينطلق منه العقل الإنساني في تطوير عمله وخلق إبداعاته ، وهي كذلك مجموع الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية التي تؤثر بالفرد منذ ولادته وتصبح لا شعوريا العلاقة التي تربط سلوكه بأسلوب الحياة ، إذن فالثقافة ما يدين به مجتمع ما وما يسير وفق تراكمات تاريخية وطبائعية على كل الصعد ، وهذا يحيلنا – لتقريب الأمر – إلى نظرية الفن للفن ونظرية الفن للمجتمع ، أي أنك لا بد أن تكون ضمن الاشتراطات التي يفرضها عليك المجتمع وإلا كنت نشازاً أو نقيضاً وخارج منطقة المألوف .
    بعد هذا كله ألا تنطوي الثقافة على الجميل والقبيح ؟ بمعنى آخر ليس كل ما في الثقافة ( كباعث للوعي الجمعي ) جميلاً ، بل قد يكون قبيحاً لكنه سائد ومتعارف عليه ، خذ على سبيل التمثيل العادات القبلية وما ينضوي تحتها من قبح مستحسن بفضل الوعي الجمعي والثقافي ، يقول زهير بن أبي سلمى :
    من لا يظلم الناس يظلم ، وهذا النسق متعارف عليه خصوصاً وفق منطق ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ) ووفقاً لما تقدم أن الثقافة كوعي جمعي قائمة على الأنساق ، وهي في الظاهر جميلة إلا إن هذه الأنساق تنضوي تحتها أنساق مضمرة وهي قبيحة ( مسكوت عنه ) وهذه هي وظيفة النقد الثقافي ( البحث في جماليات القبح ) .
    وعلى هذا الأساس يمكننا أن نعرّف النسق – بمعزل عن مفهومه عند اللسانيين والشكلانيين الروس والبنييوين ؛ لأنه مفهوم لغوي محض لديهم – فالنسق لغة ( كل ما جاء على نظام واحد ) أما النسق الثقافي فلا يختلف عن هذا المفهوم على أن يكون هذا النظام جماهيريا ومتفقا عليه لارتباطه بالثقافة ، ويمكننا أن نضرب مثالاً لتقريب المفهوم ، احياء الشعائر الحسينية ( السير إلى الإمام الحسين ( ع ) ، هو نسق عقائدي وثقافي متفق عليه وهو جميل في ظاهره ، وهذا يمثل النسق ، ولكن أين يكمن النسق المضمر من ذلك ؟ النسق المضمر يكون في هل أن السائر للإمام ملتزم دينيا ؟ هل يحقق بذلك ما تريده نظرية الشعيرة الدينية ؟ فالشعيرة هنا قائمة على شقين ، أولهما ظاهر ( جميل ) والآخر مضمر ( قبيح ) – بالنسبة إلى كونها مطبّقة - ، وهذا ما سنعكسه على العملية التربوية والتعليمية في ورقتنا هذه ، وهكذا نستدل على وظيفتي الاتصال والانفصال فيها .

    أولاً – السلطة التعليمية
    إن مفردة ( سلطة ) تمثل المسكوت عنه أي لا يمكن الاعتراض على ما تقرر ، أما وظيفتها فتكمن في صوغ المفردات التعليمية الجامعية التي هي – واقعاً – مقررات أكل الدهر عليها وشرب وهي لا تنهض بالواقع المعرفي والتطوري للبلد ، إن هذا القول يمثل ( النسق المضمر ) أي القبيح الذي تراه الثقافة الجامعية جميلاً ، خذ مثلاً إن إحدى مقررات المرحلة الإعدادية في الجزائر هي : المنهج البنيوي ، والمنهج البنيوي لا يدرس في العراق بكل المراحل إلا في مرحلة الدكتوراه وهو نادر في بعض الجامعات ، والأمثلة كثيرة انطلاقا من هذا التصور ، ووفق هذا تكون الإدارة التعليمية قد حققت انفصالا لا اتصالا فيما تدعيه علما ومعرفة .


    ثانيا – الأستاذ :
    لا شك أن وظيفة الأستاذ مقتصرة على بث المعرفة مثلما تقرره المؤسسة ، ولكن من هو الأستاذ ؟ إن المؤسسة التعليمية والثقافية الجمعية نصادق على أن الأستاذ قيمة عليا بوصفه شخصية استثنائية يتمتع بخصائص معينة – ونحن هنا لا نقلل من قيمة الأستاذ أيا كان – فصفات الأستاذ تمثل نسقاً ظاهراً أما النسق المضمر للأستاذ فهو على خلاف ذلك تماماً – وهذا لا ينطبق بالضرورة على جميع الأساتذة – فأما أن تكون طريقة بث المعرفة خاطئة على خلاف ما جاء في اشتراطات المؤسسة وهو لا يقوم بالتعليم بل بالتلقين فقط ، ( مقرر – قراءة – نجاح ) وأما أن يكون تعسفياً وفارضاً لنفسه على الطلاب بدافع المركز والسلطة إن لم يكن غير مؤهل للتعليم أساساً، وبذلك يكون الأستاذ قد حقق انفصالاً هو الآخر لا اتصالاً ؟

    ثالثاً – الطلاب
    الطلاب هم الشريحة المعول عليها في بناء البنى المعرفية للمجتمع ، هذا ما تقرره الثقافة الجمعية والنسقية الظاهرة ، وهو يتمتع باحترام المجتمع لكونه طالباً جامعياً ، والنسق المضمر للطلاب – كذلك المثال لا ينجر على جميع الطلبة – إنه سائح وليس طالباً ، فأما يأتي لتقضية الوقت أو ليأتي ليلقن من أجل أن ينجح حتى يحصل على وظيفة ، وبالتالي فالمؤسسة تصدر روبوتات خالية من كل معرفة خلاقة وهذا نتلمسه واقعا ، وبذلك حقننا الانفصال لا الاتصال عكسا لمعطيات النظرية المؤسساتية .


    رابعاً – الهدف
    إن الهدف هو ايصال المعرفة تتشارك فيه كل ركائز وأركان المؤسسة ( الإدارة – الأستاذ – الطالب ) ولا شك في أنه سام ومرتفع ويحقق ما يحقق لإغناء البلد وتطويره – هذا ما تنصه عليه الثقافة الجمعية ( النسق الظاهر ) ، والحقيقة غير ذلك ، فالهدف يكاد يكون غير متحقق إلا ما ندر ، ما قولك بأستاذ في اللغة العربية يعرب كلمة ( باخرة ) الباء : حرف جر ، وآخرة اسم مجرور ، وما قولك في مشرف على طالب في الماجستير يقول لطالبه :الماجستير جمع مادة ومصادر فحسب ، وليس من حقك أن تدلي بدلوك فتبدي رأياً ؟ إن هذا الغيض يمثل النسق المضمر ، والوجه القبيح للجميل الذي تقنع الثقافة والمؤسسة نفسها به ، وهذا لا يحقق إلا انفصالا .
    نحن بذلك لا نريد اتهام احد أو الإساءة لأحد ولكن أما آن لنا أن نحاور أنفسنا وثقافتنا وننقدهما بالشكل الذي يقومهما ويجعلنا نكون بحجم وعينا وثقافتنا بالشكل الحقيقي ؟
    .....................
    سراج محمد



  2. #2
    في ذمة الله
    ابو احمد الكناني ...
    تاريخ التسجيل: October-2011
    الدولة: في مدن العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 873 المواضيع: 45
    التقييم: 534
    مزاجي: حسب الجو
    أكلتي المفضلة: اسماك شوي بالتنور
    موبايلي: سامسونج
    آخر نشاط: 11/February/2017
    الاخ العزيز فوبيا شكرا" على روعة الطرح لكن بودي الاشاره الى نقطه معينه ان الوضع المعرفي الذي رسمته باعلى كلماتك بحاجه الى ثوره معرفيه وانا اتسأل من اين يبدأ النهوض المعرفي هل من السلطه ام الاساليب ام المتلقي شكرا" لك اساتذي العزيز

  3. #3
    من اهل الدار
    فــــوبيا
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميشال فوكو مشاهدة المشاركة
    الاخ العزيز فوبيا شكرا" على روعة الطرح لكن بودي الاشاره الى نقطه معينه ان الوضع المعرفي الذي رسمته باعلى كلماتك بحاجه الى ثوره معرفيه وانا اتسأل من اين يبدأ النهوض المعرفي هل من السلطه ام الاساليب ام المتلقي شكرا" لك اساتذي العزيز

    استاذنا الفاضل أحيي مقدمك وحضورك البهي .... علينا أولاً أن نعيد التفكير في أنساقنا المضمرة ( الوعي الجمعي ) ، فهذا كفيل بإجبار السلطة ( أيا كانت معرفية أو تربوية أو دينية ) إلى تغيير مسارها في تصدير أصنامها ومظاهرها الجميلة ( القبيحة ) .... أشكر لك روعة المحاورة
    خصوصا وأن الموضوع يحتاج إلى إشباع في الطرح لتتضح الصورة .... محبة فائقة

  4. #4
    من اهل الدار
    فــــوبيا
    رحمك الله يا أبا قبس الحبيب

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال