بعد الحرب العالمية الأولى 1914- 1918 ، برز اسمـ المرأة
الكردية على ساحة الحركة التحررية كرديفة للرجل
ومساندة له - بشكل أو بآخر - في عمله النضالي ولو بشكل
محصور ومحدود وذلك عبر البطولة والمقاومة وليس هذا
فقط بل من خلال العلم والأدب أيضاً .
ياشار خانم
في ثورة أرارات 1930 برز اسم ( ياشار خانم ) عقيلة الجنرال إحسان نوري باشا قائد الثورة إلى جانب أسماء العديدات من البطلات في ثورة أرارات من عشيرة الجلالي ، وفي انتفاضة ساسون 1925-1936 ،
برز بين الشعب الكردي اسما البطلتين( زاريا خانم علي يونس ورقية خانم علي يونس ) وذلك أثناء أحداث انتفاضة ساسون ، وفي عام 1946 كان للسيدة الفاضلة ( مينا خانم ) زوجة الشهيد قاضي محمد دور لا يستهان به في ترسيخ بنيان جمهورية مهاباد الديمقراطية ، وذلك عبر تأسيسها لاتحاد النساء الديمقراطي الكردستاني في مدينة مهاباد وحثها لزميلاتها في نشر الوعي والاطلاع بين النساء الكرديات في عهد الجمهورية الفتية وما بعدها ، أماالأميرة الخالدة روشن بدرخان فكان لها الدور القوي والفعال بين الأوساط الثقافية الكردية في دمشق ويعود لها شهرة ولقب أول امرأة تقرأ وتكتب باللغة الكردية - الأبجدية اللاتينية - وذلك عبر مجلة " هاوار " ووقوفها المتواصل إلى جانب زوجها الأمير جلادت بدرخان خلال مسيرته الثقافية ،
وبعد وفاته كانت روشن بدرخان من المؤسسات لجمعية ( إحياء الثقافة الكردية في دمشق 1954-1955 ) مع الدكتور نور الدين ظاظا وعثمان صبري والدكتور نوري ديرسمي وحميد درويش وغيرهم … أما الطالبة الجامعية( ليلى قاسم ) التي نالت شرف الشهادة يوم 13-5-1974 وذلك بدفاعها المستميت عن شعبها الكردي وقضيته العادلة ، حيث أعدمت في بغداد من قبل النظام العراقي ، وبإعدامها تم تسجيل أروع الملاحم النضالية ، كونها أول امرأة شهيدة احتضنت رقبتها حبل المشنقة …
هناك العشرات من النساء الكرديات اللواتي ناضلن وعانين الويلات والمآسي دون أن تدون سيرهن الذاتية ، ولكن بالرغمـ من تراكمـ غبار النسيان على صفحات حياتهمـ ، أراهن مناضلات بطلات شهيدات مجهولات ، وما أكثرهنـــ بيننا ،
وهنا أقول :
يكفي المرأة الكردية فخراً واعتزازاً بأنها أنجبت الآلاف من الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل كردستان حرة ، ومازالت هذه المرأة صامدة كصمود جبال كردستان ، صامته كصمت كهوفها ، عذبة كعذوبة مياهـ جداولها وينابيعها ، بريئة كبراءة ثلوج آرارات وجودي …
لقد برز بين الشعب الكردي نساء شامخات ناضلن وجاهدن في سبيل ارتقاء القضية الكردية وتطورها كل واحدة حسب موقعها وعملها سواء أكان اجتماعياً أو نضالياً أو ثقافياً وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر بعض النساء البارزات اللاتي خدمن القضية الكردية وسلكن دربـــ مثيلاتها من المناضلات في المجتمعات الأخرى ، وقاومن بكل ما فيهن من قوة وإرادة أمثال :
مريم خان :
تلك المرأة البوطانية العذبة التي خيمت بصوتها الشجي على سماء كردستان في أحلك الظروف التي اجتاحت الوطن ، حيث كانت اللغة الكردية تحارب بقساوة من قبل الكماليين ، ستبقى هذه الإنسانة كوكباً مضيئاً في سماء الأغنية الكردية وعنصراً أساسياً من عناصر حماية اللغة الكردية .
عيشي شان :
الفنانة القديرة التي تمردت على تقاليد عائلتها الدينية تحررت مثل بلبلة من زنازين العادات والتقاليد ورفرفت بحرية في سماء مدائن الأغنية الكردية ، أنشدت في ديار بكر وبغداد واستانبول وأزمير وأوربا ومدن أخرى كثيرة … توفيت وحيدة في منزلها بعد مسيرة طويلة مليئة بالمعاناة والأوجاع .
ليلى بدرخان :
الأميرة البدرخانية الشامخة ، ابنة البطل الشهيد عبد الرزاق بدرخان الذي أعدم من قبل والي الموصل سليمان نظيف في عام 1918 في مدينة الموصل وتمـ دفنه في مقبرة الغرباء ، رافقت هذه الأميرة والدتها إلى فرنسا ، حيث تعلمت فن الباليه في مدارسها وكانت من الفنانات الشهيرات في ساحة هذا الفن الراقي على مستوى أوربا ، دون أن تنسى أو تتجرد من كرديتها وكانت دائماً تعتز بكونها من أحفاد الأمير بدرخان البوطاني ، توفيت عامـ 1986 في باريس بعد أن قدمت أجمل العروض الراقصة بقامتها الشامخة .
ليلى زانا :
قد لا أستطيع أن أفيها حقها نظراً لعظمة شجاعتها و صمودها ودفاعها المستميت عن قضية شعبها العادلة ، هذه المرأة التي وقفت على منبر البرلمان التركي وأدت اليمين القانونية باللغة الكردية وزينت شعرها بألوان العلم الكردي ، وهذين العملين من أخطر الممنوعات التي يمقتها الأتراك ، ومذ ذاك وهي رهينة الاعتقالات والزنازين ، وهي حتى الآن تناضل في داخل زنزانتها ، ونظراً لصمودها وموقفها الشجاع حازت على العديد من الأوسمة والجوائز العالمية الخاصة بحقوق الإنسان والديمقراطية .
زكية آلكان :
التي لفتت أنظار العالمـ إلى قضية شعبها العادلة في تركيا بعد أن أضرمت النيران في جسدها ليلة 20 آذار 1990 أمامـ باب ماردين في قلعة ديار بكر ، مستنكرة بذلك الأساليب التركية القاسية في معاملة أبناء شعبها الكردي ، ضحت هذه الإنسانة بروحها كي تصبح قرباناً للحرية التي ترمز إليها نار نوروز ، كما صرحت هي بنفسها ، وكانت في السنة الأخيرة في كلية الطب بجامعة دجلة في ديار بكر ، لكنها استنجدت العالم بعملها الفدائي كي يكونوا على اطلاع بأحوالـ الشعب الكردي .
مارغريت كوركيس :
هذه البطلة الآشورية التي رافقت ثورة أيلول عامـ 1961 بقيادة البارزاني الخالد ، وكان لصدى اسمها شهرة واسعة بين قوات البيشمركة الأبطال ، وبانضمامها للثورة الكردية مع الكثيرين من الطائفة الآشورية ، شكلت وحدة وطنية للأخوة الكردية الآشورية ضد الطغاة
ولو أن هذا الاستعراض البانورامي بحاجة إلى توسيع حيث هناك العديدات من اللواتي تبوأن مراكز الصدارة في عائلتها وعشيرتها ومنطقتها لم نذكرهن ، فقد جاء سردنا هذا حول المرأة الكردية من باب استعراض سريع وليس من باب البحث والتحقيق .......وهكذا نرى في هذا المرور البانورامي السريع الدور الذي لعبته المرأة الكردية في الحياة الاجتماعية والنضالية والثقافية ، واليوم إذا ما تمعنا النظر إلى وضع المرأة الكردية سنرى فيها مثالاً حياً يقتدى بها بين مثيلاتها في المجتمعات الأخرى .
تم تجميع المعلومات من مواقع مختلفة