ذكرت المصادر التاريخية أن موقع مدينة نمرود عند إلتقاء نهر الزاب الأعلى بنهر دجلة على بعد خمسة وثلاثين كيلومتراً جنوب مدينة الموصل ومن المعلوم أن شكل المدينة مربع محاط بسور طوله ثمانية كيلومترات، ومدعم بأبراج دفاعية. وفي زاوية السور الجنوبية (تل نمرود) وفيه عدد من القصور والمعابد الأشورية، وفي زاويته الشرقية (تل أور) وفيه قصر وحصن يعودان إلى الملك الآشوري شلمنصر الثالث (859 ـ 824ق.م) لذلك اطلق عليه الآثاريون قصر شلمنصر. وكانت مدينة نمرود مركزاً مهماً للدولة الآشورية منذ حكم الملك الأشوري شلمنصر الأول (1373 ـ 1244ق.م) ثم أهملت لحين تولي عرش الأمبراطورية الأشورية من قبل آشور ناصر بال الثاني (883 ـ 859ق.م) وقد عمد هذا الملك إلى جعل مدينة نمرود عاصمة عسكرية للدولة الآشورية فشيد فيها المباني والقصور منها القصر المعروف باسم (القصر الجنوبي الغربي)،فضلاً عن معبد (نابو) وبنى له قصراً جديداً بالقرب منه، كما عمل على تجديد هذه المدينة وأعتنى بزقورتها التي تُعدّ من أهم زقورات العصر الآشوري.
وحري بنا أن نعرف أن عدداً هائلاً من الأثار النفيسة يوجد داخل حصون هذه المدينة التاريخية الخالدة ومعابدها وقصورها منها: الثيران المجنحة التي كانت تزين البوابات والقصور الآشورية، والألواح الجدارية التي كانت تزين قاعات الملوك، فضلاً عن العديد من التماثيل والقطع الفنية النادرة، وذكرت المصادر التاريخية والآثارية أن المتحف العراقي حظي بالكثير من آثار نمرود، كما تمت إعادة تشييد عدد من مرافقها البنائية وصيانتها، وترميم عدد من الثيران والمنحوتات الحجرية التي كانت تزين قاعات قصور الملوك الآشوريين.
لقد أشتهرت مدينة نمرود بالعاجيات التي كانت جزءاً من الأثاث الملكي الذي تزدان به القصور والمعابد الآشورية. ومن بين تلك القطع العاجية المميزة قطعة لوحة فتاة مبتسمة تشبه وجه (الموناليزا) وهناك ثلاثة مدافن عثر عليها خلال سنتي 1988 و 1989م وفيها ثلاثة كنوز تحتوي على نوادر الفنون القديمة التي هي من مآثر الأمبراطورية الآشورية. وعظمة مدينة نمرود الخالدة.
فؤاد عبد الرزاق الدجيلي
منقول