أراد هذا الفنان أن ينقل وجهه نظر والدته الى العالم كنوع من انواع التكريم لروحها وذكراها وأيضاً ليثبت ان اشياءنا المهملة والملقاة ما هى الا جزء لا يتجزأ عن حياتنا الماضية وعمرنا .
على مدار 5 عقود قام الفنان اليابانى ” Song Dong ” بجمع كل الاشياء والمتعلقات التى أستغنت عنها والدته ولكن لم تلقاها بل احتفظت بها كلها حتى وصل عددها الى 10000 قطعة ومن ضمن هذه الأشياء الاحذية البالية و الغسلات القديمة وادوات المطبخ والطهى .
ومن هنا قرر الفنان ان يقيم معرضاً يعرض فيها كل الاشياء التى جمعها وأراد بهذا أن يقول ان الأشياء المستخدمة و الملقاة لقادرة على ان تسرد قصة الحياة و تعطى لمحة كافية عن طريقة الحياة المتبعة وعن الاحداث التى مرت بها ، كما ان أفراد الأسرة يرتبطون أرتباطاً وثيقاً بأشيائهم حتى أنهم بعد فترة يعتبروها جزء من الطبيعة اليومية والعائلة.
وأطلق الفنان على المعرض أسم ” curve ” أو ” منحنى ” واقامه فى قاعة باربيكان بلندن العاصمة الأنجليزية ، وامضى أكثر من عامان فى تنظيم الاشياء التى شٌحنت له من الصين وترتيبها فى المعرض كما تظهر فى الصور .
ويرجع احتفاظ امه بهذه الاشياء لانه فى الفترة التى تلت الحرب العالمية أختفت السلع وعاش الناس فى ظروف اقتصادية شديدة الصعوبة فكانوا يحتفظون بكل الاشياء حتى الفارغة منها مثل أنانيب معجون الأسنان ، لعل وعسى يحتاجونها فيما بعد .
وعندما توفى والد الفنان عام 2002 أصيبت والدته بالاكتئاب الشديد فلذلك طلب منها الفنان ان تساعده فى جمع وتنظيم هذه الاشياء لما راه من تعلقها الشديد بها وقدرة هذا الامر على التخفيف عنها فلقد اعتادت امه الاحتفاظ بهذه الاشياء التى تراها تحمل عمرها وتاريخها .
ويقول ” سونج دونج ” أن أكثر ما المه انه عندما تزوج اعطته امه بعض قطع الصابون ولكنه قال لها انه لا يستخدمها و وندم فيما بعد اشد الندم على هذا الرفض فما كان هذا الامر يمثل له الا حب امه له واهتمامها الشديد به .
ولذلك قرر فى عام 2009 بعد وفاة والدته مباشرة ان يقيم هذا المعرض وان يعرض قطع الصابون المستعملة فى مكان هام وظاهر اكراماً لروح والدته الراحلة .
وكما أعتدنا فأن الفنانين هم من يحملون رايات التجديد والابتكار فى العالم وعند عرضنا لقصصهم وموهبتهم النادرة تكريماً لهم واعترافاً بتأثيرهم المحمود فى حياتنا