دَقَائِقِي لَهُ يَا صَوت .. دَائِماً تُبَكِّر
يُطِيلُ في سُكُونِهِ
وفي الهُدوءِ .. يُبحِر
يَغيبُ في دُهورِه
كَأنَّه يُذكِّرْ ..
بَأَنَّهُ صَفِيُّ أوْقَاتِيَ
والمُعَكِّرْ !
****
ثُمَّ يَعُودُ لِي أَنَا
ولِي أَنَا .. يُؤَشِّرْ
أَو هَكَذا أَظنُّه !
أو هَكَذا يُدبِّرْ !
أو ذَاكَ مَا يَطِيبُ لِي
مِنْ شَوقِيَ المُدَمِّرْ
****
وبَعدَ أَنْ يُغرِقَنِي
مِنَ الحُبُورِ مُسْكِرْ
يُوقِظني صَوتٌ قَويٌ
ثَائِرٌ يُحذِّرْ
يَقوُلُ لِي : لَسْتِ سِوى
خَيَالِهُ المُؤَثِّرْ
لَسْتِ حَقِيقَةً وَلا
لأِجْلِكِ يُعَبِّرْ
وذَاكَ ما يَقُولُه
ودَائِماً يُكَرِّرْ
فَلا تَعِيشِي فَرحةً
لَيسَ لَهَا مُبرِّرْ
غداً يَعودُ مُطبِقاً
في صَمتِهِ المُحيِّرْ
****
يَا صَوتْ .. يَا مَنْ هَدَّنِي
بِواقعٍ مُكدِّرْ
يَا صَوتُ قُلْ لِي
مَا الهَوى ؟
بَيِّنهُ لِي وفَسِّرْ
إِنْ لَمْ يَكُنْ مَا نَشْتَكِي
ولَمْ يَكُنْ مَا نَشْعُرْ
فَمَا الذِي يُنْطِقُنَا
بِدُونِ أَنْ نُفَكِّرْ ؟
ومَا الذِي يُنشِدُنَا
ومَنْ لَهُ نُزَمِّرْ ؟
*****
يَا صَوْت .. إِنْ يَخُصَّنِي
بِبَعضِ مَا يُحَرِّرْ
فَكُلُّ أَشْعَارِي لَهُ
كُلِّي .. لَهُ أُسَطِّرْ
وإِنْ يكن لِذَاتِهَا
يَنظِمُ أو يُبَعثِرْ
أو أَنَّهُ يَهذِي .. ومَعْ
خَيَالِهِ يُثَرثِرْ
فَاللهُ خير رَاحِمٍ
وخَيرُ مَنْ يُصَبِّرْ
*****
يَا صَوت إِنِّي في الهَوَى
أَمنَعُهُ فَيُدبِرْ
يَسمَعُنٍي و يَمْتَثِلْ
لِكُلِّ مَا أُقَرِّرْْ
وذَاكَ ما يُعْجِبُنِي فِيهِ
ومَا يُخَدِّرْ
دَقَائِقِي لَهُ يَا صَوت
دَائِماً تُبَكِّر
أَزْرَعُهُ اليَومَ
وَقَبلَ أَنْ أَسقِيهِ يُزْهِرْ !
يُزْهِرُ فِي قَلبٍ
نَقيٍ طَاهرٍ ويُثمِرْ
فَليْتَهُ مِن قَبلِ أَنْ
يَحرثنِي ويَبذِرْ
وليَتهُ حِينَ يَعُودُ
مِنْ أَمَامِي يَعبُرْ
يَلمِسُ مَا بِدَاخٍلٍي
ولَيتهُ يُقدِّرْ ..!