بغداد يومـك لا يزال كأمسه صورٌ علـى طرفي نقيض تجمع
يطغى النعيـم بجانب وبجانب يطغـى الشقا فمرفّه ومضيع
في القصراغنية على شفةِ الهوى والكوخ دمعٌ في المحاجر يلذع
ومن الطوى جنب البيادر صرّع وبجنب زق ابـي نؤاس صرّع
ويد تكبّل وهـي مما يُفتدى ويدٌ تقبّل وهي مما يُقطـع
وبراءة بيـد الطغاة مهانة ودناءة بيـد المبرِّر تصنـع
ويصان ذاك لأنـه من معشر ويضام ذاك لأنّه لا يركـع
كبرت مفارقـة يمثّل دورُها باسم العروبة والعروبةُ ارفع
فتبيّني هذي المهازل واحذرى من مثلهـا فوراء ذلك إصبع
شُدّي وهزي الليل في جبروته وبعهدتي انَّ الكواكب تطلع
قدنا الفتوح فما تشكى وطأنا فكر ولا دين ولا من يتبع
حتى الرقيق تواضعت احسابنا كرما فأوليناه ما لا يطمع
عفوا إذا جمح الخيال فلم أجيء للأمس أمري الضرع او استرضع
لكنها صور جلوت ليرسم ال فجر المشرف والأصيل المفجع
عدنا وبعض للسفين حباله والبعض حصته السفينة اجمع
ومشت تصنفنا يد مسمومة متسنن هذا وذا متشيع
ياقاصدي قتل الأخوة بيننا لموا الشباك فطيرنا لا يخدع
فتبيني هذي المهازل واحذري من مثلها فوراء ذلك اصبع
وإذا لمحت على طريقك عتمة وستلمحين لأن دربك أسفع
شدّي وهزّي الليل في جبروته وبعهدتي ان الكواكب تطلع
لا تشتمن الخطب او تبكي له فالخطب ليس بمثل ذلك يدفع
فالمجد يحتقر الجبان لأنه شرب الصدا وعلى يديه المنبع
وتوق ارقمها فلست بواجد صلا على طول المدى لا يلسع