ما يقولهُ علماء الأخلاق من أن الفضيلة وسط بين رذيلتين يحتاج الى نقاش من عدة وجوه ؛
الوجه الأول : أن هذا التقسيم مبني على أن الفضيلة إن قلت أصبحت رذيلة وإن زادت كذلك كالكرم مثلاً قليلة بخل وزيادتهُ تبذير وكلاهما غير محمود إنما المحمود هو وسطهما وهو الكرم .
إلا أننا لو أستقرئنا الصفات الحسنة لم وجدها كلها كذلك ، بل بعضها لا تخل به الزيادة كالأيمان واليقين والشكر والعافية وكثير غيرها ، كما أن بعض الصفات لا يضرها النقص كالصدقة فأن قليلها وكثيرها محمود ، وكذلك الرحمة والموعظة والاتقان وغير ذلك كثير .
الوجه الثاني :النظرة الثلاثية للصفات قد لا تكون منظورة من زاوية واحدة ، كيف ؟ فالجبن وأن كان عدم الشجاعة إلا أن التهور ليس هو الزيادة فيها ، كما إن البخل وأن كان هو عدم الكرم ، إلا إن التبذير ليس هو الزيادة فيه .
الوجه الثالث : أن قلة الجبن ليس شجاعة كما أن قلة التهور ليس شجاعة كما أن زيادة الشجاعة ليست تهورا كذلك .
الوجه الرابع : أن العقل يقيس التصرف الأنساني إلى أهدافه من حيث كونهما حقاً أو باطلاً ، فأن كانت حقاً ، اعطاها صفة حسنة وأن كانت باطلاً أعطاها صفة سيئة .
المصدر- فقه الأخلاق - ج١/ للسيد الشهيد محمد الصدر - رحمهُ الله .
نقلهُ لكم - جواد الزهيراوي - طمعاً بأجر الله ورضـــــاه .