بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى .(طَهَ:8). وقال: وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.(الأعراف:180). وقال: قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى . (الإسراء:110) والأسماء الحسنى في الآيات تشمل كل صفة حسنة فيصح أن يوصف بها الله تعالى، بشرط أن لايكون فيها تجسيمٌ أو تشبيه .
والمشهور من أسمائه الحسنى سبحانه تسع وتسعون ، رواها الصدوق في التوحيد/219،عن النبي صلى الله عليه وآله قال: (إن لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً ، إنه وتر يحب الوتر ، من أحصاها دخل الجنة فبلغنا أن غير واحد من أهل العلم قال: إن أولها يفتتح بلا إله إلا الله الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شي قدير، لا إله إلا الله له الأسماء الحسنى، الله ، الواحد ، الصمد ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، الخالق ، البارئ ، المصور ، الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، الرحمن ، الرحيم ، اللطيف ، الخبير ، السميع ، البصير ، العلي ، العظيم ، البارئ ، المتعالي ، الجليل ، الجميل ، الحي ، القيوم ، القادر ، القاهر ، الحكيم ، القريب ، المجيب ، الغني ، الوهاب ، الودود ، الشكور ، الماجد ، الأحد ، الولي ، الرشيد ، الغفور ، الكريم ، الحليم ، التواب ، الرب المجيد ، الحميد ، الوفي ، الشهيد ، المبين ، البرهان ، الرؤوف ، المبدئ ، المعيد ، الباعث ، الوارث ، القوي، الشديد ، الضار ، النافع ، الوافي ، الحافظ ، الرافع ، القابض ، الباسط ، المعز ، المذل الرازق ، ذو القوة ، المتين ، القائم، الوكيل، العادل ، الجامع ، المعطي ، المجتبي ، المحيي ، المميت ، الكافي ، الهادي ، الأبد ، الصادق ، النور ، القديم ، الحق ، الفرد ، الوتر ، الواسع، المحصي، المقتدر، المقدم، المؤخر، المنتقم ، البديع).انتهى.
أقول: يبدو أن هذه الأسماء المقدسة تعبير عن أنواع فاعليات الله تعالى في الوجود ، وأن نظام الأسماء الحسنى عميق في وجود الكون وحياته ، وأن آيات القرآن المرصعة التي تُختم بالأسماء الحسنى تدل على أوجه من هذا الإرتباط، فعندما يقول مثلاً: تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ .(الجاثية:2).
ومن هذا الأفق يمكن أن تفهم معنى أن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام هم الأسماء الحسنى أو مظاهرها ، ففي الكافي:1/143،عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى: وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا، قال: نحن والله الأسماء الحسنى التي لايقبل الله من العباد عملاً إلا بمعرفتنا).