لا شك أن الطلاق ظاهرة سلبية تترك آثاراً ضارة على كل أفراد المجتمع، خاصة الأطفال والنساء، وتؤثر في سلامة المجتمع وأمنه.
وتشير الإحصاءات إلى أن هناك أكثر من 30 ألف حالة طلاق خلال العام الواحد، أي بمعدل 80 حالة في اليوم، وبمقدار 3 حالات في الساعة الواحدة، وقد احتلت "فئة السعودي المتزوج من سعودية" النصيب الأكبر من حالات الطلاق بين الفئات الأخرى بنسبة 90 في المئة،
بينما "فئة غير السعودي المتزوج من غير السعودية" جاءت في المرتية الثانية بنسبة 7 في المئة، تلتها "فئة السعودي المتزوج من غير سعودية" بنسبة 2 في المئة وأخيراً "فئة غير السعودي المتزوج من سعودية" بنسبة 1 في المئة.
ومن أهم أسباب الطلاق في مجتمعنا غياب الثقافة الزوجية بمختلف مستوياتها الاجتماعية والحقوقية والاقتصادية بين الزوجين الحديثين.
كما أن اختلاف المستوى الثقافي والفكري والتعليمي سبب رئيسي للطلاق، إذ يُشكل هذا التباين هوة واسعة، قد لا تستطيع العلاقة الزوجية تجسيرها بسهولة، فيكون الطلاق هو الحل،
ومن ثم تأتي الخيانة الزوجية سبباً رئيسياً لزيادة منسوب الطلاق في المجتمع، ولم لا وهي تُمثل شرخاً غائراً في هذه الشراكة التي تُبنى على الأمانة والإخلاص والثقة،
يتبع ذلك عدم التواصل والتحاور والتفاهم بين الطرفين، ما يجعل حياتهما أشبه بعالم من العزلة، فتبعد المسافات وتبدأ المشكلات وتتعقد الخلافات، كما أن من أسباب الطلاق ما يخص المرأة،
وهنا يبرز تقصير الزوجة في الواجبات المنزلية والاهتمام بالزوج، أو تقصير الزوج في تحمل المسؤولية والالتزام بالأعباء المالية، وتحت إصرار كل طرف بتوجيه الاتهام للآخر، دون مراعاة للظروف والامكانيات، يتسلل الطلاق بوجهه الخبيث للقضاء على هذه المؤسسة الإنسانية الرائعة،
وقد يكون سيطرة الأهل، والأم تحديداً، وتدخل الأقارب في التفاصيل الصغيرة والكبيرة بين الزوجين سبباً في الطلاق، فالتدخلات الكثيرة التي تخترق هذه العلاقة الخاصة بين الزوج وزوجته، هي أحد أهم أسباب الطلاق في مجتمعنا، بل وكل المجتمعات العربية والإسلامية.
ولا يفوتنا أن نذكر أن ذكورية المجتمع من أهم أسباب انتشار الطلاق وزيادة معدلاته، إذ إن المجتمع قد يُشجع الرجل على التساهل باستخدام الطلاق كورقة ضغط لأنه يستطيع أن يبدأ حياة أخرى بكل يسر وبساطة، بينما المرأة المطلقة تعيش المعاناة بكل آلامها وقسوتها، إضافة إلى أن هذا المجتمع الذكوري، يُحمّل المرأة دائماً السبب في حدوث الطلاق.
ولا يفوتنا قبل أن نختم أن التقنية الحديثة، من أهم أسباب الطلاق، إذ إنها تسببت وبشكل كبير جداً في تنامي حالة الشك والاتهام والريبة بين الزوجين، ما جعل الطلاق في كثير من الأحيان، أحد الحلول التي يُقدم عليها أحد الطرفين.
يذكر أن آخر إحصائية أصدرتها وزارة العدل على موقعها الإلكتروني أظهرت أن هناك 33954 حالة طلاق خلال العام 2014، فيما بلغت حالات الخلع على مستوى جميع المناطق 434 إثبات خلع، بينما دخل القفص الذهبي 11817 عن الفترة الزمنية نفسها، كما أن أعداد حالات الطلاق خلال العام الحالي زادت بأكثر من 8371 حالة طلاق عن العام الماضي.
وتصدرت منطقة مكة المكرمة قائمة المناطق السعودية الأكثر إصداراً لصكوك الطلاق بإجمالي بلغ 9954 إثبات طلاق، بينما جاءت مدينة جدة على رأس قائمة أكثر المدن السعودية كافة إصداراً لإثباتات الطلاق بواقع 5306 إثباتات، تلتها العاصمة المقدسة بواقع 2326 إثبات طلاق، و1459 إثبات طلاق في الطائف، بينما توزعت بقية حالات الطلاق البالغة 863 حالة على بقية مدن ومحافظات منطقة مكة المكرمة.
روتانا