هذا عمّار
ابن حسّان بن شُرَيح بن سعد بن حارثة... بن سعد بن طَيّ الطائيّ. كان أبوه « حسّان » ممّن صَحِب أميرَ المؤمنين عليّاً عليه السّلام، وقاتَلَ بين يديهِ في حرب الجمل، ثمّ في حرب صِفّين فقُتِل فيها. وأمّا « عمّار » فكان من الشيعة المخلصين في الولاء، ومن الشجعان المعروفين
ومِن أحفاد عمّار بن حسّان الطائيّ: عبدُالله بن أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح بن وهب بن عمّار هذا، وكان أحد العلماء الرواة، وهو صاحب كتاب « قضايا أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام »، يرويها عن أبيه أحمد بن عامر، عن الإمام عليّ بن موسى الرضا صلوات الله عليه .
المُلازمة للإمام
كان من الأحاديث النبويّة الشريفة الحسّاسة، قولُ رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن ماتَ ولم يَعرِفْ إمامَ زمانه، ماتَ مِيتةً جاهليّة . وكان عمّار بن حسّان ممّن وُفَّق إلى أن يَعرِف إمامَ زمانه « الحسينَ بن عليّ » عليهما السّلام، فوالاه ولازَمَه، وصَحِبَه من مكّة إلى كربلاء في ذلك الركب الشريف.
وكان عاشر المحرّم
ولم يبدأ الإمام أبو عبدالله الحسين سلام الله عليه قتالاً؛ إذ كَرِه ذلك، بل بدأ بالنصائح وتبيين الحقائق، فأبى قومُ السوء إلاّ قتالاً، فرمى عمرَ بن سعد سهمَ شرارة الحرب، ثمّ رمى أصحابه، فأصابت السهامُ ـ وقد أقبَلَتْ كالمطر ـ أصحابَ سيّد شباب أهل الجنّة جميعَهم تقريباً، فاستنهضهم إمامُهم صلوات الله عليه: قُوموا ـ رحمكم الله ـ إلى الموت الذي لابدّ منه؛ فإنّ هذه السهامَ رسُلُ القوم إليكم.
حينها كانت الحملةُ الأولى، حملَ فيها أصحابُ الإمام الحسين عليه السّلام حملةَ رجلٍ واحد، وحمل الشمر بن ذي الجوشن نحو عسكر سيّد الشهداء عليه السّلام بأصحابه يميناً وشمالاً يَرشُقون بالنبل، فصار أصحاب الإمام الحسين عليه السّلام بين طريح وجريح
قَطَعَتْ بهم عُرضَ الفَلاةِ نَجائبٌ تُطوى بهنّ فَدافِدٌ وسُهُوبُ
صَحِبَتْهُ مِن خيرِ الرجالِ عصابةٌ غُرٌّ، فطابَ الصَّحْبُ والمصحوبُ
آسادُ مَلحَمةٍ، ضَراغمُ غابةٍ لَهُمُ بنازلةِ الوغى ترحيبُ
أبطالُ حربٍ كم بهم قامَتْ على أهلِ النفاقِ وقائعٌ وحُروبُ
يأبَونَ أن يَبقَوا وآلُ نبيِّهم كلٌّ على وجهِ الصعيدِ تَريبُ
فاستَقبَلوا ضَربَ السيوف بأوجهٍ غَرّاءَ عَن زُهرِ النجومِ تَنوبُ
حتّى هَوَوا فوق الصعيدِ كأنّهُم أقمارُ تَمٍّ في الدماءِ رُسُوبُ
وكان من بين شهداء هذه الحملة الأُولى ـ كما يرى ابن شهرآشوب السَّرَويّ في ( مناقب آل أبي طالب ـ الجزء الرابع ـ ): عمّار بن حسّان الطائيّ رضوان الله عليه .. فحاز ذلك الفوزَ الأعظم، بنصرته إمامَ زمانه أبا عبدالله الحسين سلام الله عليه بعد معرفته، ثمّ بالقتال بين يديه حتّى استُشهِد، ثمّ بالسلام عليه مِن قِبَل صاحب الأمر، وإمام العصر، المهديِّ المنتظر، صلوات الله عليه وعلى آبائه الطيّبين، حيث زاره مع شهداء الطفّ بزيارة عاشوراء، فقال عليه السّلام في ضمن زيارته:
السلامُ على عمّار بنِ حسّانِ بنِ شُرَيحٍ الطائيّ