ﺗﻌﻮﺩﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺃﺩﺏ
ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻭﺍﻓﻼﻣﻪ ﺣﺼﻮﻝ ﺃﻣﻮﺭ ﻣﺮﻳﺒﺔ
ﺗﺒﻌﺚ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﺰﺍﻣﻦ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ ﻣﻊ
ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻟﻴﺼﺒﺢ
ﺑﺪﺭﺍً ﻛﺄﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﻣﻦ ﺟﺤﻮﺭﻫﺎ
ﻭﺍﻷﺷﺒﺎﺡ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﺭﻫﺎ ﻭﻳﺘﺤﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺪﺩ
ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺇﻟﻰ ﺫﺋﺎﺏ ، ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﺸﺄ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎً ﻭﻫﻞ ﻟﻠﻘﻤﺮ ﻓﻌﻼً
ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﺒﺸﺮ ؟ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ
ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻄﺮ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
ﻣﻨﺸﺄ ﺍﻹﻋﺘﻘﺎﺩ
ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ
ﻣﺒﻬﻤﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻄﻊ
ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺃﻱ ﻗﺒﻞ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ
ﻳﻤﻜﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﺘﻘﺎﺩ ﺩﺍﻡ ﻟﻘﺮﻭﻥ
ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻮﻧﺎﺳﻲ Lunacy
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﺳﻢ
ﻟﻮﻧﺎ Luna ﻭﻫﻮ ﺍﺳﻢ ﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﻘﻤﺮ
ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ، ﻭﻧﺠﺪ ﺃﻳﻀﺎً ﺻﻠﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ
) ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ( ﻓﻲ ﻟﻐﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ
ﻣﺜﻞ ﻟﻐﺔ ﻭﻳﻠﺶ ﻭﻟﻌﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ
ﺷﻬﺮﺓ ﻭﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻫﻲ
ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺬﺋﺐ.
ﺃﺳﺎﻃﻴﺮ ﻭﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺕ
ﻧﺠﺪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻓﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ. ﻭﺗﺪﻋﻲ ﺇﺣﺪﻯ
ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺃﻥ ﻟﻠﻘﻤﺮ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺨﺼﻮﺑﺔ
ﻭﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﻄﻤﺚ ﻟﺪﻯ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠﻎ ﻣﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ
28 ﻳﻮﻣﺎً. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺩﻭﺭﺓ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﻘﻤﺮ
29،53 ﻳﻮﻣﺎً ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺣﻮﺍﻟﻲ 30
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﺪﻳﻬﻦ ﻃﻮﻝ
ﺩﻭﺭﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ (28) ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ
ﻳﻮﻣﻴﻦ.
ﻭﻭﻓﻘﺎً ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻭﺫﻟﻚ ﻗﺒﻞ
ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻮﻥ
ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺇﻛﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻧﻈﺮﺍً
ﻹﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺧﻄﺮ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺪﻡ.
ﺑﺤﻮﺙ ﻭﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻘﻤﺮﻱ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﻨﺪﺭﺝ
ﺿﻤﻦ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ "ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ"
Pseudoscience ﻓﻬﻲ ﺗﺘﺪﺍﺧﻞ ﻣﻊ
ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﻭﻇﺎﺋﻒ
ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭ ﺗﻮﺣﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺑﺄﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﺻﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ
ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ
ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻑ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺒﺸﺮ. ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺰﺍﻋﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻟﻢ ﺗﺼﻤﺪ ﺃﻣﺎﻡ
ﺍﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ
ﺍﻟـ 30 ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ "ﻋﻠﻢ ﺯﺍﺋﻒ."
ﻭﻳﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﺳﻢ ﺁﺧﺮ ﻫﻮ " ﻓﺮﺿﻴﺔ
ﺗﺮﺍﻧﺴﻠﻔﺎﻧﻴﺎ " ﺃﻭ " ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺗﺮﺍﻧﺴﻠﻔﺎﻧﻴﺎ "
ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ