لأنها مختلفة ....لم تحمل همّ النسيان حين افترقا ...لم تخشَ من ساعات ِ الوحشة بلا أملٍ في عودته ...لم تقلق من وجعٍ سينخر عظام لياليها و هي تدرك انها مريضة به دون أملٍ في علاج...
حملت ْ صوته على اكتاف ايامها الصامتة دون أن تفكر في انها لابد ان تخوض رحلة الشفاء منه ...كانت توقن انها لا تشبه الاخريات ...من اللواتي يتناولن كلمات مستغانمي في (نسيان.com) قبل الوجبات و بعدها ربما ...علّ سبيلاً الى الخلاص من الماضي يستنير في عتمة التباكي ...
هي اعلنتها امام الروح منذ اليوم الاول للفراق : (أنا لن انسى ...انا لن اتعذب في سبيل الحصول على النسيان ...انا لن اتنكر لما كان اختياري ...و لن امزق صفحات ٍ من كتابي لمجرد أنها فقدتْ الوانها ....سأبقى اعايش خيبتي لكي لا اقع فيما هو اسوأ منها في يوم ما ...)
رسائله النصية ما زالت على هاتفها ......
و هداياه تتمطى كل صباح ٍ في ادراجها ...تزاحم دبابيس شَعرها ....
و فساتينها التي كانت تعجبه بالذات تتصدر خزانتها ...
كلما مدّت اليها يداً احست بوخزة الم ٍ في اعماق القلب ...و حرارة دمعة ٍ تنعى حلماً كان اجمل من ان يضيع ...أو هكذا كانت تحسَب ْ...حتى تبين لها انها لا تجيد (الحساب ).
الشيء الوحيد الذي ازاحته عن ناظريها ...كان صورته ....صارت ابتسامته فيها ...شامتة ً اكثر من اي دلالة ٍ حملتها يوماً ما ...
لم تكن ْ تدري إن صارت تكرهه ام لا ...
بدا سؤالاً سيحملُ جواباً ظرفيا ٌ اكثر من كونه حقيقيا ً...لذا تركت امر التساؤل اللامُجدي ذاك .
كانت فخورة بتمردها على طقوس بنات جنسها الهروبية ....لذا كثيراً ما رددت اسمه في احاديثها مع صاحباتها كأن شيئاً في الامر لا يؤلم ....
حتى صباح يوم ٍ مدت لها فيه اقرب الصديقات يدها بمغلّف اطرته بنظرة انكسار ...حين فتحته ، وجدت فيه نسخة من كتاب (نسيان .com )...فتحت فمها لتقول انها لا تحتاجه ، لكن صاحبتها رفعت كفها الى شفتيها برقة ...و
و اسكتتها ....: سيتزوج ( ... ) اليوم .
فتحت عينيها ....رأت في الصورة امرأة اخرى ...ضمت الكتاب الى العين ،الى القلب ،الى النوايا ...............و انكسرت ْ.