تُعد الهواتف المحمولة والحواسب اللوحية أكثر الأجهزة انتشاراً في وقتنا الحالي، بل حتى مبيعاتها تفوق مبيعات الحواسب المحمولة أو الحواسب المكتبية، والسبب الرئيسي في ذلك هو التطور الكبير الذي وصلت إليه أنظمة تشغيلها والتطبيقات المخصصة لها.
ولكن على الرغم من هذا التطور الكبير وكثرة التطبيقات المتوفّرة، إلا أن هذه الأجهزة مُعرضة مثلها مثل الحواسب المكتبية إلى هجمات مستمرة من البرمجيات الخبيثة التي تقوم بالعديد من الأعمال مثل العبث بإعدادات النظام، استهلاك موارد الجهاز واستخدامه في ارسال رسائل قصيرة أو رسائل إلكترونية إلى جهات مختلفة.
ولكن وجود اختراق أو برمجيات خبيثة على الجهاز ليس بالأمر المستحيل اكتشافه، حيث يمكن مراقبة بعض العوامل التي تساعد المستخدم على التأكد من وجود برمجيات خبيثة من عدمه.
مُراقبة الفواتير الشهرية
ولأن البرمجيات الخبيثة قد تستخدم الهواتف الذكية كوسيلة لأغراض دعائية عن طريق الرسائل قصيرة أو عن طريق إجراء اتصالات مُسجّلة، يمكن للمستخدمين مُراقبة فواتيرهم الشهرية أو رصيدهم باستمرار والتأكد من عدم وجود مصاريف فائضة أو غير اعتيادية على هذه الفواتير، وفي حال وجودها فإن هذا يعني وجود برمجيات خبيثة بنسبة 75 بالمئة تعبث بالهاتف.
بطء في استخدام الهاتف ونشاط غير طبيعي
البرمجيات الخبيثة دائماً ما تعمل في الخفاء دون أن يشعر المستخدم بوجودها أو حتى ملاحظتها في قائمة التطبيقات التي تعمل، لذا في حال شعر المستخدم أن الهاتف أصبح بطيئاً في الاستجابة فجأة أو أن التطبيقات تنفتح وتنغلق بشكل آلي، فإن احتمال وجود برمجية خبيثة وارد بشكل كبير خصوصاً في حال وجود تطبيقات تعمل بشكل آلي وتنغلق بشكل آلي.
استهلاك شحن الجهاز بسرعة كبيرة
دائماً ما يعاني مستخدمو الهواتف الذكية من استهلاك شحن الجهاز بشكل سريع، إلا أنه وفي بعض الحالات قد يلاحظ المستخدم وجود استهلاك غير طبيعي لبطارية الجهاز مقارنة ببطارية الأجهزة الثانية من نفس النوع، وكما ذُكر سابقاً أن البرمجيات الخبيثة تعمل في الخفاء، فإنها تستهلك أيضاً جزءا كبيرا من شحن الجهاز من أجل اتمام مهامها.
كيف وصلت البرمجيات الخبيثة إلى الهاتف؟
بعد التعرف على أعراض إصابة الأجهزة الذكية بالبرمجيات الخبيثة، يبقى الأهم هو معرفة كيفية وصولها إلى هذه الأجهزة.
وتختلف مصادر وصول هذا النوع من البرمجيات إلى هذه الأجهزة، ففي نظام آندرويد تتوفر الكثير من التطبيقات الخبيثة على متجر التطبيقات “غوغل بلاي”، وقد يقوم المستخدم بتثبيت أحدها وهو ما يؤدي إلى إصابة الجهاز مباشرةً، وحتى مع تثبيت تطبيقات مُزيّفة من متجر التطبيقات فإن نسبة الإصابة لا تكون كبيرة بفضل نظام الحماية الموجود داخل آندرويد، إلا أن وجود صلاحيات الجذر أو ما يعرف بالـ “روتس” في هذه الأجهزة قد يُسهّل عملية الإصابة بنسبة كبيرة.
وبعيداً عن متجر التطبيقات فإن المواقع على الإنترنت مليئة بالروابط التي قد يقوم المستخدم بالضغط عليها لتقوم مباشرةً بتنزيل ملفات قد يظن المستخدم أنها لازمة لتقوم بإصابة الجهاز مباشرةً.
كيفية حماية الأجهزة من هذا النوع من البرمجيات؟
لا تستهدف البرمجيات الخبيثة منصّة محددة مثل “آندرويد” فقط، إنما من الممكن استهداف جميع المنصّات أياً كانت درجة حمايتها، وهنا يحتاج المستخدم إلى التأني قبل القيام بعملية “روت” في أجهزة “آندرويد” أو “جيلبريك” في أجهزة “آي أو إس” مثل “آي فون” أو “آي باد”، لأن مثل هذه العمليات تقوم بكسر حماية الجهاز وبالتالي أي تطبيق من خارج متجر التطبيقات يمكن تثبيته وبدوره يقوم بإلحاق الأضرار بجهاز المستخدم.
وبعيداً عن كسر الحماية فإن المستخدم مُطالب دائماً بالتحديث إلى آخر نسخة من نظام تشغيل الهاتف فور توفّرها، لأن النسخ الجديدة دائماً ما تقوم بحل مشاكل أمنية وثغرات كانت موجودة في السابق وبالتالي يتم إبطال مفعول أي برمجية خبيثة موجودة مُسبقاً، بالإضافة إلى ضرورة تحديث التطبيقات أيضاً إلى آخر نسخة متوفرة ويُفضّل أن تكون عملية التحديث عن طريق متجر التطبيقات وليس عن طريق أي متجر آخر.
أخيراً ينصح دائماً باستخدام التطبيقات المتخصصة في حماية الأجهزة الذكية وهي تُكافئ برامج مُكافحة الفيروسات الموجودة على حواسب ويندوز أو ماك على سبيل المثال، حيث تقوم بمراقبة أداء النظام بشكل عام ومراقبة أداء ونشاط كل تطبيق بالإضافة إلى احتوائها على قائمة مُتجددة تحتوي على أسماء التطبيقات الخبيثة وبمجرد اكتشاف أي واحد منها على الجهاز، تقوم مُباشرةً بإيقاف عمله وإخبار المستخدم عن وجوده لكي يقوم بحذفه.