سهى الوعل – جدة:
لطالما سعت المرأة السعودية لأن تثبت نفسها في كل مجال، فهي من دخلت مختلف معتركات العمل، ووصلت لأعلى المناصب، وأنجزت مشاركات رائدة في العلوم والآداب والفن،
وسعت لسنوات لأن تحقق مكانة ثابتة لها في الساحة الرياضية المحلية والعربية وحتى العالمية، فنوعت مشاركاتها وفرضت نفسها رغم المعوقات. فعلى الرغم من أنها تم حصرها في مرحلة من المراحل في مجموعة من الرياضات المحلية كركوب الخيل, السباحة, كرة السلة والطائرة... وما شابه من الألعاب الجماعية المتناسبة مع طبيعة المرأة,
والتي يمكن القول عنها إنها مشاركات خجولة ومحدودة، إلا أن هذا لم يمنع من أن نجد العداءات, ولاعبات كرة القدم وحتى متسلقات المرتفعات وغيرهن الكثيرات من المحترفات السعوديات في عدد كبير من الأنشطة الرياضية التي نقلت علاقتهن بالرياضة إلى مرحلة متطورة جداً وصلت إلى حد المشاركة في الفعاليات العالمية والمسابقات الدولية وتحقيق الكثير من الألقاب أيضاً. ولكن كيف تنظر المرأة السعودية للرياضة وإلى ماذا تتطلع في هذا الشأن؟
ومن أين تستقي الحماس لاكتشاف مكامن قوتها لتتحول من هاوية إلى محترفة؟ وماذا عن المجتمع ونظرته لهذه المرأة؟.. هذه هي الأسئلة التي نطرحها من خلال هذا التحقيق..
البداية كانت مع سمية بدوي, التي أكدت أنها لا ترى العلاقة بين المرأة السعودية والأنشطة الرياضية تشبه بأي شكل من الأشكال علاقة المرأة بالرياضة في الدول الأخرى،
حتى دول الخليج.. وقالت إنها كانت تمارس رياضة كرة السلة سابقاً خلال المرحلة الجامعية ولكنها ما لبثت أن توقفت بمجرد التخرج،
حيث ترى أن السبب الأول في هذا التوقف هو عدم توفر النوادي المتخصصة وعدم إشراك النساء السعوديات في تشجيع كافة أنواع الأنشطة الرياضية بتوفير مقاعد مخصصة لهن خلال هذه البطولات.
وعن تطلعاتها وكيف ترى هذه العلاقة بين المرأة السعودية والرياضة غداً قالت: «الأمر الآن يعتمد على قدرة المرأة السعودية التي لديها موهبة في رياضة ما على السفر والمشاركة في المنافسات الخاصة بهذه الرياضة،
وأيضاً على ما تملك من دعم ممن حولها.. لأن المجتمع السعودي بشكل عام لا يدعمهن بالشكل الكافي الذي يضمن توفير فرص تحولهن إلى محترفات كما هو الحال الخارج».
غياب الأندية
سلمى الجابري بدورها وصفت الرياضة في السعودية بأنها رجالية وعلاقة النساء السعوديات بها ضعيفة، حيث إنه تتوفر للرجال جميع الأندية التي تخص مختلف الأنشطة الرياضية من فروسية وكرة قدم وتنس.
وفي المقابل لا توجد أندية متخصصة مثلاً للفروسية أو السباحة أو أي رياضة أخرى.. والأندية المتواجدة فقط هي أندية رياضية صغيرة تدرب على (الأيروبك) وكيفية استخدام الآلات الرياضية لا أكثر ولا أقل.
وتابعت قائلة: «أتمنى أن يكون هناك وعي اجتماعي بأهمية مشاركة المرأة في مختلف الأنشطة الرياضية واهتمام أكثر بتوفير أندية نسائية رياضية لإتاحة الفرصة لنا حتى نتعلم بطريقة محترفة. وذلك لن يتم إلا بإنشاء نوادٍ متخصصة بذلك .»
صعوبة المشاركة في البطولات
رام أمين والتي كانت تتدرب بشكل خاص على يد مدربة خاصة على رياضة التايكوندو، أكدت أنها ورغم حبها الكبير لهذه الرياضة إلا أنها لم تجد الدعم الكافي بسبب نظرة المجتمع لهذه الرياضة ورفضهم لأي توجه نسائي مشابه,
فقالت إنه رغم تعلقها الكبير بهذه الرياضة إلا أنها تنوي استكمال جلسات تدريبها عليها قريباً حتى تتحول إلى مدربة كونها تعلم مسبقاً أنه من الصعب عليها أن تشارك في بطولات تخص هذه الرياضة، لأنها من مجتمع متحفظ بشكل كبير، مع أنها أكدت أنها تتمنى المشاركة في تلك البطولات من أجل المنافسة والاحتراف وليس طمعاً في الشهرة.
ولذلك فهي تتمنى أن يتم دعم مشاركة السعوديات في الأنشطة الرياضية المختلفة من قبل المجتمع أولاً دون الخوف عليهن، لأنهن يطمحن للنجاح والتفوق وليس لتصدر أغلفة المجلات والخروج عن العادات والتقاليد كما يفكر الكثيرون.
الدعم والتشجيع
الإعلامية الرياضية ريما عبدالله، مؤسسة فريق «جدة كينغز يونايتد» النسائي لكرة القدم، أكدت أن نجاحها كرياضية وإعلامية أيضاً يرجع إلى عائلتها بالدرجة الأولى حيث قدموا لها الدعم والتشجيع الكافيين وهو ما جعل المجتمع يتقبلها ويتقبل موهبتها حتى قادها هذا النجاح إلى أن تختارها اللجنة المنظمة والراعي لـ»أولمبياد لندن» للتمثيل في حمل الشعلة الأولمبية،
ولكن حدث لها كسر في أسفل القدم منعها من المشاركة, حيث تركتها عائلتها تمارس هواياتها التي تحب، وأكدت أن طموحها جعلها تصبح في حالة بحث دائم بينها وبين نفسها عن كل ما يضيف لها في حياتها العملية والشخصية.
وأكدت الكابتن ريما عبدالله أن الظهور الإعلامي لم يكن يوماً هدفها أو هدف زميلاتها, وحذرت من أن المرأة السعودية على قمة العالم من حيث الإصابة بالسمنة، وأن من شأن السماح بالرياضة النسائية في أماكن مخصصة ومغلقة وآمنة للسيدات أن يكون حافزاً لمقاومة ذلك.
ولم تخفِ حماسها الشديد لأن تحظى الفتيات السعوديات في مجال الرياضة النسائية في يوم ما بشرف تمثيل الوطن في المحافل الخارجية، مؤكدة أنهن يملكن القدرة والمهارة والموهبة.
تقرير روتانا