مواطنون يستغيثون ومسئولون ينفون وبينهما مدينة اسمها "حلب"








ذلك هو الواقع بحلب .. حلب أقدم مدينة بالتاريخ ..حلب التي أصبحت عاصمة للثقافة الاسلامية منذ سنوات ماضية .. أصبحت بيومنا هذا منكوبة إنسانيا.. منسية تماماً دائماً المسئول فيها ينفي وجود أزمات ومخالفات بينما الواقع فإنه يعكس تماماً ذلك النفي.
مؤخراً بدأت أزمة المحروقات بعد حلول جزئية ومؤقتة لمشكلتي المياه والكهرباء.
ازدحام شديد على الطرقات نتيجة الانتظار بالكازيات لساعات وربما لأيام وذلك للحصول على بعض اللترات من مادة البنزين طوابير من السيارات وفوضى عارمة وشبه شلل بحركة شوارع المدينة ليصل سعر اللتر بالسوق السوداء الى 400 ليرة سورية والباعة متواجدون بالشوارع وعلى عينك ياتاجر.
من جانب آخر نقص حاد في مادتي الغاز حيث أن معمل الغاز المخصص لتعبئة الاسطوانات لايعمل بكل طاقاته وينتج كميات محدودة جدا وأكثر الاحيان لايعمل و مستودعات البيع المباشر للمواطنين تعج بتجار الازمات والسماسرة الذين يتخذون مراكز بيعهم بعد عدة امتار فقط من تلك المستودعات ليصل سعر تعبئة الأسطوانة إلى 7000 ليرة سورية والمواطن آخر اهتمامات المسؤولين.
اماعن مادة المازوت المنزلي ومخصصاته للمنازل فإن معظم مناطق حلب لم توزع لها مخصصات تلك المادة مخاتير الأحياء يرمون المسؤولية للمحافظة والأخيرة ترمي المسؤولية للوزارة والمواطن بينهما ينتظر خسارته بلعبة نتائجها معروفة مسبقاً.
كل الأطراف تتجاهل حق المواطن بأن يحصل على هذه المادة بفصل الشتاء للتدفئة وليس بفصل الصيف.
وللقمة عيش المواطن النصيب الأكبر حيث ازدحامات شديدة على الأفران من أجل شراء الخبز والمسؤولون يقومون بتخفيض مخصصات الطحين لبعض الأفران وطبعاً لأسباب مجهولة وغير منطقية إن وجدت.
ودائماً المسؤول ينفي وإن اعترف بوجود أزمة فإنه يتسارع بنشر وعود هنا وهناك وإنفراجات تجعل المواطن يعيش للحظات أحلام لاتصدق وعندما تنتهي تلك اللحظات ينصدم بواقعه المذري.
أزمات متتالية وفصلية أصبحت معروفة حتى عند الأطفال فمثلاً بفصل الصيف تعاني حلب من نقص حاد للمياه وفقدان للتيار الكهربائي بينما بفصل الشتاء فأزمة المحروقات تظهر بقوة.
أما عن الازمة التي تبقى مع كافة الفصول فهي غلاء للأسعار وارتفاع مستوى المعيشة واختصار لشراء الكثير من المواد لارتفاعها الجنوني مع كثرة تجار الازمات وفقدان الرقابة.. مخالفات كثيرة وتقصير أكبر من بعض المسئولين ومواطن ذنبه الوحيد إنه صامد.