النتائج 1 إلى 8 من 8
الموضوع:

السابق | جبران خليل جبران

الزوار من محركات البحث: 17 المشاهدات : 639 الردود: 7
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الدولة: في تراب الوطن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 8,268 المواضيع: 1,296
    التقييم: 2889
    مزاجي: هادئ؟؟احيانا

    السابق | جبران خليل جبران

    السابق | جبران خليل جبران




    الحرب والأمم الصغيرة
    كان في أحد المروج نعجة وحمل يرعيان .
    وكان فوقهما في الجو نسر يحوم ناظراً إلى الحمل بعين جائعة يبغي إفتراسه
    وبينما هو يهم بالهبوط لإقتناص فريسته ، جاء نسر آخر وبدأ يرفرف فوق النعجه
    وصغيرها وفي أعماقه جشع زميله .
    فتلاقيا وتقاتلا حتى ملأ صراخهما الوحشي أطراف الفضاء .
    فرفعت النعجة نظرها إليهما منذهلة ، والتفتت إلى حملها وقالت :
    (( تأمل ياولدي ، ما أغرب قتال هذين الطائرين الكريمين !!
    أوليس من العار عليهما أن يتقاتلا ، وهذا الجو الواسع كاف لكليهما
    ليعيشا متسالمين ؟؟
    ولكن صلّ ياصغيري ، صلّ في قلبك إلى الله ، لكي يرسل سلاماً إلى
    أخويك المجنحين ! ))
    فصلى الحمل من أعماق قلبه !
    ---- ----

    الصحيفة البيضاء

    قالت صحيفة ورق بيضاء ( كالثلج ) :
    (( قد برئت نقية طاهرة وسأظل نقيةً إلى الأبد . وإنني لأوثر أن احرق وأتحول
    إلى رماد أبيض ، على أن آذن للظلمة فتدنو مني وللأقذار فتلامسني ))
    فسمعت قنينة الحبر قولها وضحكت في قلبها القاتم المظلم ولكنها خافت
    ولم تدن منها .
    وسمعت الأقلام أيضاً على أختلاف ألوانها ولم تقربها قط .
    وهكذا ظلت صحيفة الورق بيضاء كالثلج ــــ نقيةً طاهرة ــــ ولكن ... فارغة .
    ---- ---- ----
    العالم والشاعر
    قالت الحية للحسون : (( ما أجمل طيرانك أيها الحسون ! ولكن حبذا لو أنك تنسلّ إلى ثقوب الأرض وأوكارها . حيث تختلج عصارة الحياة في هدوء وسكون! ))
    فأجابها الحسون وقال : (( أي وربي ! إنك واسعة المعرفة بعيدتها ، بل انت أحكم جميع المخلوقات ، ولكن حبذا لو أنك تطيرين )) .
    فقالت الحية كأنها لم تسمع شيئاً : (( مسكين أنت أيّها الحسون ! فأنك لا تستطيع أن تبصر أسرار العمق مثلي ، ولا تقدر أن تتخطر في خزائن المماليك الخفية ، فترى أسرارها ومحتواياتها ، أما أنا فلا أبعد بك ، فقد كنت في الأمس متكئة في كهف من الياقوت الأحمر أشبه بقلب رمانة ناضجة ، وأضأل الأشعة تحولها إلى وردةٍ من نور .فمن أعطي سواي في هذا العالم أن يرى
    مثل هذه الغرائب؟ )) .
    فقال لها الحسون : (( بالصواب قد حكمت أيتها الحكيمة ، فلا أحد إلاك يستطيع أن يفترش ما تبلور من تذكارات العصور ، وآثار الدهور . ولكن وا أسفاه ،فأنك لا تغردين ! )) .
    فقالت الحية : (( إنني أعرف نباتاً تمتدّ جذوره إلى أحشاء الأرض ، وكل من يأكل من تلك الجذور يصير أجمل من عشتروت )) .
    فأجابها الحسون قائلاً (( لا أحد ، إلاك قد أهتدى إلى حسر القناع عن فكر الأرض السحري . ولكن واأسفاه ، فأنك لا تطيرين ! ))
    فقالت الحية* : (( وأعرف جدولاً أرجوانياً يجري تحت جبل عظيم ، وكلّ من يشرب من هذا الجدول يصير خالداً . وليس بين الطير أو الحيوان من أهتدى إلى ذلك الجدول سواي )) .
    فأجاب الحسون وقال (( بلى والله . فإن في منالك أن تكوني خالدة لو شئت . ولكن واأسفاة ، فأنك لا تغردين ! )) .
    فقالت الحية (( وأعرف هيكلاً مطموراً تحت تراب الأرض ، لم يهتد إليه باحث أو منقب بعد ، أزوره مرة في الشهر ، وهو من بناء جبابرة الأزمنة الغابرة . وقد نقشت على جدرانه أسرار جميع الأزمنة والأمكنة )) .
    فأجابها الحسون قائلاً (( بلى أيتها الحكيمة العزيزة ، فإنك لو شئت لاستطعت أن تكتنفي بلين جسدك جميع معارف الأجيال . ولكنك وا أسفاه ، لا تقدرين أن تطيري )) .
    فاشمأزت الحية إذ ذاك من حديثه ، وارتدت عنه إلى وكرها وهي تبربر في ذاتها قائلة :
    (( قبحه الله من غرّيد فارغ الرأس !!! )) .
    أما الحسون فطار وهو يغني بأعلى صوته قائلاً :
    (( واأسفاه، إنك لا تغردين ! واأسفاه، واأسفاه ياحكيمتي، فإنك لا تطيرين! )).
    ---- ----
    الأثمان
    كان رجل يحفر في حقله .
    وفيما هو يحفر عثر على تمثال بديع من المرمر الجميل .
    فأخذه ومضى به إلى رجل كان شديد الولع بالآثار والعاديّات وعرضه عليه .
    فاشتراه منه بأبهظ الأثمان .
    ومضى كل منهما في سبيله .
    وبينما كان البائع راجعاً إلى بيته أخذ يفكر في ذاته قائلاَ :
    (( وما أكثر مافي هذا المال من القوة والحياة ! إنه بالحقيقة ليدهشني كيف أن رجلاً عاقلاً ينفق مالاً هذا مقداره لقاء صخرٍ أصم فاقد الحركة ، كان مدفوناً في الأرض منذ ألف سنة ولم يحلم به أحد)
    وفي الساعة عينها كان المشتري يتأمل التمثال مفكراً وقائلاً في ذاته :
    (( تبارك ما فيك من الجمال ! تبارك مافيك من الحياة ! حلم أية نفس علوية انت ؟ هذه بالحقيقة نضارة أعطيتها من نوم ألف سنة في سكينة الأرض ؟ أنني والله لا أفهم كيف يمكن الإنسان أن يبيع مثل هذه الطرفة النادرة بمال جامد زائل )) .
    ---- ----
    التوبة
    دخل رجل في ليلة ظلماء إلى حديقة جاره ، فسرق أكبر بطيخة وصلت إليها يده وحملها وجاء بها إلى بيته .وعندما كسرها وجد أنها عجراء لم تبلغ بعد نموها ، فتحرك ضميره في داخله إذ ذاك ، وأوسعه تونيباً ، فندم على أنه سرق البطيخة ....
    ---- ----
    مُختارات من " السابق " جبران خليل جبران، المجموعة الكاملة

  2. #2
    مساعد المدير
    الوردة البيضاء
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 258,209 المواضيع: 74,473
    صوتيات: 23 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 95635
    مزاجي: الحمدلله على كل حال
    المهنة: معلمة
    أكلتي المفضلة: دولمه - سمك
    موبايلي: SAMSUNG
    آخر نشاط: منذ 3 دقيقة
    مقالات المدونة: 1
    شكرا حبيبتي سوريانا ع الموضوع

  3. #3
    miss nau nau
    ادام الله سماحتها.
    تاريخ التسجيل: December-2014
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 27,112 المواضيع: 1,747
    صوتيات: 39 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 18840
    مزاجي: مشمش
    مقالات المدونة: 8
    شكرااا جزيلا على الموضوع الجميل

  4. #4
    مراقب
    Benzema
    تاريخ التسجيل: September-2014
    الدولة: Iraq
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 32,331 المواضيع: 2,245
    صوتيات: 8 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 27963
    مزاجي: الحمد الله
    المهنة: شمدريني ماكو
    أكلتي المفضلة: خبز عراقي
    موبايلي: انكسر ابشركم
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    مقالات المدونة: 6
    سورياااانا شكرا لك مبدعة

  5. #5
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    اشكر لكم تواجدكم
    لكم باقات الياسمين

  6. #6
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: في ارض الله
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 9,124 المواضيع: 470
    صوتيات: 26 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 2643
    مزاجي: الحمد لله
    أكلتي المفضلة: الموجود
    موبايلي: أيفون 6
    شكرالك

  7. #7
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: March-2011
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 7,525 المواضيع: 827
    صوتيات: 1192 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 3230
    آخر نشاط: 4/September/2019
    مقالات المدونة: 18
    أختيار رائع
    شكراً لكِ
    سوريانا

  8. #8
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    شكرا لمروركم

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال