صحيفة الإندبندنت البريطانية: زِيارةُ الأربعين أكبر وأخطر تجمُّع دِيني في العَــــالم.
بعنوان: أعظم تجمْهُر دِيني في العالم يحدث الآن، وأنتَ على الأرجح لم تسمعْ بهِ حتَّى الآن
يستعرض المَقال الأدلّة الَّتي جَعَلتْ مِن زيارة الأربعين أعظم وأكبر وأرقى تجمْهُر دِيني في العالم،
حيثُ يفوقُ عدد الزَّائرين عددَ الحُجَّاج بخمسةِ مرَّات، كما وهو أهم مِن مهرجان "كوم ميلا" الهندوسي الكبير؛ لأنَّ الأخير يحدث مرَّة كل ثلاث سنوات..
كما أنَّ زيارةَ الأربعين تجري في أجواء أمنية خطيرة، وفي خلفية التَّفجيرات، ما يمثّل تحدّياً للإرهاب، ورسالة الى العالم كله..
ثُمَّ يذكر المَقال قِصّة لرجل استرالي أسلمّ وتخلَّى عَن دِيانته الكاثوليكية وقد بدأتْ رحلتهُ الاستكشافية بعْد مُشاهدة تقرير عن زيارةِ الأربعين الأولى بعْدَ سُقوط الطَّاغية في العراق عام ٢٠٠٣.
ومِن خلالِ عَرْض مُقارنات بين التَّجمْهُر المِلويني في زيارة الأربعين ومَشاريع دولية كبيرة مِثْل المُساعدات الَّتي قدَّمتها وزارةُ الدّفاع الأمريكية لضحايا زلزال هايتي، حيثُ تمَّ توزيعُ ٤ ملايين وجبة طعام،
بينما يتمُّ توزيع ما لا يقل عن ٢٠٠ مليون وجبة في العراق خلال فترة الزّيارة،
كُلُّ ذلكَ مِن نفقاتِ الفُقراء والخيّرين..
فيُطالب الكاتب بدرج الزّيارة في موسوعات الأرقام القياسية وفي عدة خانات، منهـــا:
أكبرُ تجمُّع بشري،
أطولُ مائدة طعام في العالم،
أكبر عدد للمُتطوعين في حَدَثٍ واحد، إلخ.
يُوجّه الكاتب انتقاداً لاذعا للإعلامِ الغَربي لتعاطيهِ المُسيَّس مَعَ القضيَّة الحُسينية، ويتسائل:
كيف يتمُّ تغطيةُ مُظاهرة صغيرة في لندن، أو مَسيرة لبضْع المئاتِ في "هونغ كونغ" أو تَجمُّع مَحدود في رُوسيا، ويتم غضُّ الطَّرْف عن أعظمِ تجمْهُر بشري سِلمي في العالم حَيث السَّيلُ الجارف مِن النّساء والرّجال والأطفال؟
ويُوعِز الكاتب التَّعتيم الإعلامي على زِيارةِ الأربعين إلى عَدَمِ اكتراثِ الإعلامِ الغَربي بالقِصص الإيجابية الملهمة خصوصاً فيما يرتبط بمذهب أهل البيت.
كما يُشيرُ إلى أنَّ الزَّائر بإمكانهِ أن يجِدَ في المُشاة إلى الحُسين قِصَصَاً مِن الفِداء والصَّبر والتَّحمُّل والعَطاء، وكل مُفردات الخُلُق الرَّفيع، ما يحتوي على مادة ثريَّة لإنتاج أفلام ضَخْمة،
إلاَّ أنَّ "هوليوود" مُهتمَّة بالشَّخصياتِ الخُرافية أكثرَ مِن الأبطالِ الحَقيقييّن الَّذينَ يَرْسِمونَ مِن خلال ظاهرةِ الأربعين أعظم ملحمةٍ إنسانية.
يَخْتِم الكاتب مَقاله بالقَول:
إذا أردتَ أن تتعرَّف على الإسلام الحَقيقي فعليكَ بزيارة الأربعين،
فإنَّها مَهرجانُ المُثُل والقِيم الَّتي جاءَ بها النَّبي "صلَّى الله عليهِ وآله" خِلافاً لِمَا يَقومُ بهُ شِرْذمةُ التَّكفيرييّن الَّذين يُمثّلُون أولئكَ الَّذين قتلوا الحُسين في عاشوراء،
وإذا أردْتَ أن تتعرَّفَ على جُذور "داعش" فعليكَ بمعرفةِ أعدائهِ..
كما يتحدَّث المَقال مُفصّلاً عن قضيّة الإمام الحُسين وآلامهِ الَّتي ألهمتْ عشراتِ الملايين إلى تبنّي قضيتهِ والنَّظر إلى مُصيبته على أنَّها مُصيبتهم.