الأمير المحبوب....
ﻛﺎﻥ ﻓﻲ أحدى المدن ﺃﻣﻴﺮ ﻋﻄﻮﻑ , ﻣﺤﺒﻮﺏ ﻭﻣﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺭﻋﺎﻳﺎﻩ .ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ في هذه المدينة ﺭﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ , ﻣﻌﺪﻡ ﺟﻌﻞ ﺩﺃﺑﻪ
وكلامه ﺫﻡّ ﺍﻷﻣﻴﺮ , ﻭﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺮ ﺑﻪ . ﻭﺗﺤﺮﻳﻚ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﺃﺑﺪﺍً ﻭﺩﺍﺋﻤﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻨﻴﻊ ﻋﻠﻴﻪوكان يسب الامير ويصفه بما ليس فيه في الشارع وفي كل
مجلس يحضره .ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻳﻌﺮﻑ ﺫﻟﻚ , ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻇﻞّ ﺻﺎﺑﺮﺍً ﻻ ﻳﺤﺮّﻙ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻪ ﺳﺎﻛﻨﺎً .
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﺧﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﻟﻪ ﺣﺪّﺍً , ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﺧﺎﺩﻣﻪ , ﻭﺣﻤّﻠﻪ ﻛﻴﺲ ﻃﺤﻴﻦ ﻭﻋﻠﺒﺔ ﺻﺎﺑﻮﻥ , ﻭﻗﺎﻟﺐ ﺳﻜﺮ .ﻗﺮﻉ
ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻗﺎﻝ : "ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻷﻣﻴﺮ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ , ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺬﻛﺎﺭ . ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺭﻋﺎﻳﺔ ." ﻭﺷﻌﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﺰﻫﻮ , ﻭﺃﺧﺬﻩ ﺍﻟﻌﺠﺐ , ﺇﺫ ﺣﺴﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﺗﻜﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻟﻪ , ﻭﺫﻫﺐ ﻓﻲ
ﻧﺸﻮﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ ﺑﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻗﺎﺋﻼً :
" ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻳﻄﻠﺐ ﺭﺿﺎﻱ ؟ "ﻭﻟﻜﻦ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻗﺎﻝ :ههههه ! ﻣﺎ ﺃﺣﻜﻢ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻭﻣﺎ ﺃﻗﻞّ ﻓﻄﻨﺘﻚ ! ﺇﻧﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﻟﺮﻣﻮﺯ . ﺍﻟﻄّﺤﻴﻦ
ﻟﻤﻌﺪﺗﻚ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ ﻭﺍﻟﺼﺎﺑﻮﻥ ﻟﻘﺬﺍﺭﺓ ﺳﺮﻳﺮﺗﻚ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮ ﻟﻴﺤﻠﻮ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﺍﻟﻤﺮ ..ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺧﺠﻼً ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ , ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺳﻜﺖ ﺑﻌﺪ
ﺫﻟﻚ , ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻸﻣﻴﺮ ﺑﻜﻠﻤﺔ
…ﺗﻌﻘﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﻴﺎﻥ ننسى ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻨﻌﺘﺒﺮ ﺍﻻﺩﺏ ﻭﺍﻻﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺿﻌﻔﺎ ﻭﺍﺳﺘﻜﺎﻧﺔ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻧﺤﺘﺮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ
ﻭﻧﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻥ
وهنا سؤال يطرح نفسة
هل اصبحت طيبة الانسان ضعف في شخصيته ؟
الرجاء كل واحد يرد بما يعتقد...