أتفق مع الأخ شيفرة دافنشي في رأيه . طبعاً بعد الشكر والثناء لصاحبة الموضوع الأخت زهرة الكاردينيا .
ربما إن سبب هذه المشكلة ليس سياسي بحت ولايتعلق بالحكام والسياسيين فحسب, وإنما له أبعاد أخرى قد تكون اجتماعية واقتصادية وثقافية وغيرها .
وسأترك الجانب السياسي لأن الأخوان الذي سبقوني في الحديث كانت طروحاتهم وآرائهم كافية ووافية وملمة بكل جوانب الموضوع. وسأركز في الحديث على الجانب الثقافي لأن الموضوع هو بالأساس يتحدث عن أزمة ثقافة أو بالأحرى أزمة مثقفين .
إن الثقافة في مفهومها العام وحسب رأي العالم الأنثروبولوجي أدوارد تايلور تعني ذلك الكل المركب الذي يحوي الأعراف والعادات والتقاليد وكل الخبرات والمعارف التي يكسبها الإنسان بوصفه عضواً في مجتمع ما .
عليه أعتقد إن مشكلتنا مع الثقافة وفقا لهذا التعريف هي مشكلة معقدة ومركبة وذات أبعاد متداخلة ومتشعبة , فصناعة الثقافة والمثقفين تحتاج الى تهيئة بيئة مناسبة وأجواء مناسبة اجتماعية كانت أو اقتصادية , داخلية وخارجية . والخارجية هي تلك التي تتعلق بالمجتمع والمحيط والخارجي اما الداخلية فهي كل ما يتعلق بذات الإنسان من استعداد داخلي وحوافز وسلوك وامكانيات لها القدرة على استيعاب وتقبل المادة الثقافية وعناصرها .
ولأن الثقافة بالأصل هي مكتسبة وليس موروثة فأن عملية أكتسابها تعتمد في الغالب على المحيط الخارجي والمجتمع الذي يعيش فيه الفرد , ومتى ما وجدت هذه البيئة الملائمة والمشجعة على الثقافة والمعرفة كان اكتسابها أسهل وأسرع .
لذلك أعتقد بأن ما نملكة كمجتمع عراقي من عادات وتقاليد وأعراف وثقافة عامة سائدة في المجتمع هي في الواقع جميعها عوامل طاردة للثقافة والمثقفين , ولعل الشواهد والأدلة في التراث الشعبي العراقي كثيرة ومتنوعة . لا يسعني المجال لذكرها هنا .
خلاصة القول : نحن بحاجة الى وعي مجتمعي , أوثقافة عامة تسود الجميع , أو مجتمع مثقف يساهم في بناء شخصية جديدة للفرد العراقي تماشي وتساير العالم الجديد بحيث لايشعر الفرد بأغتراب وعزلة عن العالم الخارجي , وليس مجتمع أشبه مايكون بجحر مظلم أو مقبرة لدفن المثقفين .
عذراً للإطالة فالموضوع شيق ويفتح النفس للحديث والاستفاضة .
مع شكري وتقديري لأخت زهرة ولجميع الأصدقاء .