رثاء الشهداء
لستُ بالجواهري لأرثيكما كما رثى أخاه , ولا بالروائي على زين العابدين
لاْكتب لكما رواية
ولم أحترف الشعر أو أتقن الأوزان أو القوافي ..
لكن دعني يا أخي وابن عمتي أبوح وأعبر بما يلوج في داخلي من إرهاصات ؟؟
يا أخي الشهيد (مناف)بماذا أرثيك يا أخي وصديقي , وقد تطايرت الكلمات
من فمي وحد ودق لساني وشرد فكري ,, فأصبحتُ بعدك !!!؟؟
كالأرض الخضراء جرفتها مياه الإمطار أو كبلوط اكتوى بالنار ...
فقد غرست في قلب كل من عرفك ومن سمع بك ؟؟؟؟
شجرة مملوءة بالمحبة والعطاء .....
جذورها النقاء , ساقها الوفاء , أغصانها الصفاء وثمارها المذاق الطيب
شجرةٌ تعطينا كل يوم بلا مقابل البسمة الفرحة السخاء ...
نهزها كلما أشتد بنا الأيام وكلما أحسسنا بالجوع لنتذوق طيب ثمارها
ونستظل بظلها من حرارة الشمس وعند الإحساس بالضياع
لقد زرعت يا أخي الابتسامة والسعادة والالفه في قلوبنا جميعاً
من أمك وأباك وأخوتك وآخاك وأقربائك والأصدقاء ...
وكل طفل عرفك وكل من نهج باسمك و أي موطئ قدم وطئتها قدماك
ألان رياح الحقد والكراهية أطفئت شمعة شبابك الموقدة
في صبيحة يوماً أحمر اشتكته بغداد إلى الرب بصرخات الظلم والظلامه
تركت فينا جرح بليغ يصعب تضميده أو نسيانه أو تناسيه ...
كنت تنظرُ للقادم من الأيام القليلة المتبقية , لترتدي بدله زفافك التي حلمت
بها لسنوات طال انتظارها ونضب صبرها ..
تجهز وتعد لذلك اليوم ليشارك الجميع فرحتك وفرحة دخولك قفص
السعادة الزوجية ..
وزوجتك التي لم تكمل العشرون ربيعاً تحلم معك بهذا اليوم ,بعد مضي
عامين فقط على استشهاد أباها ظلماً ...
تنتظر هذه الفرحة وكلنا ننتظر ونترقب هذا اليوم الذي أصبح قريباً جداً
بعد الاقتران شرعاً وقانوناً .
وإذا بخفافيش الغدر والظلام تغتالك وابن عمتك ومجموعه من الشباب
بسيارة مفخخة حملتُ بالحقد ألناصبي الأزلي
سقطته على أثرها صريعا وابن عمتك وثلاثون شاباً بلا ذنب أو جرم ...
كل ذنبك أنك كنت تردد يا حسين يا مظلوم يا شهيد .....
الدموع لا تسعفني على الاستمرار .
أما أنت يا أحمد (أبن عمتي)
تسابقت مع الزمن بخطوط بيانيه فسبقته وأظهرت إبداعاتك ومقدرتك
على احتواء الجميع وضمهم إليك بوقت قليل ..
فأصبح أسم أحمد جعفر يلهج بفم المحبين وباب مراد يقصده كل من
تعثرت برداءه الأيام
تحل حوائج الناس ببشاشة الوجه وابتسامتك وقهقهتك وصفاء قلبك
الملتصق بك والمعود عنك ...
لم تهنئ بعودتك الى كنف الوطن قادما من بلد روما
إلا لأيام لم تتعدى أصابع اليد الواحدة ولم يكتمل حلمك الجميل
الزوج بعد اكتمال الخطبة ..
حرمنا القدر من نظرات الجميلة إليك والى كرم سخاءك المعطاء
كسرت ضلعا في صدورنا يصعب تعويضه أو نسيانه ...
أعرف كلماتي لم تبح ولو بالقليل عما أردتُ نزفه ..
وأنها لا تضمد جرحُ ولا تبرد الحرارة المشتعلة في صدورنا
وأعلم بأن دموعنا وأحزانا لن تسترد أرواحكم ,, فقد تطايرت
إلى الجنان لمملكة ربٌ لا تضيع عنده الودائع والأمانات
حكم عدل .......
إلا أنني أعدكما بأني سأقتفي أثار دمائكم الطاهرة
ولو كنا نعيش على حافة مثلث الموت (رأس الرجاء الصالح )
أخوكم
muntathar
الخميس 12|1|2012