لاثالث بين أن يكون الإنسان حسينياً فيبذل دمهُ في سبيل خالقه ، ويحمل راية الحسين ويدافع عن هذا الإمام وعمن استشهد على خطه .. وبين من بقي متفرجاً من على تلّ الجبن والخنوع والأنانية فَسيقَ إلى نار جهنم صاغراً .
ولذلك كانت زيارة الإمام الحسين ( عليه السلام ) عبر التاريخ وستبقى واحدة من أعظم الشعائر الإيمانية عند المؤمنين ، وكان من لم يزر سيد الشهداء وهو قادر على ذلك ، فقد جفاه ومن جفاه فقد جفا النبي ، ومن جفا النبي فقد جفا الدين .. فحتى لو كان المرء في بيته قادراً على صعود سطحه أو وقوفه في أي مكان مرتفع ، فيومئ بيده الى القبلة ليسلم على أبي الأحرار ،لأنه بهذا العمل يعلن للحسين ( عليه السلام ) أنه معه ومع ثورته وجهاده وخطه .. ولو لم يفعل ذلك فمن الممكن جداً أن يسقط بإتجاه الحضيض الأموي والشيطاني ..
لقد كانت ـ وستكون ـ الشعائر الحسينية والزيارة الحسينية .. وكل مركز يذكر فيه الإمام الحُسين وثورته ويدافع فيه عن قيم الرسالة الحسينية ؛ كل هذه كانت جزءاً من حركة التاريخ ، لأنهم أرادوا أن يفصلوا بينهم و بين خط يزيد بن معاوية .
وهاهي الشعائر الحسينية أصبحت اليوم من أشد الضرورات الدينية ، لأنها تسير في خط العقيلة زينب ( عليها السلام ) التي حملت راية الإمام الحسين بعد مقتله في الكوفة والشام وألقت تلك الخطب الثورية والبليغة ضد الأمويين ، بل وقبل ذلك كانت كربلاء لدى مصرع أخيها الشهيد ، قد توجهت إلى عمر بن سعد قائلةً : ليت السماء أنطبقت على الأرض ، ياعمر بن سعد ؛ أيُقتَلُ أبو عبد الله وأنت تنظر إليه ؟! فأشاح اللعين عن النظر إليها .
ولكنني أنا وأنتَ مدعوّان إلى أتباع زينب ( عيها السلام ) فإن لم تتح الفرص لنا لنكون حسينيين فنبذل دمائنا في سبيل الأهداف التي بذل الإمام الحسين دمه من أجلها .. إن لم نفعل ذلك ، فعلى الأقل لنكن زينبيين فنحييي ذكرى أبي الشهداء وسيدهم ..
ومن أحدى تلك الشعائر الحسينية " البكاء ": إن البكاء شعيرة من شعائر الدين ، لأن به يُعلَن الولاء والحب والإنتماء إلى خط الحسين ( عليه السلام ) .. وكذلك الأمر بالنسبة لزيارة الإمام الحسين وإقامة المجالس من أجل ثورته ومصيبته .. وأي نوعٍ من أنواع الدفاع عن خط الحسين ( عليه السلام )...