2014-12-11
وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في افتتاحيتها، تقرير مجلس الشيوخ حول التحقيقات، التي أجرتها وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي أيه"، مع السجناء الذين احتجزتهم وعذبتهم بشكل غير قانوني، بعد الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر (أيلول) 2001، بأنه يكشف صورة من الفساد التي يصعب فهمها وقبولها.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التقرير يطرح مجدّداً السؤال، بشأن عدم محاسبة من يقف وراء هذه الجرائم حتى الآن، سواء كبار المسؤولين الذين وضعوا هذه التحقيقات، أو المسؤولين الذين قاموا بعمليات التعذيب، أو أولئك الذين قاموا بالتغطية عن طريق تدمير أشرطة الفيديو، التي تبين الانتهاكات وعرقلة التحقيق، الذي تجريه لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ حول هذه الممارسات.
ورأت الصحيفة أن ما يصفه التقرير، يبدو أسوأ مما جرى في أبو غريب، حيث قامت وكالة المخابرات المركزية ومحققيها بأفعال "أكثر وحشية وأسوأ بكثير"، مما صرحت به للجمهور ووزارة العدل والكونغرس وحتى البيت الأبيض، ونجم عن ذلك وفاة معتقل واحد على الأقل بعد تقييده بأرضية خرسانية وهو شبه عار،ٍ في مركز احتجاز سري لوكالة المخابرات المركزية، يديره ضابط صغير بدون خبرة أو كفاءة، ويقول التقرير إنه "ليس من الواضح حتى الآن كم عدد السجناء المحتجزين، في هذا المركز أو ما جرى لهم".
وألقى التقرير الضوء على بعض أكثر أساليب التعذيب عدوانية، في مثل هذه السجون السرية ومنها الحرمان من النوم "بحيث يظل المعتقل مستيقظاً لمدة تصل إلى 180 ساعة، وهو واقف عادةً أو في وضع مجهِد، وفي بعض الأحيان تكون يديه مقيدتين فوق رأسه"، وكان يتم اقتياد السجناء وهم عرايا ومكبلين، مع تغطية رؤوسهم في الغالب، خلال ممر طويل حيث يجري لكمهم وصفعهم.
ورأت افتتاحية الصحيفة، أن كون المعتقلين رجالا خطرين للغاية لا يبرر تعريضهم لمعاملة غير مشروعة، جلبت العار على الولايات المتحدة، وهي القصة التي أعطت زخماً للجماعات الإرهابية.
وقال التقرير إن مما زاد الطين بلة أن 26 على الأقل من السجناء الـ119 المعروفين لوكالة الاستخبارات، زُج بهم ظلماً في السجون، وخرج بعضهم بعد عدة أشهر، بعد أن قررت الاستخبارات، أنه لم يكن يتوجب سجنهم منذ البداية.
وزعمت الوكالة وأعضاء من إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، بضرورة القيام بهذه الأعمال الوحشية للتعامل مع تهديدات تشبه "القنابل الموقوتة" ووصفوها بالفعالة، ولا يزال نائب الرئيس السابق ديك تشيني، وهو المروج المتحمس لتلك التقنيات، يصرح بهذا الإدعاء.