أنانيٌ أنا بِعِشقِ أرضِكَ وطني
فما أقولُ سِوى سُبحانَ باريها
طينٌ، ماءٌ وخُضرةٌ تدنوا لعزِّكَ
والطيرُ تحمدكَ في مغانيها
وطِلُّ الصباحِ يُهَيمِنُ على أكاليلِ الورودِ
فما كانت بالعزِّ تهفو لولا ساقيها
والصيفُ في أرجائها يزهو
فبالدفء يملؤها وبالحرِّ يُطفيها
والشتاءُ يأبى مُصارعاً
فأنا مِن حَرِّكَ يا جبانُ حاميها
وذراتُ الترابِ ورذاذ المطرِ إذ اختلطا
لاُصدرَت رائحة لا والله ما كنتُ ناسيها
زعترٌ، رمانٌ وتينٌ أصلها
والزعفران والنرجس والياسمين أساسها
والزيتونُ مقدسٌ فيها
فكلما مسكتُ حَفنةَ ترابٍ مِن أرضِكِ بِلادي
تذكرتُ أجدادي وماضيهِم فالنفتخر بماضينا وماضيها
فواللهِ لو لم أكن عبداً لهُ
لفوَّضتُ أمري لها ولكنتُ أول عابديها
شِيَمٌ رجالها، حُسنٌ نسائها
فكيف لأحدٍ أن يعاديهاوصليلُ السيوفِ تُسمِعُ بعضها
وخيولٌ عربيةٌ تجري في مجاريها
ورائحةُ الطابونِ يملأ أرجائها
ودُخَانُ المَوقدِ مُتمسكٌ فيها
ومسافرٌ يلعنُ وقتهُ ويندبُ لحظةً
كان بعيداً عن البلادِ ومآقيها
فللغُربةِ طعمٌ مختلفٌ لا يَعلمهُ
إلا مَن آزرَها وكانَ آتيها
وكَبْتُ حُرِّيَتَكَ وطني لن تدوم
وإن طالت فبالشهادةِ نُحييها
رُبَّ شمعةٍ طالَ انطفاءها
أُنيرَت بفضلِ شُعلةِ أمَلٍ تُحلِّيها
فكيفَ لي أن أنسى ماضِيكِ بلادي وهواءُكَ وطني
ما دامتِ الذكرياتُ تطويها
فلكَ مني عشقٌ خاصٌ مِن بعدِ ربي
أُهديكَ قصيدةً لطالما بالطيبِ أبدؤها وبالحُبِّ أُنهيها
قرأتها ..فتكحلت عيناي بكلماتها
لــمحمد صبحي محاميد