2014-12-05حسن العبيدي من بغداد
أعلنت وزارة حقوق الإنسان العراقية في تشرين الثاني/نوفمبر وفاة 18 طفلاً عراقياً بالعراء بعد اضطرار ذويهم للخروج من بلدة يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) والاضطرار للسير عدة ساعات في صحراء الأنبار.
وقالت الوزارة في بيان لها إنه "في إطار جرائم التنظيم اليومية بحق العراقيين أقدمت عصابات داعش الإرهابية على تهجير نحو 1500 أسرة من أهالي منطقة الزوية غرب الرمادي والاستيلاء على منازلهم وإجبارهم على الخروج مشياً بعد مصادرة سياراتهم".
وأوضح البيان أن العصابات أجبرت العائلات على ترك منازلهم والشي في الصحراء باتجاه حديثة.
وأضاف البيان أن "سير هذه الأسر لساعات طوال في العراء وفي ظروف صعبة جداً ومن دون مأكل ومشرب تسبب بوفاة 18 طفلاً وإصابة البعض الآخر بحالات من الإعياء التام والإغماء، ولا سيما النساء وكبار السن".
وبهذا الشأن، قال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح الكرحوت في حديث لموطني إن العديد من أبناء عشيرة ألبو نمر يعيشون في الزوية.
وقد قامت داعش بتصفية أكثر من 250 من أبناء عشيرة ألبو نمر في المنطقة خلال الأسابيع الماضية.
وقال الكرحوت في ما يتعلق بحادثة الزوية إن "عصابات داعش قامت وبأمر مباشر من زعيمها [أبو بكر] البغدادي بالاستيلاء على منازلهم وسياراتهم واعتبارهم كفاراً وأمرتهم بالخروج مشياً" باتجاه الصحراء الممتدة بين هيت وحديثة.
وأشار الكرحوت إلى أن تلك الأسر اضطرت للسير في تلك المنطقة التي لا تتوفر فيها تغطية لشبكات الهاتف النقال.
وذكر أن بعض الضحايا قرروا الجلوس بالصحراء ومنهم من قرر مواصلة السير.
وأشار إلى أن عشرة أطفال كانوا من بين القتلى.
كما أصيب عدد آخر من كبار السن والأطفال والنساء بحالات إعياء وتعب وجفاف، فيما تسمم أفراد عائلات أخرى بسبب شربهم ماء غير صالح وجد على مقربة من أنابيب النفط.
ووصف الكرحوت الجريمة بـ "البشعة" التي تفتقد إلى أبسط معايير الرحمة والشفقة والإنسانية.
ولفت إلى أن الحكومة العراقية أرسلت للعائلات مساعدات إنسانية وغذائية عاجلة عقب الجريمة بيوم واحد.
’جريمة شنيعة‘
من جانبه، قال قائممقام مدينة حديثة عبد الحكيم الجغيفي إن مروحيات عراقية عسكرية تمكنت من "رصد تجمعات بشرية هائلة في الصحراء بمنتصف المسافة بين هيت وحديثة وأخطرت قوات الأمن والمستشفى وهو ما دفعنا للخروج إليهم وإنقاذهم".
وأضاف "وجدنا غالبيتهم بحالة صعبة استدعت نقلهم إلى المستشفى مباشرة".
وأشار الجغيفي إلى إقامة مراسم تشييع جماعية للأطفال ودفنهم في المدينة بعد رفض أمهاتهم التخلي عنهم في الصحراء واصرارهن على احتضانهم حتى الوصول للمدينة.
وأضاف الجغيفي "مع الأسف جريمة بشعة وكبيرة تحدث على يد أقذر فئة يشهدها التاريخ".
ومن جهة أخرى، قال قائد شرطة الأنبار اللواء الركن كاظم محمد أبو كف في حديث لموطني إن التقارير الأمنية تشير إلى ارتفاع كبير بعدد قتلى الأطفال والنساء من سكان الأنبار بفعل هجمات داعش الإرهابية، حيث أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها".
وأضاف أن عصابات داعش طردت في حزيران/ يونيو الماضي العشرات من الأسر من بلدة الصقلاوية شمال الفلوجة قبل تحرير القوات العراقية لها وتسببت عملية طردهم بوفاة 12 طفلاً.
وأوضح أبو كف أن "عدداً من ذوي الضحايا أبلغونا أن الإرهابيين كانوا يحتفلون بطردهم".
وتوعد أبو كف بالنيل من الجماعات التي نفذت تلك الجرائم.
وأعلن "هذا وعد مني سنقتلهم أو نعتقلهم ونجلب الأمهات يشاهدون مصير من اعتدى عليهم وهذا واجبنا ونسأل الله أن يمكننا من ذلك".
’لا عفو ولا تسامح‘
ومن جانبه، وصف رئيس ديوان الوقف السني في محافظة الأنبار الشيخ عبد الله محمد الجريمة "بالهمجية والحقيرة، وهما صفتان تلازمان داعش".
وأوضح لموطني أن "أفعال داعش بالأنبار تنهي كل جدل يتحدث عن انتماء هذه العصابة للسنة".
وتابع قائلاً "فهي لا تمثلنا وأفعالها ضد الشيعة هي نفسها ضد السنة والعدو بات واحداً بيننا ومشتركاً يجب أن نتوحد ضده".
وأكد أن رجال الدين أطلقوا حملة لمساعدة تلك العائلات عبر فتح المساجد لإيوائهم فيها.
وقال الشيخ نعيم الكعود زعيم عشيرة ألبو نمر لموطني "بات بيننا وبين داعش ثأر كبير جداً لا يتجاوز العفو أو التسامح".
وأضاف "عليها أن تنتظر أياماً سوداء. ففضلاً عن العقاب الشعبي ستجد عقاباً إلهياً سريعاً".
وختم قائلاً إن "داعش سرقت كل شيء وهذا يجعل عناصرها ليسوا إرهابيين فقط بل لصوصاً ومجرمين وقطّاع طرق".
أنا لله وأنا أليه راجعون ..
تحياتي .