2014-12-10حسن العبيدي من بغداد
أعلنت وزارة الداخلية العراقية الأسبوع الماضي أن القوات الأمنية نفذت عملية نوعية في بغداد اكتشفت خلالها مقراً كبيراً لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في بغداد.
وتضمن المقر كميات كبيرة من الأسلحة والقنابل والأحزمة الناسفة، حسبما ذكرت الوزارة. والأسبوع الماضي أيضاً تم في عملية أخرى نفذت في العاصمة إحباط محاولة لتفجير ثلاث سيارات مفخخة.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن في حديث لموطني إن قوات مشتركة من الفرقة السابعة عشر ووحدة العمليات الخاصة اكتشفت مخبأ كبيراً داخل مبنى بطابقين تتخذه داعش مقراً لها في منطقة الوحدة السكنية جنوبي بغداد.
وأوضح معن أن القوات العراقية تمكنت من اعتقال ستة عناصر من تنظيم داعش ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات "قد يستعملها هذا التنظيم لقتل مئات المدنيين وإحداث خراب هائل في بغداد"، وفق ما قال.
ولفت إلى أن المخبأ الذي تمّ اقتحامه تضمن 17 حزاماً ناسفاً و59 قذيفة هاون من عيار 120 ميللمتراً و76 عبوة ناسفة ولاصقة محلية الصنع تعمل بطريقة التحكم عن بعد فضلاً عن أسلحة وأعتدة ومتفجرات أخرى، هذا بالإضافة إلى ملابس عسكرية مطابقة لملابس قوات الجيش وهويات مزيفة تستخدم من قبل الإرهابيين في التنقل وتمرير متفجراتهم عبر نقاط وحواجز التفتيش المنتشرة في العاصمة العراقية.
وأكد معن أن القوات الأمنية أحبطت ثلاث هجمات بواسطة سيارات مفخخة في أحياء الأمين والمنصور والبياع، كانت تستهدف مواطنين وقوات الأمن.
وقال إنه جرى تفكيك السيارات التي كانت مركونة على جوانب الطرقات من دون أي خسائر، مشيراً إلى أنه تم فتح تحقيق في القضية.
’درجة عالية من التنسيق‘
من جانبه، وصف رئيس لجنة الأمن في مجلس محافظة بغداد أحمد الزاملي "انجاز القوات العراقية بالكبير والمفرح".
وأوضح في حديث لموطني أن العملية تشير إلى "وصول القوات الأمنية إلى درجة عالية من التنسيق فيما بينها بالنسبة للجيش والشرطة"، ولفت إلى أن دور السكان المحليين في تلك المنطقة كان "محورياً في الإيقاع بالإرهابيين وأدوات الموت التي كانت بحوزتهم".
وكشف أن الخلية الإرهابية التي أوقفت كانت من بين ثلاث خلايا يجري الإيقاع بها في بغداد منذ نحو ثلاثة أسابيع.
وتابع الزاملي أن من بين المعتقلين الستة اثنين من المتهمين بالإرهاب تمكنا من الفرار من أحد سجون الموصل قبل أشهر وعادا للعمل مع الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم داعش.
وفي السياق ذاته، قال العقيد الركن طالب غانم العتابي من الفرقة 17 في الجيش العراقي في حديث لموطني، إن القوات العراقية اضطرت إلى إخلاء عدد من المنازل القريبة من مخبأ داعش تحسباً لاندلاع معارك لحظة اقتحام المكان قد تؤدي إلى سقوط مدنيين.
وذكر أنه كانت ثمة مخاوف من انفجار المخبأ الذي يقع في وسط أحد المباني السكنية.
وأوضح العتابي أن "تعاون المواطنين كان كبيراً مع القوات العراقية لحظة اقتحام المكان وتطويق المنطقة". وأكدّ أن الإنجاز الذي تحقق يثبت أن "القوات العراقية حافظت على أرواح المئات من الأبرياء وأبعدت عنهم الموت والبؤس والحزن لذويهم".
مكافآت مالية
وفي هذا الإطار، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن خطة لتقديم مكافآت مالية لأعضاء القوة التي اقتحمت مخبأ داعش وللمواطنين الذين أبلغوا قوات الأمن عن مكان تواجد المخبأ.
وقال قائد عمليات بغداد الفريق عبد الأمير الشمري لموطني إن "تكريم القوة جاء بعد أدائهم البطولي وتمكنهم من اعتقال الإرهابيين ومصادرة ما بحوزتهم من متفجرات دون إيقاع أي أذى بالمواطنين".
وأكد أن المواطنين الذين أبلغوا قوات الأمن عن المكان منحوا مكافأة الحكومة الخاصة بالإبلاغ عن العمليات الإرهابية "وهو تشجيع للآخرين أن يحذوا حذوهم"، بحسب ما ختم.