عن المازوت والمرتديلا وتجارة الشعر..
طوني حداد
الليلة كنت مقرّر قرار حاسم وضروري وهام وعاجل أنو اكتب شعر..
اي نعم ..شعر “عاجل”..وماحدا أحسن من حدا..
خصوصاً بعدما لمست الاقبال المنقطع النظير على “أشعاري”..
منقطع النظير متل اعلام معالي “الافوكاتو” وزير التلفزيون والراديو والجرايد السوري “عمران الزعبي” يللي أمس طلع معو بأنّ الناس في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون مستاءة وغاضبة من نقص المحروقات و على الأخص مادة “المازوت” في هذه المناطق!
شو هالخبر “العبقري” هيدا يللي عم يشرشر “مهنيّة ومفهوميّة”؟!
على أساس في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة ثمة قرار بأنّ الموظف ممنوع بيقبض معاشو كل آخر شهر الاّ اذا أخذ مئة ليتر “مازوت” منحة وهديّة, والموظف المعتّر مستاء لآنّو مش عارف وين بدّو يروح بها المازوت , ماعندو بقى براميل أو خزانات فارغة لتعبئته ,صار المازوت عبء عليه وعم يضطر يكبّو -خلسةً عن عيون “العسس”-بنهر بردى ..!
يعني على شوي بيصير نهر بردى من أعضاء منظمة “أوبك”..
هلق بالتأكيد ولا شكّ ولاريب مفهوم بأن البلد بحالة حرب وفقدان المحروقات بفعل الحصار الخانق على سورية مفهوم أيضاً , وقيام العصابات المسلحة بالتحكم برقاب العباد وترويعهم وتجويعهم وسرقتهم مفهوم أيضاً, لكن أن يعرض اعلام “الزعبي” المسألة بالشكل السخيف المومى اليه أعلاه وكأن حكومته من سلالة الملائكة ,فلَعَمْري انّ في ذلك ل”استجحاشٌ” للمواطن واستخفاف بما تبقى من عقله لم يفقده بفعل “البحبوحة والرخاء” الذي يعيشه منذ ثلاث سنوات ونيّف عمر الحرب الكونيّة على سوريّة..
المهم ياأوادم قررت تابع بمهنة الشعر خصوصاً بعدما لمست -بلامعنى- بأن “مصلحة” الشعر مصلحة منيحة وربّيحة, وشغلة خفيفة نضيفة و”كل فولة مسوّسة والها كيّال أعمى”..
وبلا سياسة وتحليل سياسي وتبصير وتنجيم ووجع راس ..وبلا مايستثمر الواحد -أي المرء- بمهنة غير مضمونة خصوصاً أنّو “الدولار” صاير متل وليد بك جنبلاط بعلمك تحت بيصير فوق..
وحبّة فوووووووق وحبّة تحت..
وكما لايخفى على نباهتكم أيها السادة المتواطنين فان “الدولار” هو القاسم المشترك الجامع المانع لبورصة النجاح الاقتصادي المضمون والآمن و”الشرعي المذبوح على الطريقة الاسلاميّة” على ماجاء في اعلانات علب المرتديلا..
so:
شربت كاسة “انشور” وهو مسحوق بروتيني “امبريالي” كلّو فيتامينات وبيشحذ الذهن والنافوخ ,وصنعت لنفسي ركوة قهوة “سادة”-اي بلا سكّر- جرياً على عادة المثقفين والشعراء ..
استليّت “الكي بورد” من غمده ومن غمد بطّاريته الجديدة التي اشتريتها اليوم بركي بيشتغل السايب” اللاب توب” شي ساعتين في ظروف انقطاع الكهرباء المزمن ..
المزمن متل انتهازية ثلاثة أرباع معارضة الغفلة السورية يللي كانوا يدبكوا عالراس في احتفالات الحركة التصحيحية ابان حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد فيما كنّا نحن “موالين اليوم” ناكل خبيط بفروع المخابرات..!
المهم يامعلم وبلا طولة سيرة..كل هذه التحضيرات التي اتخذتها حتى يهبط وحي الشعر على “كي بوردي” باءت بالفشل..
باءت بالفشل أكتر من”باءة” الفجل على قولة رفيقنا زياد عاصي الرحباني..
قلت بعمل متل غيري بسرق كم مقطع شعري من هنا وهناك.. بزيد كم جملة تمويه متل يللي بزوّر عملة حتى ماينلقط وبزبّطا..
نقحتْ عليّ النتفة التي تبقّت من أخلاقي -أي أنّبني ضميري- وأخبرني أنو هذه سرقة وعيب وحرام..
لاقدرت أسرق شعر وانسبه لنفسي ,ولا شيطان الشعر كلّف خاطرو وزارني..
كل شياطين الدنيا زارتني -بما فيها سعود الفيصل آل .....- وشيطان “وادي عبقر- لم يفعلّ..
خلص تيّس الشعر..
تيّس متل ابن شي مسؤول في شرق المتوسط راكب سيارة بيّو وعم يشفّط وشايف العالم كلها ذباب وعم يدعوّس بالبشر
قلت أحسن شي أكتب ماكتبته الآن..
لأنو هيدا شعر..
شعر وكتير..
شعر ونيّف..
شعر أصلي وعالأصلي ومش مضروب ولا مغشوش ومكفول ضد عوامل انحطاط “الربيع العربي”..
ويللي بيقول غير هيك بزعل منّو..!
بانوراما الشرق الاوسط