لا ترحل



عيناها اللؤلئيتان تسبحان في بحر الدموع وهي تغمم في انكسار: أرجوك لا تذهب إلى المدينة ،ابقى معنا أنا وابنك نحتاجك جدا

فأجاب بضيق وتبرم : وماذا أفعل هنا لا عمل لا نقود كسرة خبزمالحة وبيت مهترئ .

أجابت :أعلم ولكن وجودك هو أغلى شئ. كما أني أخاف عليك من العمل في الشحنات الثقيلة

نظر إليها بعطف : عزيزتي لو تعلمين كم يقاسي هذا القلب الحزين

ثم سكت فثمة غصة تمنعه عن الكلام فيما سحائب الغم تغشت وجهه لتهطل عينيه المجهدتين دموعا عزيزة، أشاح بوجهه ليفرغ شحنات الهم والغم بعيدا عنها

احتضنت رأسه برفق وأصاخت لعذاباته بهدوء، انسحب بعدها ليفرغ جرعات الحزن الكبيرة لوحده فهو لايريد تجريحها أكثر،،وتغريمها ثمن معاناته التي لم تنهي بعد وقد باتت فصولها الحاسمة تشرف لتحدد مصيره ومصير امراة وطفلها ،،

نظر الى عييناه المحمرتان في المرآة وهو يقول كم افزعت شريكتي بهذا الوجه ؟ ليتبعها بابتسامة تنبئ عن ارتحال العاصفة ومجئ الربيع ،،

انتبه على صوتها الحنون:تعودت منك أن تبتسم ودموعك لم تجف بعد؟


ليرد عليها بأريحية وثقة هكذا علمتني الحياة لكي أعيش .
فترد في شرود :أما أنا فعلمتني أن ابتسم لسجاني كلما جاء ليأخذ مفاتيح قلبي ويرحل .


الكاتبة دفء الياسمين
مما راق لي